الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

نفقات التعليم «الهجين» تتفوق على «المباشر» بـ 14.3 %

نفقات التعليم «الهجين» تتفوق على «المباشر» بـ 14.3 %
ارتفعت نفقات «التعليم الهجين» على الأسر، بعد تطبيقه في المدارس كإجراء احترازي لحماية الطلبة من «كوفيد-19»، وسطياً بنسبة 14.3%، مقارنة بمصاريف التعليم المباشر التي عهدها أولياء الأمور قبل الجائحة، علماً بأن معظم أولياء الأمور توقعوا انخفاض هذه النفقات بعد دراسة أبنائهم في المنازل.

ووصلت التكاليف الثابتة للتعليم الهجين وسطياً للطالب الواحد إلى 23375 درهم سنوياً، من دون التطرق إلى اضطرار بعض الأمهات الموظفات للتخلي عن عملهم، بهدف الجلوس مع الأطفال أو توظيف مربية أو مدرسين خصوصيين بشكل أكبر، فيما كان التعليم المباشر يكلف أولياء الأمور نحو 20450 درهماً، علماً بأن نفقات الأنشطة اللاصفية التي كانت تطبق سابقاً لم تدخل في الحسابات كونها اختيارية.

ووفقاً لأولياء أمور، فإن فاتورة الطالب الواحد من المصروفات المدرسية للتعليم «الهجين» للعام الدراسي الجاري 2020–2021، توزعت بين رسوم المدارس وتبلغ وسطياً (15 ألف درهم)، و1850 درهماً متوسط رسوم الكتب المدرسية بحسب العام الدراسي، ومن 3000 إلى 3500 درهم رسوم الحافلات، بحسب المنطقة التي يقطن فيها الطالب، وبين 400 إلى 450 درهماً نفقات عن الزي الدراسي.


وأضيف إلى النفقات السابقة شراء أجهزة كمبيوتر محمولة لكل طالب، تفاوتت أسعارها بين 1800 إلى 3500 درهم، إلى جانب اشتراك الإنترنت بباقة أكبر بفاتورة شهرية متوسطة تصل لنحو 300 إلى 500 درهم، وطابعات تراوحت أسعارها أيضاً بين 200 إلى 400 درهم، إلى جانب الأحبار والأوراق وغيرها من المستلزمات الأخرى، التي كانت غائبة سابقاً أو على أقل تقدير لم تكن إجبارية.


بدورها، ذكرت إدارات مدارس، أنها تحملت بدورها أعباءً مالية كبيرة بالعام الدراسي الحالي، بعد تركيب أجهزة وخدمات للتعامل مع منظومة «التعليم الهجين»، وتشغيل فصول وكاميرات الحافلات بطاقة ومجهود مضاعف، بالإضافة للمنظفات والمعقمات بصورة مستمرة، ونفقات أخرى لم تمكنهم من تحمل أي تخفيض في مصروفات العام الدراسي.

«الرؤية» ناقشت نفقات التعليم «الهجين»، مع أطراف العملية التعليمية، كيف كانت في السابق؟ وكيف أصبحت هذا العام؟ وهل أضيفت على كاهل الأسر أعباءً جديدة أم تخفضت النفقات؟ وما تحملته المدارس أيضاً لسير العملية التعليمية وفق المنظومة الحالية؟

من جانبها، أكدت أسر أن وجود أكثر من طالب في البيت بعد تطبيق التعليم الهجين يعتبر حملاً ثقيلاً بسبب تكاليف الأجهزة الإلكترونية، إلى جانب المصاريف الثابتة.

تكاليف إضافية

وقال محمد بن درويش (ولي أمر)، إنه من اللافت للنظر ثبات وزيادة مصروفات العام الدراسي الجاري، رغم قلة الخدمات المقدمة عن السابق، ووجود الطالب في البيت، وإصرار إدارات المدارس على عدم تخفيضها.

وأضاف أن مصروفاته الدراسية لهذا العام، زادت عن السابق بنسبة تجاوزت الـ 10%، حيث دفع الأقساط ورسوم الحافلة والزي، كما كان في السابق، وأضيفت عليها نفقات شراء أجهزة محمولة لكل طالب، وكانت أسعارها أيضاً أعلى من السابق، نظراً للإقبال المتزايد عليها في الأسواق.

وذكر أنه ما تم توفيره من مصروفات هذا العام يتعلق بالأنشطة المدرسية والمشروعات التي تطلب من الطلاب، وكذلك مصروفات المأكل، وبعض الأنشطة التي كان أبناؤه يشاركون فيها، كالرحلات، وهي مصروفات اختيارية أساساً.

مصروفات ثابتة

وقال المواطن محمد السري (ولي أمر لثلاثة طلاب في مراحل 7، 8، 11)، إن المصروفات الدراسية زادت بلا شك خلال العام الدراسي الجاري على أولياء الأمور، بعد أن فرضت الظروف على كل ولي أمر شراء جهاز كمبيوتر محمول لكل طالب لديه، وعدم الاكتفاء بجهاز أو جهازين في المنزل، نظراً لاحتمالية أن يدرس الجميع في وقت واحد.

