الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

طلاب: «التعليم والعمل عن بعد» تتيح خيارات أوسع للتوظيف أثناء الدراسة

طلاب: «التعليم والعمل عن بعد» تتيح خيارات أوسع للتوظيف أثناء الدراسة
رأى طلاب مدارس وجامعيون، ممن يعملون وهم على مقاعد الدراسة، أن جائحة كوفيد-19 حملت معها سلبيات وإيجابيات لسوق العمل، فعلى الرغم من أنها قللت الفرص المتاحة أمامهم، إلا أنها منحتهم مرونة في الوقت وأتاحت لهم خيارات أوسع للتوظيف، لاعتماد الكثير من المؤسسات التعليمية والشركات نظام الدراسة والعمل «عن بعد»، مثنين على التشريعات التي سمحت لهم بالعمل، وما لذلك الأمر من مزايا، ليس أقلها اكتسابهم خبرات ومهارات عملية، وصقل شخصياتهم، وتأمين مصدر رزق لهم.

شروط عمل الطالب

وتخضع منظومة السماح بالعمل للطلاب والأحداث لضوابط وأحكام تنظيمية، تتعلق بطرفي العمل، الطالب وصاحب المنشأة، وفق آلية أقرتها وشرعتها وزارة الموارد البشرية والتوطين، تتضمن 17 ضابطاً وشرطاً.

وتحظر قوانين الدولة تشغيل الأطفال دون سن 15 سنة، لكنها تسمح لمن تراوح أعمارهم بين 15 و18 عاماً بالعمل بناء على شروط، أبرزها: ألّا تزيد ساعات العمل على 6 ساعات متتالية، ومنع تشغيل الطلبة والأحداث ليلاً في المشروعات الصناعية، وتحديد الأجور في عقد التدريب أو العمل للطلبة والأحداث، والحصول على موافقة كتابية من ولي أمر الطالب أو الوصي عليه، وسداد رسوم التصريح البالغة 500 درهم.

وتنص الشروط على ضرورة الاحتفاظ في مكان العمل بسجل خاص يتضمن كل البيانات الشخصية للأحداث الراغبين في العمل وذويهم، وألّا تزيد ساعات العمل على 6 ساعات متوالية، فضلاً عن أحقية أي طالب أو حدث بجميع الحقوق المقررة للعمال في قانون تنظيم علاقات العمل في الدولة، وألا تقل الأجور في المرحلة الأخيرة للتدريب عن الحد الأدنى المقرر لعمل مماثل، وألا يكون تحديدها بحال من الأحوال على أساس القطعة أو الإنتاج.

كما تضمنت الشروط والضوابط أيضاً تقديم شهادة ميلاد أو شهادة «تقدير سنّ الحدث» صادرة عن السلطات الطبية الرسمية المختصة، وشهادة باللياقة الصحية للعمل المطلوب صادرة من السلطات الطبية الرسمية المختصة، وأن تكون للحدث غير المواطن وذويه إقامة سارية المفعول مثبتة في جواز السفر، وألّا يكون العمل المراد تشغيل الحدث فيه ضمن الأعمال المحظورة بموجب هذا القرار أو القرارات الصادرة في هذا الشأن، وأن تكون رخصة المنشأة (مقدمة الطلب) سارية المفعول.

مزايا وعيوب كورونا

وقال الطالب فارس عمرو (18 عاماً)، يعمل مسؤولاً عن توعية المقبلين على مراكز فحص كوفيد-19، «الكثير من الطلاب يسعون للحصول على عمل وهم على مقاعد الدراسة، لتحقيق ذواتهم واكتساب خبرات عملية، ولضمان الحصول على فرصة عمل بعد إنهاء دراستهم، لتجنب عناء البحث عن وظيفة».

وأضاف «الظروف الحالية التي فرضها انتشار وباء (كوفيد-19)، أفرزت ميزات وعيوب عديدة فيما يتعلق بالعمل والدراسة، فقد قلّت فرص العمل كثيراً، وخاصة الأعمال التي ترتبط بأشهر معينة وفرص سريعة، من مؤتمرات وأنشطة تنظيمية الأخرى، لكن في المقابل، تمتاز هذه الفترة بمرونة في الوقت نتجت عن الدراسة «عن بُعد»، وعدم الالتزام بالحضور العملي في المدارس أو الجامعات».

وأشار إلى أنه غالباً ما تتاح له فرص عمل مؤقتة يتقاضى عليها مكافآت مالية، تراوح بين 2000 و4 آلاف درهم في معظمها، معبراً عن ارتياحه للتشريعات التي أتاحت له العمل، حتى وإن كان مؤقتاً، لأن العمل يعينه على تحقيق ذاته وكسب مهارات حياتية عملية، تنفعه في دراسته للعلاقات العامة التي ينوي التخصص فيها.

بناء الشخصية

وشدد مروان الأحمد، لطالب في الجامعة الأمريكية - تخصص هندسة ميكانيكية، ومتدرب في شركة سيارات، على أهمية خوض فرصة التدريب العملي، معدداً والمكتسبات التي يحصل عليها الطالب، سواء في الحياة الحالية، أو الحياة العملية المستقبلية، من تعلم الدقة في التنفيذ، والانتباه إلى التفاصيل الصغيرة، إضافة إلى بناء الشخصية، وصقل المهارات.

