السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

طلبة سياقة يطالبون بتعديل آلية التعليم في معاهد التدريب بدبي.. واختبار «المواقف» العقدة

طلبة سياقة يطالبون بتعديل آلية التعليم في معاهد التدريب بدبي.. واختبار «المواقف» العقدة
طالب عدد من طلبة السياقة المتقدمين للحصول على رخصة القيادة في دبي ضرورة إعادة النظر في آلية الاختبارات الخاصة بالقيادة التي تتبعها مراكز ومعاهد تعليم السياقة.

ودعوا إلى مراعاة حزمة من المتطلبات أولها: إعادة النظر في الأساليب المتبعة في تدريب الطلبة خاصة في طريقة تنفيذ المواقف «الباركنغ» وأن تعتمد جنباً إلى جنب مع التدريب وألا يترك تدريب الباركنغ إلى ما بعد انتهاء كافة التدريبات لما يشكله من عبء على الطالب كأحد أكبر مسببات الرسوب للمتقدمين، وثانياً: تحديد العدد المسموح به لرسوب المتقدم للاختبار بألا يتجاوز 3 مرات مدفوعة الأجر، على أن يتم احتساب الحصص منذ الحصة الرابعة مجاناً أو بنصف القيمة وألا يخضع الطالب للامتحان إلا بعد التأكد من كفاءته، ثالثاً: إعداد كشف بنسبة الرسوب في الاختبارات مقارنة مع عدد المتقدمين ونسب النجاح المحققة والرجوع للمكاتب التي يلاحظ فيها زيادة عدد رسوب الطلبة في الاختبارات، رابعاً: تحميل المدربين المسؤولية عند تعدي مرات الرسوب العدد المسموح به أو عند ملاحظة عدم كفاءة المفحوص وإعداد آلية تضمن التركيز على نقاط الضعف للعمل على تلافيها، وخامساً: منح المدربين الذين يسجل طلبتهم أقل نسبة رسوب جوائز تشجيعية لدعم آلية التدريب والاختبارات.

ساعات التدريب


وأقر أحد الإداريين المسؤولين في أحد مراكز تعليم السياقة في دبي بأن عدد ساعات التدريب المتبعة ضمن سياسة متطلبات التدريب والفحص للحصول على رخصة قيادة المركبات غير كافية وهي بمعدل 20 ساعة، مؤكداً على أن عدداً كبيراً من الطلبة يتوجه للفحص التجريبي بعد انتهاء الساعات المقررة ويكتشف عدم جاهزيته، مطالباً بزيادة عدد الحصص بمقدار 6 حصص إضافية للتركيز على تدريب المواقف خاصة والقيادة في الطريق عامة.


وأفاد بأن الطالب في الفحص التجريبي قد يكون ملماً ولكنه عندما يأتي لفحص الساحة يرسب في الامتحان، منوهاً إلى أن النتيجة لا تدخل بشكل أوتوماتيكي في برنامج الفحص الذكي وعلى الفاحص التأكد منها مجدداً ولو وجد أي ملاحظات يمكن إرسال بريد إلكتروني للهيئة لتعديل النتيجة عند الحاجة.

وأكد أن فحص المواقف يتضمن خطوات يتدرب عليها كل طالب وأكثرها تعرضاً للرسوب هو في موقف 60 درجة، موضحاً أن الرسوب قد يكون بسبب عدم التركيز مع المدربين والخوف من الفحص، لافتاً إلى أن مؤشر حالات النجاح في المعهد لديهم قد يصل إلى 30% بشكل عام.

الرقابة وتقييم الأداء

ومن جهته قال مدير إدارة ترخيص السائقين في مؤسسة الترخيص بهيئة الطرق والمواصلات في دبي منصور الفلاسي: تؤكد الهيئة حرصها على تقديم الخدمة للمتدربين وفق أفضل معايير التدريب والفحص، وتخضع معاهد التدريب على القيادة لرقابة وتقييم للأداء من قبل الهيئة، إضافة إلى التدقيق على كفاءة المدربين والتزامهم بتطبيق المنهج المتبع في التدريب، وهو ما يحدد النتيجة النهائية في تقرير تقييم أدائهم، كما أنه يؤثر سلباً أو إيجاباً في التقييم العام للمعهد، ودرجة تصنيف مستوى جودة خدماته.

