الأربعاء - 15 مايو 2024
الأربعاء - 15 مايو 2024

تطبيقات «المواعدة».. فخاخ إلكترونية للشباب بغرض النصب والابتزاز

تطبيقات «المواعدة».. فخاخ إلكترونية للشباب بغرض النصب والابتزاز

shutterstock_1805771470 (1)

انتشرت مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي بالتزامن مع أزمة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، إعلانات تروج لتطبيقات هاتفية تقدم خدمات التعارف على الجنس الآخر لفاقديها، تتنافى مع عادات وتقاليد مجتمع دولة الإمارات، حيث إن أغلبها فخ للنصب والاحتيال، وفقاً لما أكده شباب مواطنون، فيما يعرض الباقي منها بيع خدمات زوجية بمقابل مادي.

وحذر قانونيون وخبراء من خطورة تلك التطبيقات، مؤكدين أنها تعتبر بمثابة حيلة لاستدراج الضحايا وخاصة فئة الشباب إلى أماكن ليس بها فتيات، بل أفراد عصابات إجرامية ينهبون أموال الضحية.

ملاحقة المبتزين

من جانبها، أطلقت هيئة تنظيم الاتصالات حملة بعنوان «اِحذر أن تكون التالي»، تستهدف حماية الشباب المستدرَجين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التعارف على الهواتف الذكية، وحماية المتضررين من الابتزاز، حيث تتم ملاحقة المبتزين في هذه القضايا بكافة دول العالم، ويصدر في حقهم نشرة طلب للإنتربول الدولي، علاوة على أن مواد القانون الإماراتي «قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات» رادعة بما يكفي للحد من وقوع هذه الجرائم من المتهمين داخل الدولة.

ودعت من خلال الحملة إلى اتباع 4 طرق للوقاية، هي: عدم الرضوخ للابتزاز، عدم قبول صداقات أشخاص غير معروفين، عدم إرسال أي مبالغ مالية تحت أي تهديد مباشر، والحذر من مواقع وتطبيقات التعارف، فغالباً ما تكون بداية اصطياد الضحايا.



عقوبة الابتزاز

وقال محامٍ في أبوظبي، علي خضر العبادي، إن ابتزاز أو تهديد شخص للقيام بفعل ما باستخدام شبكة معلوماتية أو وسيلة تقنية معلومات، يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين وبغرامة لا تقل عن 250 ألف درهم، وإن إعداد أو توزيع أو نشر مواد إباحية ماسة بالآداب العامة، أو إنشاء وإدارة موقع إلكتروني أو الإشراف عليه، يعاقب بنفس العقوبة.



وأكد أن دولة الإمارات تحارب ممارسي هذا السلوك بشتى الطرق، حيث إن المشرع الإماراتي وضع عدة قوانين لحماية الأشخاص الواقع عليهم الابتزاز في هذا الشأن، كما خصصت الحكومة طرقاً للإبلاغ عن المواقع والتطبيقات المشبوهة.

موقع معتمد

وأوضح حمدان محمد المهيري خبير تقنية معلومات، أن البيانات الشخصية المتداولة عبر تطبيقات المواعدة غير محمية، ولا يمكن تأمينها بأي شكل من الأشكال، وتتضمن كافة المعلومات التي تسهل على إداراتها القيام بعملية الابتزاز كمحل الإقامة والاسم ورقم الهاتف، منوهاً بأن الهدف الرئيسي منها هو جمع بيانات الأشخاص للتمكن من تهديده، حيث إنه كلما كثرت المعلومات عن الشخص سهلت عملية الابتزاز.



وذكر أنه رغم حملات التوعية المستمرة بمخاطر جرائم الابتزاز الإلكتروني إلا أن هناك أسباباً وراء تكرارها، أبرزها إقبال الشباب على استخدام شبكات الإنترنت، دون تمتعهم بالدراية الكافية حول كيفية حماية أنفسهم من المخاطر الموجودة.