وتابع: «المصروفات التي أقرتها المدرسة ظلت ثابتة، فيما يتعلق بالزي والكتب والحافلات، ولم يكن هناك خيار لأولياء الأمور إلا القبول والدفع، وعند التحاور مع الإدارة، أخبرتنا بأن الطاقة التشغيلية للمعلمين وللحافلات وسائقيها كما هي، ولكن الأمر اختلف في عدد أيام حضور الطالب، كما وأن المعلمين موجودون، والفصول تعمل، وتم توسعتها لاستيعاب الطلاب وفق الإجراءات الاحترازية».

وبيّنت ميلود الهاني (ولية أمر)، أن ما تم توفيره من مصروفات لديها هذا العام هو مبلغ 1000 درهم فقط من مصروفات تتعلق بالأنشطة والرحلات، بينما كان عليها التزامات مالية أخرى أكبر بكثير، ارتبطت بشراء جهاز محمول للدراسة والطابعة وغيرها، بما يعني أن المتوفر لا يقارن بما تم صرفه لاحقاً.

الدفع كاملاً

وقالت سميرة سعيد (ولية أمر)، إن ما تم توفيره فقط هو المصروفات المتعلقة بالحافلات، بينما تم دفع مصروفات الزي 400 درهم، على الرغم من دراسة أبنائها «أونلاين»، ولا حاجة لهم بالزي، إذا اضطر البعض لترك عمله والجلوس مع طفله، أو الاضطرار إلى جلب مربية إلى المنزل، وآخرون اشتروا أكثر من جهاز محمول لتعلم أبنائهم، ومصروفات أخرى.

ولي الأمر صفوان نور الدين، لدية 3 أطفال في مراحل دراسية 9، 4، 2، يقول إن النفقات الدراسية لديه هذا العام تخطت زيادتها الـ 5 % عما كان يدفع في السابق، توزعت بين شراء أجهزة محمولة وبقاء في المنزل، واشتراك باقة منزلية للإنترنت.

وأضاف أن هناك مكملات إضافية تحتاج إليها عملية التعليم «الهجين»، للطالب من ضرورة التزود بها مثل بطارية شاحن للكمبيوتر المحمول وسماعة للرأس، ومعقمات وأدوات نظافة، أضيفت جميعها على كاهل رب المنزل.

وقال ولي أمر طالب وطالبة في الصفين التاسع والسابع، محمد ضرار، إن المدرسة تحصلت على قسطها الأول كاملاً، وتم توقيع شيكات بالأقساط المتبقية، وحصلت كذلك على مصروفات الحافلات والزي والكتب أيضاً، على الرغم من أن الكتب تم تحميلها «أونلاين»، باستثناء كتب الوزارة.

وتابع أن هناك ما يقارب من 5000 إلى 6000 درهم يتكفلها ولي الأمر عن المصروفات المعتادة، ولم يكن هناك خيار أمام أولياء الأمور غير الموافقة.

أعباء المدرسة

وأفادت مديرة وصاحبة مدرسة الاستقلال الخاصة بالشارقة شهرزاد حوارنه، بأن المدارس عليها التزامات كبيرة في العام الدراسي الحالي، فاقت أي عام مضى، نظراً للظروف الراهنة، من تطبيق الإجراءات الاحترازية في سير العملية التعليمية بانتظام، والتعقيم والنظافة، ونفقات تركيب الشاشات والأجهزة وتوصيل الإنترنت بطاقات تتناسب وإدارة منظومة التعليم عن بُعد و«الهجين».

وأضافت أن الخدمات المدرسية التي تقدم كما هي عن سابقتها، بل زادت الأعباء، وبالتالي لم يكن أمام المدارس إلا الاستمرار على نفس المصروفات، مفيدة أن بعض المدارس تكبدت أيضاً نفقات زادت عن سابقتها، وتعاقدت على الزي المدرسي، وظل في المخازن دون الاستفادة منه، وهو ما يعني أن المصروفات زادت بصورة عامة على إدارات المدارس والأسر كذلك.

بدورها، قالت مديرة مدرسة الشارقة الدولية، سوسن عبدالفتاح، إن المدارس تحملت الكثير من النفقات الإضافية خلال العام الدراسي الحالي، بدأتها في الفصل الدراسي الثالث من العام الماضي، لتوفير متطلبات التعليم عن بُعد، بالإضافة للعديد من النفقات الأخرى التي تحملتها وما زالت تتحملها، وبالتالي على الجميع الصبر والتحمل لكي تمر بسلام.

تحديد الرسوم

تزيد أو تعديل الرسوم في المدارس الخاصة عن طريق المجالس والمناطق والهيئات التعليمية في كل إمارة، حيث تختلف تلك الرسوم تبعاً لعوامل: كنوع المدرسة، والمناهج، والمرافق، وغيرها، ولا يجوز مطالبة أولياء الأمور بتسديد رسوم أكثر مما أقرتها الجهات المحددة، أو تحصيل رسوم السنة الدراسية كاملة دفعة واحدة.

نفقات سابقة

كانت هناك العديد من النفقات التي تتحملها الأسر في ظل نظام التعليم المباشر سابقاً، لم يعد لها بند وفق منظومة التعليم الحالي، من بينها المصروفات الخاصة بالرحلات، والأنشطة الفصلية أو المدرسية، وكذلك عدم وجود المقصف المدرسي.