الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

القطاع الصحي بالدولة يوظف طاقات الشباب في الابتكارات العلمية

القطاع الصحي بالدولة يوظف طاقات الشباب في الابتكارات العلمية
تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تعزيز مكانتها كنموذج عالمي في المواجهة الاستباقية لتحديات المستقبل، ووجهة عالمية للمستقبل المستدام في الرعاية الصحية الذكية، إذ حددت جهات صحية محلية واتحادية موضوعات صحية لجذب مشاركات الشباب في جهود الابتكارات العلمية في القطاع الصحي المعتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تتم دراسة وتطوير تلك الابتكارات، تمهيداً لتبنيها كحلول مستقبلية.

ووسعت تلك الجهات شريحة الشباب المستهدفين للمشاركة في جهودها البحثية، بدءاً من مختبرات الذكاء الاصطناعي مروراً على الجامعات المختصة في الدولة، وصولاً إلى مجالس الشباب، لإشراكهم في إيجاد حلول مبتكرة لتلبية الاحتياجات الصحية المستقبلية.

في حين أقرت دائرة الصحة أبوظبي موضوع تعزيز الصحة الرقمية، وتطوير سبل استخدام تحاليل البيانات المتقدمة بشكل عام في القطاع الصحي، كتخصص مستقبلي تطمح في جذب مشاركة ابتكارات الشباب فيه، أوضحت أن هناك 3 مشاريع أولية من الشباب قدمت كحلول لإدارة أمراض الجهاز التنفسي.

ووضعت وزارة الصحة ووقاية المجتمع جملة من السياسات التي تنظم وتدعم الابتكارات للعام الجاري 2020، موضحة أن استراتيجيتها الحالية للابتكار قائمة على 4 محاور، هي: الريادة في الرعاية الصحية، والبحث والتطوير، والوصول إلى مجتمع صحي، وإدارة عمليات وخدمات رائدة، كما تستند الاستراتيجية إلى 5 ممكنات تشمل رأس المال البشري لتطوير إمكانات الابتكار والبحوث، وإنشاء منصة لتبادل المعلومات، وتسهيل طرق صرف التمويل للابتكارات في المجال الصحي، والاستفادة القصوى من التطورات التكنولوجية المتقدمة، وبناء شراكات لدعم الابتكار والبحوث المختصة.

وتفصيلاً، كشفت دائرة الصحة بأبوظبي، عن اعتزام مختبر الذكاء الاصطناعي، التابع لها، التعاون مع مجالس الشباب بهدف تدريب وصقل مواهب الشباب لإدارة الابتكار، وتبني أدوات العمل الجديدة، لتلبية احتياجات المجتمع في مجال الرعاية الصحية.

وقالت الدائرة، رداً على استفسارات منصة وصحيفة «الرؤية»: «إن الموضوعات الصحية التي تطمح الدائرة إلى إشراك المبتكرين فيها في الفترة المقبلة، وتشجيعهم للمساهمة فيها هي تعزيز الصحة الرقمية، وتطوير سبل استخدام تحاليل البيانات المتقدمة بشكل عام في القطاع الصحي».

ولفتت الدائرة إلى أن هناك تنسيقاً بين الدائرة والجامعات لتشجيع الطلاب للمشاركة في مبادرات مختبر الذكاء الاصطناعي، حيث يعد العمل مع النظام الحيوي للابتكار في القطاع الصحي بأبوظبي ركيزة أساسية لدفع عجلة الابتكار في مجال الرعاية الصحية، كما يتم حالياً التعاون مع الشركاء والجامعات حول محاور أساسية، أهمها الصحة الرقمية، وذلك لإشراكهم في إيجاد حلول مبتكرة لتلبية الاحتياجات الصحية لسكان الإمارة.

وبينت الدائرة أنها عقدت هاكثون الصحة الذي نظمه مختبر الذكاء الاصطناعي، وذلك لإيجاد حلول مبتكرة لإدارة أمراض الجهاز التنفسي للحد من تأثيرها على صحة المجتمع ورفاه، حيث تم الخروج بثلاثة مشاريع أولية لحلول إدارة أمراض الجهاز التنفسي، مضيفة: «بلغ عدد المواطنين المشاركين في هاكثون الصحة نحو 50 مواطناً».

