الأربعاء - 15 مايو 2024
الأربعاء - 15 مايو 2024

أعضاء بـ«الوطني» يطالبون بمناهج وجامعات للعلوم الحديثة.. والتربية: نجري دراسات معيارية

أعضاء بـ«الوطني» يطالبون بمناهج وجامعات للعلوم الحديثة.. والتربية: نجري دراسات معيارية
طالب أعضاء في المجلس الوطني الاتحادي بضرورة إنشاء مناهج خاصة للعلوم الحديثة في قطاع المدارس، وإتباعها بجامعات تخصصية في مجالات تلك العلوم، كبديل عن وجود مسارات غير متخصصة في بعض الجامعات أو تخصصات لا يحتاجها سوق العمل بالأساس.

في غضون ذلك، قال مسؤولون في الجامعات المحلية، إن الجامعات توجهت سريعاً إلى تعزيز الاهتمام بتقنيات الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي، فيما رأى متخصصون في الموارد البشرية أن خلق مسارات تعليمية في المدارس والجامعات يسهم في تمكين النشء والشباب، وإتاحة الفرص لاكتساب الطلاب الخبرات التقنية الحديثة، وفهم الاختلافات والفروق الفردية بين الطلاب في التعامل مع هذه المجالات العلمية، بما يسهم في تحسين المسارات والمناهج الخاصة بهذه التخصصات.

فيما ذهب طلبة مدارس وجامعات إلى أن التعليم بالوقت الحالي يعتمد على إكسابهم مهارات التعلم وليس الحفظ والتلقين كما في السابق، وأن استحداث جامعات تخصصية سيشجع الطلبة على الالتحاق بها، ويزيد من وعي الطالب وولي الأمر بنوعية التعليم الجامعي واختيار المساق الدراسي المناسب للمهن المستقبلية.

وتفصيلاً، قال وزير التربية والتعليم حسين الحمادي، إن العام الحالي يشكل عام التحضير للـ50، حيث يقوم خبراء الوزارة بعمل دراسات معيارية بين المناهج الدراسية في الإمارات والدولة المتقدمة بالعلوم الحيوية، التي تعتمد عليها الثورة الصناعية الرابعة، لافتاً إلى أنه سيتم الأخذ في الاعتبار تطوير مناهج علوم الفضاء والفيزياء الحديثة والذكاء الاصطناعي وغيرها من العلوم الحديثة التي تحتاجها قطاعات الدولة.



«مشروع بحثي»

وأشار إلى أن الوزارة تقوم بعمل مسابقات للذكاء الاصطناعي، إضافة إلى مادة التصميم والابتكار في المناهج الدراسية، ليضاف إلى ذلك ما يطلق عليه «مشروع بحثي»، والذي تم تجريبه على الطلبة بمدارس في إمارة دبي، وسيتم تعميمه قريباً في مدارس الدولة، لافتاً إلى أن هذا المشروع سيكون من الصف الرابع، وسيشتمل على تنمية مهارات العلوم والرياضيات والكمبيوتر وريادة الأعمال، بدعم من أكاديميين في الجامعات الوطنية في الإشراف على تطوير تلك المشاريع.

وأضاف الحمادي: سيتم عمل معسكرات طلابية صيفية لتطبيق الأبحاث الطلابية الجدية للصفوف العاشر والـ11والـ12، بناء على المشاريع المقدمة والتي ستستغرق من شهر إلى شهرين، حسب نوعية الأبحاث وإمكانية تطبيقها.

وبيّن أن الإمارات من الدول القليلة التي توجهت سريعاً إلى منظومة التعليم المبنية على بناء المهارات، وستمكننا الدراسات المعيارية من وضع تصور جديد للسنوات المقبلة.

تطوير المناهج

من ناحيتها، قالت عضو المجلس الوطني الاتحادي سارة فلكناز، إنه لا بد من تطوير المناهج في المنظومة التعليمية بما يتناسب مع معايير التعليم في البلدان المتقدمة والأهداف المستقبلية للدولة، والتي تعتمد على إنشاء جيل من الشباب يتوافق مع وظائف المستقبل.



وطالبت بتفعيل واستمرارية تفعيل تطوير المناهج الدراسية بما يتناسب مع استراتيجية الرؤى للقيادة الرشيدة للدولة، من خلال التركيز على العلوم التطبيقية والذكاء الاصطناعي والرياضيات والفيزياء الحديثة وعلوم التكنولوجيا والمواد التي تنمي عقول الطلبة، لافتة إلى أنه خلال الأعوام الـ50 المقبلة يجب التركيز على استشراف المستقبل وتطوير الأنشطة اللاصفية للطلبة.

