السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

شباب إماراتيون: الاستثمار بـ «المهارة» سيغير مستقبل التوظيف

شباب إماراتيون: الاستثمار بـ «المهارة» سيغير مستقبل التوظيف
أكد شباب مواطنون أن الأعمال المستقلة التي تعتمد على المواهب والمهارة (فري لانس)، ستغير مستقبل التوظيف في الإمارات، ما يدعو إلى تطوير المهارات الشخصية بشكل عاجل، مع إدراكهم أن مجال العمل المستقل مزدحم، ولا يكاد يجد المواطن فرصة لإثبات نفسه.

وأبدوا تفاؤلهم بالمنصة الوطنية للتوظيف الذاتي التي أطلقتها وزارة الموارد البشرية والتوطين مؤخراً، لإتاحتها الفرصة لدخول سوق العمل بصفتهم أفراداً لا ينضوون تحت شركات.

المهارة مقابل المال

قالت سامية زينل إن تجربة العمل المستقل ممتازة لفئة الشباب، إذ تقوم على بيع المهارة مقابل عائد مادي، وهي نمط عمل غير تقليدي ومرن، يتيح زيادة الدخل بحسب الإمكانات والوقت.




وأوضحت أن العمل المستقل يشكّل بالمقابل صعوبة للشباب الإماراتيين كونه يعتمد أحياناً على العلاقات، مشيرة إلى أن المنصة الوطنية للتوظيف الذاتي فكرة رائدة في هذا المجال، مع ضرورة أن تمنح أولوية للمواطنين في المشاريع.

وأفادت زينل، العاملة في مجال التصوير، بأنها كان تسعى في السابق للمنافسة مع الشركات التي تنفذ أعمالاً إعلامية للجهات الحكومية لكنها لم تلقَ القبول لعدم امتلاكها شركة مسجلة، فيما ستتمكن الآن بفضل تسجيلها في المنصة من الانخراط في المنافسة.

وأضافت أن المنصة ستعزز التنمية الذاتية والمهارية للأشخاص، وإقامة علاقات العمل، مرجحة أن يتغير شكل الوظائف في المستقبل ليكون بالساعة أو بالخدمة بدل التوظيف التقليدي في ظل قلة الفرص.

قصور تنظيمي

وذكر محمد بن علوي الكعبي أن العمل المستقل يشهد بعض القصور التنظيمي، ما يحتم تكاتف الجهود بين المؤسسات الاتحادية والمحلية لاستثمار الطاقات والمواهب بشتى الطرق، قائلاً «تعودنا دائماً في دولة الإمارات بأننا نكمل ما وصل إليه الآخرون، وأن نأخذ التجارب الناجحة في الدول الأخرى ونطبقها بما يناسب ظروف الدولة، ولعل العمل الحر هو سمة واضحة في كثير من الدول المتقدمة اقتصادياً والتي تعمل دائماً على تشجيع المواهب والمهارات لتكون رافداً كبيراً لاقتصاد المعرفة لديها».



وأثنى الكعبي على جهود وزارة الموارد البشرية والتوطين بإطلاقها المنصة الوطنية للتوظيف الذاتي في فبراير الماضي، لكنه تساءل عن الأرقام التي تشير إلى مدى تقدّم تلك المنصة، رغم مرور 8 أشهر على إطلاقها ورغم أن ظروف جائحة كورونا كانت تستدعي التوجه للوظائف الحرة مقابل التوظيف الكامل.

وثمّن جهود المؤسسات الحكومية في دعم الوظائف الحرة، معرباً عن أمله في أن يرى ترجمة حقيقية لتلك الجهود في استثمار المواهب الوطنية الشابة من خلال أنظمة التوظيف الذاتي.

مجالات متعددة

واستعرض سالم الزيودي مميزات التوظيف الذاتي، حيث يمكّن الفرد من كسب مبلغ غير محدود من المال بحسب المهارة والوقت، ناهيك عن الجدول الزمني الذي سيكون بيده، كما أنه يمتاز بإمكانية مواصلة شغفه في المجالات التي يحبها.



وأضاف أنه من خلال أعمال الـ«فري لانس» يستطيع الفرد دعم الاقتصاد المحلي الوطني، وستصبح للفرد وظيفته الخاصة به من خلال استغلال مهاراته في استخدام التقنيات الحديثة والحصول على الدخل المناسب الذي قد يفوق الرواتب في بعض الجهات أو الشركات الخاصة.

وتطرق إلى اتساع مجالات العمل الحر والتي تشمل التصميم، برمجة المواقع، تصميم الواجهات، الصور، الغرافيكس، وإنشاء فيديوهات، وسواها.

تعزيز العلاقات التعاقدية

وكانت وزارة الموارد البشرية أطلقت المنصة الوطنية للتوظيف الذاتي، والتي تشكل فرصة لجميع المواطنين المهتمين بالأعمال المستقلة والراغبين في توظيف مهاراتهم لتحقيق دخل إضافي، وذلك بتعاقدهم مع الجهات الحكومية لتقديم خدمات مهارية مقابل المال.

وأكدت أن المنصة تربط أصحاب المهارات الوطنية من ناحية والجهات الحكومية من ناحية أخرى، وتعزز العلاقات التعاقدية والتجارية بين الطرفين، حيث يتم الاستفادة من الطاقات والمهارات لتقديم الخدمات مقابل تحقيق دخل يساهم في تنمية وتوسعة نطاق أعمالهم المستقلة.

وبدأت الوزارة تنفيذ خطة لجذب مؤسسات القطاع الخاص بعد أن بدأت المنصة مع الجهات الحكومية، حيث شجعت المؤسسات على إبرام تعاقدات مؤقتة freelancer، مع شباب إماراتيين من أصحاب المواهب والمستقلين.

وبيّنت أن الفئات المستهدفة من المنصة هم المواطنون من أصحاب المهارات والجهات الحكومية الاتحادية والمحلية وشبه الحكومية وشركات القطاع الخاص، حيث تتميز التعاقدات بتعدد وتنوع المشاريع ومرونة وسهولة التعاقد والإشراف على جودة الخدمات، فيما تشمل الخدمات: الإدارية المهنية، التسويق، الترجمة والكتابة، التصوير والمونتاج، الخدمات الرقمية، خدمات التصميم.