الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

استطلاع «الرؤية»: 69% من المقلعين عن التدخين أثناء الجائحة يعتزمون العودة

استطلاع «الرؤية»: 69% من المقلعين عن التدخين أثناء الجائحة يعتزمون العودة
كشف استطلاع أجرته «الرؤية» أن 69% من الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين خلال انتشار فيروس «كوفيد-19» سيعودون إلى هذه العادة السلبية بعد انتهاء الجائحة.

وبينت نتائج الاستطلاع الذي وصل إلى 2170 شخصاً عبر منصة التواصل الاجتماعي «تويتر» إلى جانب اللقاءات المباشرة مع مواطنين ومقيمين، أن الجلوس مع الأسرة لفترة طويلة خلال فترة تقييد الحركة كان من أبرز أسباب ومحفزات الإقلاع عن التدخين (42%)، فيما أعاد 37% من المستطلعين سبب تركهم هذه العادة إلى إغلاق المقاهي، وأرجع 13% إقلاعهم إلى الخوف من التداعيات الصحية لـ«كورونا» على المدخنين، وأخيراً القلق من العدوى بنسبة 8%.

وتفاعلاً مع استفسار: هل ارتفع أم انخفض معدل التدخين بالنسبة لك خلال «كورونا» وفترة تقييد الحركة؟ أجاب 67% ممن تفاعلوا مع هذا السؤال بأنه ازداد، بينما قال 33% إنه انخفض.

وأكد مستطلعون (43%) ممن انخفض معدل سجائرهم اليومية بعد انتشار فيروس «كورونا» أنهم تخلوا عن 5 سجائر يومياً، بينما انخفض 20 سيجارة عند 35% من العينة، و10 سجائر يومياً بين 13% من المستطلعين، و15 سيجارة عند 9% من العينة.

وفي الإجابة عن سؤال: كيف أقلعت عن التدخين خلال فترة الجائحة؟ ذكر 66% أنهم تركوا هذه العادة بجهد شخصي، فيما كان للضغط الأسري دور في الإقلاع عند 27% من الأشخاص، ولجأ 7% إلى مساعدة طبية.

وحول استبدال السجائر العادية والنرجيلة بالسجائر الإلكترونية خلال وبعد «كورونا»، أكد 60% ممن أجابوا عن هذا السؤال أنهم لم يجربوها، و24% كشفوا أنهم يدخنونها حالياً، و16% أعلنوا عن نيتهم تجريبها مستقبلاً.

وبينت نتائج الإجابة عن سؤال حول الإقلاع عن التدخين بشكل عام خلال الجائحة، أن 74% لم يقلعوا، فيما فضل 26% ترك السجائر والنرجيلة حالياً.

مسح صحي

وكشفت هيئة الصحة بدبي، في المسح الصحي الذي تم إجراؤه للفترة من 2014 إلى 2019، والذي صدر أمس الأحد وحصلت «الرؤية» على نسخة منه، أن 15.8% ممن شملتهم الدراسة يدخنون التبغ، وأن هذه النسبة تنقسم إلى 11.5% يدخنون بشكل يومي و4.3% يدخنون بصورة غير يومية، مشيرة إلى أن عينة المبحوثين في المسح شملت (9,360) مواطناً ومقيماً.



ووفقاً لنتائج المسح فإن 20.9% من هذه العينة ذكور مدخنون، مقابل 7.9% للإناث المدخنات، في حين بلغ متوسط العمر عند بدء التدخين للمدخنين حالياً ضمن المسح 12 سنة، وأن متوسط العمر عند بدء التدخين أعلى بكثير بين الإماراتيين حيث بلغ 17.5 سنة بين المدخنين الحاليين، مقارنة بالمتوسط 11.7 سنة لغير الإماراتيين، وأن 13.2% من المبحوثين تعرضوا للتدخين السلبي.

وبينَ آخر مسح صحي على المستوى الوطني أعلنته وزارة الصحة ووقاية المجتمع في 2019، أن نسبة التدخين بين الذكور البالغين 15.6%، وأن نسبة التدخين بين الإناث البالغات بلغت 2.4%.