وقال إن التحاقه بالتدريب العملي تم وفقاً للشروط التي أقرتها الجهات المعنية، سواء المرتبطة بالموافقات أو الالتزام بطبيعة وظروف العمل، مشيراً إلى أنه يعتبر هذه الفرصة وسيلة لإثبات كفاءته، ما قد يؤهله لعرض من الجهة المدربة في وظيفة مستقبلية.

مهمة ليست سهلة

وأكد الطالب في كلية الحوسبة والمعلوماتية بجامعة بالشارقة، حذيفة الرفاعي، والذي يعمل مصمم برامج منذ فترة، أنه استطاع التوفيق بين دراسته وعمله بصورة جيدة، وأنه أيضاً نظم وقته في استذكار دروسه وكذلك الالتزام بعنصر الوقت والإنتاج في عمله.

وأفاد بأن مهمة الحصول على عمل للطلاب في بداية الحياة ليست بالسهلة، ولا سيما في ظل الظروف العالمية الحالية، والتي شهدت استغناء كثير من القطاعات عن موظفين، وبالتالي وجب على أي شخص يحصل على فرصة عمل، عدم التقليل من شأنها، والتمسك بها، والتميز في أدائها.

تحمّل المسؤولية

وقال الطالب الجامعي عبدالله إسماعيل، إن العمل أثناء الدراسة وسيلة لـ«رفع رأس» الوالدين، ويثبت الشاب فيها استقلاليته وأنه على قدر المسؤولية، وبإمكانه الاعتماد على نفسه، بل هناك من يرى فيه حاجة ملحة ووسيلة لإعانة أسرته.



وذكر أن أصحاب العمل غالباً ما يفضلون الأعمال المؤقتة للطلاب الجامعيين ذات المدة القصيرة، والتي لا يكون فيها التزامات إدارية أو مالية عليهم.

وعن المجال الذي يرغب العمل فيه مستقبلاً، قال إنه يفضل أن يكون في مجال تخصصه، ولن يمانع في العمل في مجالات أخرى شريطة أن يحب عمله وأن يتقاضى أجراً مناسباً، يراوح في البداية من 3000 إلى 6000 درهم.

تنمية مهارات

ورأى الطالب في كلية الاتصال بالجامعة القاسمية في الشارقة، إسلام القواريط، أن العمل بجانب الدراسة أمر ضروري جداً، وأنه من الأفضل أن تكون الفرصة في التخصص الدراسي نفسه، ملمحاً إلى أن الفرص قليلة جداً مقارنة بعدد الطلاب، وخاصة في ظل الأوضاع الحالية وجائحة «كوفيد-19».

وأوضح أن غالبية الأسر لا تمانع في عمل أبنائها في هذا العمر، لتنمية المهارات الحياتية لديهم وتعليمهم الاعتماد على أنفسهم في فترة عمرية مهمة تحدد مستقبل الحياة.

عمل ودراسة عن بعد

بدورها، أوضحت الطالبة الجامعية، دانة المراغي أن حصول الطالب على العمل خلال فترة الدراسة الجامعية مهم جداً، والسر يكمن في تنظيم الوقت بين العمل والدراسة، وخاصة مع التطورات التي شهدتها وسائل التواصل الحالية وإمكانية أن يكون كلاهما عن بعد، مؤكدة أن ذلك يزود الشاب بالخبرة خلال سنوات الدراسة، ما سيساعده بعد التخرج في الحصول على العمل سريعاً.



وذكرت أنها لا تسعى لعمل يتوافق مع تخصصها الدراسي (الإعلام)، وذلك لصعوبة الحصول عليه، وأنها ستكتفي بأي وظيفة تتوافق وظروفها المجتمعية والحياتية.

فرص قليلة

من ناحية أخرى، لفتت الطالبة الجامعية، أشواق محمد عبدالله، إلى صعوبة عمل الطالب أثناء الدراسة، وخاصة للطالبات، كون أن الفرص قليلة جداً، مشيرة إلى أنها في البداية كانت تبحث عما يناسب تخصصها، ولكن مع الوضع الحالي أصبحت تبحث عن أي عمل لمساندة أسرتها في الظروف المعيشية.



وقالت إن الطلاب يرضون بأي فرصة عمل، سواء في تخصصاتهم أو أعمال أخرى، متوقعة الأجر في حال وجدت عملاً في تخصصها بـ7000 درهم، أما في حال العمل في قطاع آخر فلن يتجاوز 4000 درهم.

تميز عملي

بدورها، قالت الطالبة الجامعية، هاجر سلطان آل علي: «لم تتح لي فرص عمل خلال الدراسة، ولكن أنا في أتم الاستعداد إذا ما تسنت لي الفرصة، حتى وإن كانت لم تتوافق مع تخصصي، فكوني طالبة متميزة يمكّنني من إضافة طابع التميز في كل المجالات».



وأضافت: «أستطيع أن أوفق بين العمل والدراسة، تعلمت الكثير من خلال دراستي الجامعية عن ترتيب الأولويات وجدولتها، فلكل إنسان ناجح أسلوب حياة يعيشها بظروفها وصعوباتها ويكمن النجاح بتخطي هذه الصعاب».