الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الذكاء الاصطناعي والتوطين.. مستقبل القطاع الصحي بالدولة

الذكاء الاصطناعي والتوطين.. مستقبل القطاع الصحي بالدولة
رسمت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، خريطة مستقبل القطاع الصحي بالدولة التي ترتكز على عدة محاور أساسية، أهمها إعادة ابتكار وهندسة منظومة الخدمات الصحية وتوظيف الموارد والقدرات لرفع كفاءتها ومرونتها على التجدد.

وقال وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية الدكتور محمد سليم العلماء، إن الوزارة ستحول الدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19 إلى مسارات مستحدثة لترتيب الأولويات نحو ابتكار حلول وأنظمة استجابة للجائحات تركز على محورين رئيسيين هما: الإعداد الاستباقي لإدارة الأوبئة المستقبلية من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والنماذج التنبؤية، وتطوير أنظمة إنذار مبكر قادرة على رصد أي حالات لأمراض متفشية، وتعزيز الوقاية من الأمراض المعدية، والمحور الثاني يركز على تطوير مهارات وإمكانات الفرق الطبية لتقديم الرعاية الصحية الافتراضية مثل التطبيب عن بعد والطب الرقمي.



وأوضح العلماء، أن الجائحة العالمية أبرزت أهمية العناية بالكادر الطبي والتمريضي في خط الدفاع الأول، وتطوير برامج مخصصة للدعم النفسي والمعنوي لهم، إضافة لتعزيز مهاراتهم وقدراتهم باستخدام التقنيات الذكية والروبوتات لتأدية مهامهم، مع تأمين حماية تامة من العدوى.



وأكد وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أهمية تطوير التصنيع المحلي للأدوية واللقاحات والمستلزمات الطبية كأولوية استراتيجية لتعزيز الأمن الدوائي والطبي في الإمارات، ولا سيما خلال أوقات الأزمات والأوبئة، ومواجهة أي ظروف طارئة في سلاسل التوريد الدوائي.

وقال اختصاصي الصحة العامة والمتحدث باسم جمعية الإمارات للصحة العامة الدكتور سيف درويش، إن التغيرات في القطاع الصحي بدأت بالفعل في الإمارات، مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن مبادرة «طبيب لكل مواطن»، وأن التوجه الحالي أن يكون الإنسان هو أساس العملية الطبية وجُل اهتمامها، كما صدر قانون الصحة العامة، الذي يبرهن على أن خطة الدولة هي التركيز على حماية الصحة العامة والوقاية من الأمراض، وهو ما يؤدي إلى عدم استنزاف الكوادر الطبية، وقلة الضغط على المنشآت الصحية، وخفض الكلفة.



وأشار درويش إلى دور الذكاء الاصطناعي في مستقبل القطاع الصحي بالدولة، وهذا لن يلغي دور الطبيب، وستهتم الإمارات بتوطين الوظائف الطبية من أطباء وممرضين ومسعفين وفنيين، إلا أن الاهتمام بالصحة العامة هو ما سيجعل الإمارات في مقدمة الدول التي لا يوجد بها إلا أمراض طفيفة، حيث إن الصحة العامة هي اتباع أساليب حياة صحية لا تؤدي إلى الإصابة بالأمراض المختلفة كالسكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة والفشل الكلوي.

وقالت رئيسة جمعية الإمارات الطبية الدكتورة موزة الشرهان، أن جذب الطلاب المواطنين إلى دراسة العلوم الطبية والصيدلية والتمريض، أهم ما يجب التركيز عليه خلال الفترة المقبلة، فخلال الأزمة الحالية يقف الأطباء المواطنون في مقدمة الصفوف.



وأفادت بأن جذب الطلاب المواطنين يتم عبر برامج كثيرة، منها: تقديم رواتب مجزية للأطباء والأطقم المساندة لهم، لتشجيعهم على دراسة هذه التخصصات، وإقامة معاهد علمية إضافية لهذه التخصصات، وتشجيع البعثات الخارجية للدراسة، بالإضافة إلى دور الأهل في توعية الأبناء بأهمية المهن الطبية في إنقاذ حياة الناس وخدمة الوطن.