تقليل السجائر

وأكدت دراسة أعدتها ونشرتها جامعة الشارقة بالتعاون مع المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة أن 39% من المدخنين الذين شملتهم الدراسة قللوا عدد السجائر التي يدخنونها على مدار اليوم خوفاً من التأثير المُضاعف لكورونا على المدخنين إذا أصيبوا بهذا المرض، وأن منبع خوفهم هو ضعف المناعة في مواجهة الفيروس بسبب التدخين.

ووفقاً للقواعد التي وضعتها لجنة إدارة حالات كورونا على المستوى الوطني، فإن المدخنين يقعون في المرتبة الثانية ضمن أعلى الفئات الأكثر عُرضه لخطورة مضاعفات كورونا إذا طالهم هذا المرض، وتضم القائمة: أصحاب الأعمار الأكبر من 60 عاماً، ومرضى القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم، والسمنة والأمراض المزمنة وأمراض الكلى، وغيرها.

«كورونا» والتدخين

وقال أخصائي الصحة العامة الدكتور سيف درويش، إنه من المفترض ألَّا يتجه الناس للتدخين سواء في زمن كورونا أو غيره، مشيراً إلى أن كورونا ساهم في تقليل عدد المدخنين بشكل ملحوظ، كما ساهم هذا الوباء في تقليص عدد السجائر التي يدخنها كل شخص أصر على استكمال تدخينه.



وشدد على أن التدخين يؤثر سلباً على الجهاز التنفسي ما يهدد الحياة عند الإصابة بهذا الفيروس.

وأضاف أن السجائر الإلكترونية أو العادية واحدة، وليس من الجيد استبدال السيجارة الإلكترونية بالعادية لأنهما متساويتان في الخطورة، بل إن السيجارة الإلكترونية تحبس الرطوبة في الرئة وتساعد على تكوين البكتيريا والفطريات، لافتاً إلى أن هناك احتمالاً أن يعود الناس إلى التدخين بعد كورونا ويستمر البعض في الامتناع عن التدخين إذا لاحظ تحسن حالته الصحية، وهنا يأتي دور الجهات المسؤولة عن صحة الفرد في الدولة مثل الجهات الصحية والبلديات ووزارة التربية والتعليم ووزارة الشباب، في التوعية بخطورة التدخين وضرورة الإقلاع عنه وعدم انضمام أعداد جديدة إلى صفوف المدخنين.

العادية والإلكترونية

وذكر استشاري طب الأسرة الدكتور عادل سجواني، أن أي منتج من منتجات التبغ سواء السيجارة العادية أو الإلكترونية أو الشيشة يدخل إلى الرئة مباشرة، وما يضر المدخنين أن لديهم مستقبلات AC2 التي يحتاجها كورونا ليلتصق بجدار الخلايا ويخترق الجسم ويتمكن منه، بعكس غير المدخنين الذين تنخفض لديهم هذه المستقبلات.



وأضاف: «من أوقف التدخين من المتوقع أن يعود مرة أخرى بعد انتهاء جائحة كورونا، لذلك لابد أن يذهب هؤلاء إلى العيادات المخصصة للإقلاع للتدخين للحصول على المساعدة، وأن يعمل غير المدخنين على إقناع أصدقائهم بالإقلاع وأن هذا الأمر أصبح سهلاً مع تطور الطب وبالإرادة القوية لراغبي الإقلاع»، لافتاً إلى أن كورونا دفع بعض الناس للامتناع عن التدخين، وفي المقابل هناك كثيرون استمروا في التدخين وبكميات وأعداد كبيرة من التبغ بسبب القلق أثناء الحجر الصحي المنزلي.

إقلاع بنسبة ضعيفة

وأكد استشاري الأمراض الصدرية بدبي الدكتور شريف فايد، أن نسبة الإقلاع عن التدخين بسبب كورونا ضعيفة للغاية، والنسبة الضئيلة التي أقلعت أو قللت من كمية التبغ المستهلكة يومياً هو بسبب الخوف من تدهور صحتهم إذا ما أصيبوا بهذا الفيروس، مشيراً إلى أن أخطر ما يهدد المدخنين المصابين بكورونا هي المستقبلات الموجودة بالرئة التي تساعد هذا الفيروس على التغلغل واختراق الجسم بسهولة مع عدم وجود مناعة قوية.