وأشار المهيري إلى أن المراهقين يتصدرون الشرائح الجديدة التي تنضم إلى تطبيقات المواعدة، وهؤلاء يعدون صيداً سهلاً للمجرمين، لذا من الضروري أن تركز حملات التوعية على المدارس في المراحل التي تسبق الجامعة، لأنهم مؤهلون لأن يصبحوا ضحايا محتملين.

فيديوهات فاضحة

وقال استشاري طب الأسرة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع وعضو الفريق الوطني للتوعية بكورونا الدكتور عادل سجواني، هناك الكثير من الأشخاص يلجؤون إلى مواقع المواعدة نتيجة الشعور بالوحدة والملل خاصة أثناء كورونا، حيث سجلت الأمراض النفسية زيادة عالمية.



وأوضح أن أغلب تلك التطبيقات والمواقع مزيفة وبالتالي قد يتم الاحتيال على الشخص مادياً، ومنهم من يكون خارج الدولة، الأمر الذي يجعل من تعقبهم أمراً صعباً، وأحياناً تتم ملاطفات وتودد جنسي عبر التواصل وإرسال صور وفيديوهات فاضحة، ومن ثم الابتزاز والتهديد بنشرها أو إرسال مبلغ مادي، وهنا يصدق الشخص ويخاف على سمعته ويظل الابتزاز إلى ما لا نهاية.

علم النفس

وأشارت أخصائية نفسية، ناريمان ناجي إلى أن اللجوء إلى تطبيقات المواعدة ليس النطاق الطبيعي لتعارف الأشخاص على بعضهم البعض، ووفقاً لعلم النفس يكون الانضمام لها نتيجة مشكلة نفسية لدى الشخص، وشعوره بالوحدة والملل وعدم القدرة على المواجهة وجهاً لوجه، مؤكدة أن مثل هذه التطبيقات والمواقع تسمح بالتلاعب والخداع، حيث إن مستخدميها لا يعرفون بعضهم.



ولفتت إلى أن تطبيقات المواعدة انتشر الترويج لها والإقبال عليها بالتزامن مع أزمة كورونا، وما نتج عنها من تقييد الحركة وتطبيق التعلم والعمل من المنازل، حيث إن البعض قام بتحميلها على سبيل التسلية.

الوازع الديني

وبصفته مواطناً شاباً، قال مسؤول التواصل الرقمي في هيئة تنظيم الاتصالات ياسر بن محمد: «إن الوازع الديني يحرم ويمنع هذه الممارسات، وإن مثل هذه المواضيع تتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا في مجتمع دولة الإمارات»، ويرى أن مثل هذه الإعلانات وهمية والهدف منها الابتزاز مادياً وجنسياً وإيقاع الشباب، ناصحاً بتجاهلها والإبلاغ الفوري عنها.



وأكد أن الإيقاع بالشباب من خلال تطبيقات التعارف ما كان سينتشر ويجد سوقاً رائجة، إلا إذا ما كان هناك إقبال أو جهل من بعض الشباب، حيث إن المبالغ التي ينفقها بعضهم على مثل هذه التطبيقات تشجع مروجيها على صرف نفقات أعلى، وبالتالي تكثيف الحملات الإعلانية بما أنها أصبحت تجارة.

حوادث نصب

وقال المهندس فراس محمد الحمادي: «تظهر لي الكثير من إعلانات تطبيقات التعارف، ولكني أرفض تحميلها حيث إنني سمعت عن حوادث نصب واحتيال كثيرة وقعت من خلال تلك التطبيقات».



وسرد قصة لشاب قام بالتعرف على فتاة من خلال أحد التطبيقات، وذهب لمقابلتها في مسكنها ليتفاجأ بأنهم عصابة، اعتدت عليه وأجبرته على تحويل مبلغ 30 ألف درهم من بطاقته الشخصية.

الأجيال الصاعدة

ورأى عضو مجلس الطلاب في كلية أبوظبي بوليتكنيك فارس المرزوقي، أن اتباع ممارسة هذا السلوك الخاطئ يؤثر بشكل سلبي على الشباب، خاصة الأجيال الصاعدة التي تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي كثيراً، مطالباً بتشديد المراقبة على مروجي تطبيقات المواعدة.