ونوه إلى أن الرسوم التي يدفعها المتقدمون للحصول على رخصة القيادة في دولة الإمارات موحدة وهي الرسوم السيادية بحسب متطلبات قانون السير والمرور الاتحادي رقم 21 لسنة 1995 ولائحته التنفيذية وتعديلاتهما.

وتقوم الهيئة بعمل ورش تدريبية مستمرة للفاحصين من خلال تقديم شروح مختلفة بشأن كيفية التعامل مع المتعاملين، والقيام بتهدئتهم للحد من حالة التوتر والارتباك التي قد يكون عليها المتعامل قبل الاختبار.

كما تعكف هيئة الطرق والمواصلات في دبي على استحداث مركز عمليات ذكي ومتطور يمكّن فريق دعم ترخيص السائقين من تطوير خدمات وعمليات فحص السائقين بدبي، ومتابعة تقديم الخدمات في مراكز ومعاهد تعليم القيادة، بالإضافة إلى استحداث وتطوير بعض الخصائص الذكية على الأنظمة الإلكترونية، الخاصة بعمليات فحص الساحة الذكي ونظام فحص السائقين (المسار الذكي)، وإمكانية إجراء عمليات فحص الساحة الذكي و(المسار الذكي) عن بُعد، دون الحاجة لتواجد الفاحصين بعد تطوير كافة الأنظمة الحالية وفق خارطة طريق تطوير الأنظمة بإدارة ترخيص السائقين.

وقال الفلاسي إن مراكز تعليم السياقة المعتمدة للنظام الذكي في فحص الهيئة الخاص بالمواقف 9 معاهد ولديها 10 أفرع في مواقع مختلفة بإمارة دبي، وعملية إعادة الامتحان عند الرسوب، تتطلب التدريب لتفادي الرسوب مرة أخرى، وعليه يراعى عند إعادة الامتحان، احتساب المدة الزمنية الكافية لتحسين وتنمية بعض النقاط التي تم رصدها خلال التغذية الراجعة للمتدرب أثناء الفحص، ليتم تفاديها من خلال التدريب وعدم الوقوع في هذه الأخطاء مرة أخرى.

فحص الساحة الذكي

وفيما يخص نظام الساحة الذكي أفاد الفلاسي بأنه يعتبر الأول من نوعه في العالم، حيث تم إطلاق النظام من قبل هيئة الطرق والمواصلات في إطار مواكبتها واستجابتها لمبادرة «المدينة الذكية» التي أطلقتها حكومة دبي الرشيدة، لجعل دبي المدينة الأذكى في العالم.

ويُعد النظام أحد أهم المشاريع الاستراتيجية التي تم تنفيذها، وذلك من خلال تحويل مركبات فحص السائقين إلى مركبات ذكية قادرة على اكتشاف مناطق مناورات الفحص، ومدى استجابة السائق لكل مناورة، من خلال كاميرات وحسّاسات عالية الكفاءة مرتبطة بمعالج مركزي قادر على جمع مختلف البيانات واحتساب الأخطاء بشكل آلي.

وأشار إلى أن أهم مزايا فحص الساحة الذكية إمكانية مراقبة الفاحص لأكثر من مفحوص خلال الاختبارات، مما ساهم في زيادة عدد المفحوصين للحد من قوائم الانتظار، حيث يمكن للمتعامل حجز موعد الفحص في موعد أقصاه 5 أيام عمل.

31 % نسبة النجاح في فحص الساحة الذكي

وقد ساهم النظام في خفض الشكاوى الواردة من بعض المفحوصين بشأن نتائج اختباراتهم بدعوى أنها تخضع أحياناً لوجهات نظر مختلفة من الفاحصين حول الأخطاء التي يرونها محل إعادة نظر، وهو الأمر الذي تم تلافيه في التقنية المطبقة، لأن التكنولوجيا دائماً هي طرف محايد لا يمكن التشكيك بها، والنتيجة الحتمية هي تخفيف احتماليّة وقوع الحوادث المروريّة في شوارع الإمارة إلى حدّ كبير دون شكّ وذلك تحقيقا لاستراتيجية دبي للسلامة المرورية لخفض الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية، ووصلت نسبة النجاح في فحص الساحة الذكي إلى 31% حتى النصف الأول من عام 2020 ولا يوجد ارتفاع في حالات الرسوب حيث إن نسبة النجاح تحسنت بعد إطلاق النظام في عام 2018 ووصلت إلى 31%.