وأوضح فايد أن المدخنين على فترات طويلة تحدث لديهم أمراض مزمنة مثل الانسداد الشعبي المزمن ويكون وضع الرئة ضعيفاً في هذه الحالة، وأن أداء الجهاز التنفسي السيئ ينعكس بالسلب على باقي أعضاء الجسم، كما أن المدخنين من يحدث لديهم ضعف في عضلات الجسم بسبب الأدوية التي يتناولونها للعلاج من الأمراض التنفسية الناتجة عن التدخين.

وذكر فايد أن هناك نوعين من المدخنين: الأول يدخن بسبب الضغوط العصبية اليومية وهذا النوع من الصعب أن يقلع عن التدخين مهما أصيب العالم بكوارث، والثاني هو من يدخن للاستمتاع بالتدخين وهذا النوع قد ينقطع حالياً ويعود مرة أخرى، وشدد على أن التدخين الإلكتروني مثل العادي ولا بد أن يفهم الناس أن التدخين الإلكتروني وُجد للمساعدة في الإقلاع عن التدخين العادي وليس بديلاً له.

لا استجابة

وقال عبدالله الزرعوني، إن جميع أصدقائه المدخنين لم يقلعوا عن التدخين بسبب كورونا، ولم يستجب أي منهم لنداءات ونصائح الجهات الصحية في الدولة بالتوقف عن التدخين، وإنه يعمل طوال الوقت على نصحهم بالتوقف عن التدخين لعدم التعرض لمضاعفات كورونا.



وذكر محمود التمامي أنه لم يدخن يوماً، ويشفق على المدخنين في الوقت الحالي لخطورة تعرضهم لمضاعفات إذا أصيبوا بكورونا، لافتاً إلى أنه ينصح أصدقاءه وأهله طوال الوقت بالتوقف عن التدخين، وأن بعضهم استجاب وتحول إلى تدخين السجائر الإلكترونية ومنهم من قلل عدد السجائر التي يدخنها يومياً.



وقال أحمد الشرقاوي إنه منذ سنوات كثيرة يدخن الشيشة، لكنه فقد وظيفته إثر أزمة كورونا وجلس في المنزل لعدة أشهر دون عمل، وتزامنت هذه الأشهر مع فترة برنامج التعقيم الوطني، ما دفعه إلى عدم تدخين الشيشة لسببين، هما: عدم فتح المقاهي، والحاجة إلى توفير المال بعد فقدان فرصة العمل، وإن التفكير في تسبب التدخين في مضاعفات له إذا ما أصيب بكورونا لم يحز على تفكيره إطلاقاً.

عادة خطيرة

وقال أحمد السيد إنه لم يفكر في الإقلاع عن التدخين بسبب كورونا أو غيرها من الأمراض، معبراً عن حبه الشديد للتدخين رغم اعترافه في نفس الوقت بخطورة هذه العادة على صحة الفرد، وأضاف: لا أستطيع قضاء يومي من دون السجائر، بل لا أستطيع استكمال ساعة في العمل بدون تدخين.



وأكد خليفة المربوعي، أنه لا يدخن، لكن زملاءه وأصدقاءه لم يتوقفوا عن التدخين بل إن كثيراً منهم اتجهوا إلى متاجر مخصصة لشراء أدوات التدخين واشتروا الشيشة والتبغ للتدخين في المنزل بعد إغلاق المقاهي عند بدء أزمة كورونا، مشيراً إلى أن المدخنين لا يقتنعون بأي كلام أو نصائح لهم، لكن في الحقيقة هم قللوا مشاركة الأدوات المستخدمة في التدخين، وأنصحهم بأن أفضل طريقة للإقلاع عن التدخين هي عدم اتخاذ المدخنين أصدقاء، فإذا شعر المدخن أنه منبوذ ممن حوله سيتوقف عن التدخين ويندمج في المجتمع كإنسان صحي.