وأضافت الدائرة أنه في الدورتين السابقتين لهاكثون الصحة، تم طرح مواضيع تخص أمراض القلب والشرايين وأمراض الجهاز التنفسي وإدارتها، حيث يعتمد سير العمل في الهاكثون على البيانات الصحية، وإيجاد حلول مبتكرة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.

وحسب نسخة محدثة من سياسات الابتكار الصحي لوزارة الصحة ووقاية المجتمع، صادرة في أغسطس 2020، حصلت «الرؤية» عليها، فإن سياسات الابتكار في القطاع تتضمن اشتراطات محددة، وهي أن تكون موائمة مع رؤية الدولة الابتكارية وأجندتها التنفيذية، وتوفر أطر عمل ومبادئ توجيهية لتحديد أهداف إدارة الابتكار ومراجعتها وتحقيقها ورسم التوقعات لجميع ذوي المصلحة فيما يتعلق باستخدام نظام إدارة الأفكار، وتوفير التدريب المستمر لرفع وعي الموظفين وكفاءتهم في مجال الابتكار، والتطبيق والتحسين المستمر للابتكار في نطاق عملهم، والالتزام بالتحسين المستمر لنظام إدارة الابتكار، وتحقيق شراكات فعَّالة مع الجهات المعنية بالابتكار في الدولة.

وتتبنى استراتيجية وزارة الصحة ووقاية المجتمع للابتكار 2019-2021، 4 محاور رئيسية هي: الريادة في الرعاية الصحية، والبحث والتطوير، واستهداف مجتمع صحي، وعمليات وخدمات رائدة، كما تستند الاستراتيجية إلى 5 ممكنات تشمل رأس المال البشري لتطوير إمكانات الابتكار والبحوث، وإنشاء منصة لتبادل المعلومات، بالإضافة إلى تسهيل طرق صرف التمويل للابتكارات في المجال الصحي، والاستفادة القصوى من التطورات التكنولوجية المتقدمة، وبناء شراكات لدعم الابتكار والبحوث.

500 بحث علمي في جامعة

من ناحيته، قال عميد كلية الهندسة بجامعة أبوظبي الدكتور حمدي الشيباني: «تقوم الجامعة بإطلاق المبادرات والبرامج التي تشجع على الابتكار بما في ذلك مسابقة بحوث طلبة الجامعات السنوية التي قدم فيها الطلبة آلاف البحوث العلمية في مختلف المجالات وغيرها من البرامج البحثية، وأتمت الجامعة أكثر من 500 بحث علمي ومشروع تخرج بمشاركة الطلبة من جميع كلياتها وفروعها الجامعية خلال العام الجاري».



وأضاف: «استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة أن ترسخ مكانتها كحاضنة للبحث العملي والابتكار، حتى أصبحت منارة للإبداع على مستوى المنطقة، وهو ما انعكست آثاره بشكل كبير على المنظومة الأكاديمية في الدولة، وأسس لجيل مبتكر يتطلع إلى خدمة المجتمع من خلال أفكار إبداعية رائدة».

وأكد الشيباني أن مشاركة الطلبة في المشروعات البحثية، وتشجيعهم على الابتكار، وإيجاد حلول إبداعية لتحديات مجتمعية تعد من أبرز وسائل التعليم وصقل المهارات الشخصية والمهنية لدى الطلبة، حيث يسهم البحث العلمي في توسيع مدارك الطالب بعيداً عن أسلوب التلقين والحفظ، كما يحثه على التأمل والتفكير للتغلب على أيّ تحديات تواجهه، فضلاً عن دور البحث العلمي في تعزيز مهارات التواصل والعمل الجماعي لدى الطلبة من خلال المشاركة في أعمال بحثية تشاركية».

وأضاف: «نحرص في جامعة أبوظبي على توسيع نطاق المشاركة الطلابية في مشروعات البحث العلمي في مختلف المجالات، وذلك من خلال توفير المرافق والمختبرات التي تمكنهم من تطبيق المعرفة التي يحصلون عليها في القاعات الدراسية على أرض الواقع».