جامعات تخصصية

ونوّه عضو المجلس الوطني الاتحادي أحمد أبوشهاب السويدي، بأن هناك حاجة إلى تفعيل منظومة جامعات تخصصية تتناسب مع وظائف المستقبل، حيث ستختفي وظائف كثيرة منها، ولا زالت الجامعات تُخرج شباباً بتلك التخصصات غير المطلوبة.



وأضاف السويدي «نحتاج إلى منظومة تعليمية متكاملة تبدأ من التعليم العام من خلال تطوير المناهج الدراسية، بناء على مستحدثات العلوم الحديثة، والتي يأتي على رأسها الذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء والهندسة والفيزياء والرياضيات»، مشيراً إلى أن المنظومة ستكتمل بإنشاء جامعات تخصصية على غرار جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.

وتابع: تهدف جامعة محمد بن زايد إلى دعم مسيرة البحث والتطوير العلمي، وخلق المعرفة ونقل واستخدام الذكاء الاصطناعي من خلال تقديم الدرجات العلمية وشهادات الماجستير والدكتوراه، والتي ستساهم في دعم الطلبة للوصول إلى المستوى الفكري المطلوب في بيئة حديثة ومتميزة، حيث تعتبر مؤسسة تعليمية للدراسات العليا ترتكز على البحوث العلمية.

تمكين الشباب

من جانبه، ذهب طالب الخبير في تطوير الموارد البشرية طالب غلوم، إلى أن خلق مسارات تعليمية في المدارس والجامعات خاصة بتقنيات الذكاء الاصطناعي والفيزياء الحديثة، يساهم في تمكين النشء والشباب من التعامل الجيد مع هذه العلوم حالياً ومستقبلاً، وإطلاق عنان الإبداعات والابتكارات الطلابية في هذه المجالات، وإتاحة الفرص لاكتساب الطلاب الخبرات التقنية الحديثة، وفهم الاختلافات والفروق الفردية بين الطلاب في التعامل مع هذه المجالات العلمية، بما يسهم في تحسين المسارات والمناهج الخاصة بهذه التخصصات.



ولفت إلى أن مواكبة وتدريس المناهج الحديثة للتخصصات النوعية، يعزز فهم التغيرات الحادثة في تصورات الطلاب من تعلمهم هذه التخصصات الحديثة، وتكوين جيل يتمتع بمستوى عالٍ من التعامل مع هذه التخصصات، واستعداد الطلاب لوظائف المستقبل التي ستكون متاحة مقارنة بالوظائف التقليدية، ومساعدة الطلبة على التغلب على المشكلات التقنية التي يمكن أن تواجههم مستقبلاً، وتطوير الروبوتات التعليمية لتصبح أداة فعالة لتدريب الطلاب على هذه التخصصات، واستحداث أنظمة تعليمية تتميز بقدرتها على التأقلم مع مستوى الطالب، بما يسهم في تحسين المسارات وفق احتياجاتهم الشخصية.

تنمية مهارات الطلبة

وقال عميد كلية الهندسة بجامعة أبوظبي الدكتور حمدي الشيباني، إن الجامعات أضحت تعتمد بشكل أساسي على المنهج العلمي الحديث في تنمية مهارات الطلبة من خلال العلوم الحديثة، لافتاً إلى أن المشاريع البحثية التي ينتجها الطلبة تشجعهم على الابتكار وإيجاد حلول إبداعية للتحديات، حيث يسهم البحث العلمي في توسيع مدارك الطالب بعيداً عن أسلوب التلقين والحفظ.



وبيّن أن زيادة أنشطة البحث العلمي يعتمد على توفير المرافق والمختبرات، التي تمكن الطلبة من تطبيق المعرفة التي يحصلون عليها في القاعات الدراسية على أرض الواقع، وهذا ما قامت به الجامعة أخيراً.

محاور بحثية جديدة

فيما أفادت أستاذة الصحة العامة بتخصص الرعاية الصحية الأولية في كلية الخوارزمي الدولية دكتورة ريهام قطب، بأنه تماشياً مع تخصصات المستقبل استحدثت الكلية محاور بحثية رئيسية، مثل: تطبيقات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، والتقدم في التحاليل الطبية المخبرية وغيرها، مشيرة إلى حرص الكلية على تواجد مساق لمناهج البحث العلمي في جميع برامج البكالوريوس، والذي يُعد ويؤهل الطلبة للمشاركة الفعالة بالبحث العلمي.