تحميل المدربين المسؤولية

ومن جهة أخرى، أشارت المتدربة هنا محمد إلى أنها قامت بفتح ملفها في مكتب تعليم القيادة منذ شهر مارس وبدأت في التدريب من المرحلة الأولى على يد أحد المدربين في معهد في منطقة القصيص وأنهت جميع الحصص المطلوبة وعند التقدم لامتحان المواقف رسبت في فحص «الباركينغ» 8 مرات، مؤكدة أنها في كل مرة تدفع رسوم التسجيل للامتحان عدا عن طلبها حصة تدريبية مدفوعة الأجر.

وأكدت المتدربة أنها تنفذ تماماً ما يمليه عليها المدرب وأنها لا تشعر بأي نوع من التوتر أو الخوف بل تشعر بالاطمئنان نظراً لثناء المدرب على أدائها ولكنها تتفاجأ بالرسوب في الامتحان لاحقاً، مما يعد مؤشراً واضحاً لضعف ما تلقته من تدريب وتعليم وطالبت المتدربة بضرورة رصد حالات الرسوب، علماً بأن عدداً كبيراً من أصدقائها تعرض للموقف ذاته، مؤكدة على ضرورة تخفيض قيمة التسجيل لإعادة الامتحان والحصة التدريبية عند الإعادة المتكررة خاصة لفئة الطلاب.

vip للحصول على رخصة القيادة

وبدوره قال المدرس أحمد «ع» إنه تقدم لفتح ملف في معهد تدريب سياقة وتلقى الحصص المنصوص عليها إلا أن فحص المواقف كان عقدة المنشار التي واجهته وتكررت حالات الرسوب التي تجاوزت 6 مرات فما كان منه إلا أن نقل ملفه لمدرسة أخرى وتقدم فيها على خدمة VIP والتي من خلالها تجاوز التقدم لامتحان المواقف وحصل على الشهادة بعد النجاح في فحص الطريق.

وأكد المتدرب بأن الرسوم المترتبة على فحص vip تعد مرهقة له إلا أنه الخيار الوحيد لتجاوز عقدة فحص المواقف.

تحديد مرات الرسوب

وبدوره قال المتدرب وسام «م» إنه تقدم لإحدى مدارس تعليم القيادة في دبي وبالرغم من خبرته الكبيرة في القيادة في بلده والتي تجاوزت 10 سنوات إلا أنه لم يحقق النجاح في فحص الباركنغ وتكررت مرات الرسوب التي تجاوزت 7 مرات، وأكد أنه قام في كل مرة بتنفيذ ما تدرب عليه من قبل المدرس المتخصص إلا أنه يفاجأ بالنتيجة، مطالباً بضرورة تحديد عدد المرات التي يسمح للطالب بها في الرسوب وأن يتحمل المعهد المسؤولية وألا يتم تقديم الطالب للامتحان إلا بعد أن يعطي المدرب شهادته بحسن أداء المتدرب وجاهزيته.

جوائز للمدربين المتميزين

وبدورها قالت المتدربة رزان «خ» إنها رسبت 6 مرات قبل حصولها على الرخصة، موضحة أن الرسوب كان في فحص المواقف، لافتة إلى أنه من الضروري أن يتم تدعيم حصص التدرب على آلية إيقاف المركبة في «الباركنغ» جنباً إلى جنب مع الحصص الأخرى وألا يتم التقدم للامتحان إلا بعد التأكد من جاهزية الطالب، مؤكدة أن الرسوب المتكرر يحمل في طياته الشعور بالإحباط والعجز وطالبت بضرورة منح المدربين الذين يحقق طلابهم نسبة رسوب أقل جوائز تشجيعية مما يدعم آلية التدريب والاختبارات.