4 مجالات بحثية

من ناحيتها، قالت قالت دكتورة ريهام قطب أستاذ الصحة العامة تخصص الرعاية الصحية الأولية في كلية الخوارزمي الدولية في استفسارات لـ«الرؤية»: «إنها تعزز جميع أنواع الأبحاث، خاصة البحث العلمي التطبيقي في مجال العلوم الصحية والطبية، ويتماشى ذلك مع رؤية أبو ظبي الاقتصادية 2030 التي تغطي الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للإمارة».



وأضافت: «تضمن استراتيجية البحث الخاصة بكلية الخوارزمي الدولية مشاركة أعضاء هيئة التدريس والطلاب في أنشطة بحثية عالية الجودة تؤدي إلى نتائج بحثية أكثر تركيزاً ذات صلة بتخصصاتهم. كما توفر كلية الخوارزمي الدولية البنية التحتية من معامل طبية مختصة وتهيئة بيئة خصبة لتشجيع الطلاب، وتحفيزهم للمشاركة في البحث العلمي والمؤتمرات».

وأشارت إلى أنه تم تحديد 4 محاور رئيسية للمواضيع البحثية في مجال الصحة والعلوم الطبية، وهي تطبيقات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية وجودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى والوقاية من الأمراض المزمنة والمعدية ومكافحتها، والتقدم في التحاليل الطبية المخبرية، مشيرة حرصت الكلية على تواجد مساق لمناهج البحث العلمي للعلوم الصحية في جميع برامج البكالوريوس للقسم، والذي يُعد ويؤهل الطلاب للمشاركة الفعَّالة في البحث العلمي بالكلية.

من ناحيتها، تمتلك جامعة نيويورك أبوظبي نحو 17 مركزاً بحثياً، يعمل فيها نحو 300 باحث أكاديمي مختص في قطاعات متعددة أهمها أبحاث الصحة والذكاء الاصطناعي والعلوم وغيرها، حيث إن كل مركز بحثي لديه نحو 4 إلى 5 مشاريع يعمل على إنجازها.

وأشارت الجامعة إلى أن مهمة الجامعات تتخطى التعليم فقط بل المشاركة في جهود البحث العلمي لما ينفع المجتمعات لا سيما في القطاع الصحي الذي يشكل أولوية كبيرة في جهود الجامعة.

من ناحيتها، قالت الطالبة الجامعية ميمونة المنصوري، إن مختبرات الابتكار والمعامل المتوافرة في معظم الجامعات في الدولة تشكل بيئة محفزة للابتكارات العلمية التي تتناسب مع طموحات القطاعات المختلفة لا سيما القطاع الصحي، لافتة إلى أن هناك دعماً من الأساتذة الجامعيين لعمل أبحاث وتجارب علمية في كافة التخصصات.



وقالت الطالبة الجامعية فاطمة المرزوقي، إن القطاع الصحي يشكل أولوية كبيرة وتحتاج تخصصاته لأبحاث علمية واعدة، وهذا هو دور الأكاديميين وطلبة التخصصات العلمية سواء في كليات الطب بتخصصاتها المختلفة أو في مجال تقنيات المعلومات، مشيرة إلى أن البيئة مواتية من حيث الإمكانات والدعم والبنية التحتية المتطورة لإنجاز أبحاث علمية مختصة.



وقال الطالب الجامعي أحمد النيادي إن التعاون بين الجامعات والقطاع الصحي من شأنه تحفيز الابتكارات الطبية والحلول للمشكلات الصحية من خلال تخصيص مجالات بحثية واضحة تتكاتف عليها جهود الطلبة مما يؤدي إلى إثراء وتنوع الحلول الصحية لاسيما في مجال الرقمنة.

وقال الطالب الجامعي سعيد الراشد، إن هناك مساهمات عديدة من طلبة الجامعات في ابتكارات ترتبط بالذكاء الاصطناعي، إلا أننا في حاجة إلى توظيفها في القطاع الصحي الذي يشكل أولوية لنا جميعا، مضيفاً إن توافر الإمكانات والكوادر والبنية التحتية جميعها يشجع على إنتاج حلول وابتكارات صحية.