التعليم اللاصفي

وأشار طلبة مدارس إلى أنهم يستمتعون بالتعليم اللاصفي بشكل كبير، لا سيما من خلال المنافسات والمسابقات والمعسكرات الصيفية، التي تستهدف تنمية مهاراتهم سواء بمجال التكنولوجيا والبرمجة أو الربوتات والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى مهارات التعلم السريع.

وأكد طالب في الصف الـ12 محمد الجسمي، أن تكثيف الدروس الخاصة بالذكاء الاصطناعي والتدريب العملي على الربوتات وغيرها من الأنشطة اللاصفية، يعزز مهارات الطلبة ويعدهم جيدا للتخصصات الجامعية.

وقالت طالبة في الصف الـ11 نعيمة سالم، إن التعليم في المرحلة الثانوية يختلف كثيراً عن المراحل الدنيا، حيث يعتمد بدرجة كبيرة على بناء مهارات في العلوم الحديثة، إلا أن وجود مناهج متخصصة سيكون من الأفضل في صقل تلك المهارات.

وبين طالب في الصف الـ12 حمد عبدالله، أن وجود مناهج حديثة معتمدة على العلوم الحديثة سيفيد الطالب في المرحلة الجامعية بشكل كبير، كما يسهم في تشكيل فكر الطالب نحو مهنة المستقبل، لافتاً إلى الحاجة لتكثيف المناهج في المجالات الحديثة، لا سيما علوم الفضاء والذكاء الاصطناعي، للتكامل مع المسابقات التي تنفذها المدارس على مدار العام.

كوادر بشرية مؤهلة

من ناحيتهم، رأى عدد من مسؤولي المدارس الخاصة فيأبوظبي أن هناك تسارعاً في تطوير المناهج الدراسية لكافة المراحل الدراسية، وفق توجهات الدولة نحو الاستثمار في الفضاء ودخول الثورة الصناعية الرابعة، بالاعتماد على الكوادر البشرية المؤهلة، وأن المناهج في تطور مستمر خلال السنوات الخمس الماضية، بما يتوافق مع الاتجاهات العالمية الحديثة.

وأضاف هؤلاء أن الأنشطة اللاصفية ومسابقات الذكاء الاصطناعي التي تشارك فيها المدارس بشكل سنوي، من شأنها خلق جيل المستقبل، الذي يهتم بالتخصصات التي يحتاجها سوق العمل، والتي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والبرمجة والذكاء الاصطناعي، وكذلك تعظيم دور الفيزياء الحديثة والرياضيات وغيرها.

مهن المستقبل

بدورهم، رأى طلبة جامعيون أن التركيز على مهارات مهن المستقبل يعتمد بشكل كبير على 3 متغيرات، هي اختيار الطالب للمساقات الجامعية المناسبة لهم بالمستقبل، وعلى رأسها تخصص الفضاء والطاقة النووية والذكاء الاصطناعي، ونوعية الجامعة التي يختارها الطالب، حيث توفر جامعات كثيرة تدريباً عملياً يؤهل الطالب لممارسة التخصص، إضافة إلى تخصصية الجامعة في تقديم المادة العلمية.

وقال الطالب الجامعي حمد عبدالكريم، إن وعي الطالب وولي الأمر بنوعية التعليم في الجامعة واختيار المساق الدراسي المناسب للمهن المستقبلية، يشكل خطوة مهمة في عملية التأهيل الجامعي، مشيراً إلى أن الطلبة أضحوا أكثر وعياً لاحتياجات سوق العمل بعيداً عن التخصصات النظرية التي خرجت الكثيرين خلال السنوات الماضية.

وأضاف الطالب الجامعي ماجد عبدالرحمن، أن إدخال جامعات تخصصية تعتمد الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة سيشجع الطلبة على الالتحاق بها، لسببين: الأول هو التخصصية في مقابل وجود مساق دراسي بجامعة غير متخصصة، والسبب الثاني هو الإعداد الجيد لسوق العمل الذي يعتمد على المهارات الحديثة في التخصص المطلوب.

ورأى الطالب الجامعي رائد منصور، أن إدراج جامعات تخصصية في التعليم الجامعي على غرار جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، من شأنه خلق جيل أكثر تخصصاً وأفضل مهارات ممن يتخرجون من مساقات تعليمية علمية بجامعات غير متخصصة، ما ينعكس إيجاباً على تركيبة الطالب ومهاراته وشغفه المستقبلي بتخصصه، سواء كان في علوم الفضاء أو الذكاء الاصطناعي أو الفيزياء الحديثة.