الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

العميد متقاعد جمال البناي: كنت ضابط خدمة والآن أخدم المجتمع بطريقتي

يؤمن العميد متقاعد جمال البناي في شرطة دبي بأهمية التخطيط للمستقبل بعد التقاعد، الأمر الذي يجب أن يأخذه أي شخص في الحسبان، باعتباره حياة جديدة مختلفة، يحقق فيها المقاعد أحلامه التي رسمها وانتظر طويلاً كي يمتلك الوقت كي يجعلها واقعاً ملموساً.



ويقول البناي، في حواره مع «الرؤية»، إنه وجد ضالته في وسائل التواصل الاجتماعي ، التي قادته إلى آفاق رحبة، اكتشف فيها مواهب كامنة في أعماقه، جعلته هاوياً للتصوير، ودليلاً سياحياً، وطاهياً، يوظفها جميعاً في خدمة المجتمع مدنياً بعد أن كان يقدم خدماته في سلك الشرطة.

وتالياً نص الحوار:

* كيف اخترت مسلكك الوظيفي؟

أنا من مواليد 1967، حصلت على الثانوية العامة من ثانوية دبي التي تقع حالياً في منطقة الممزر، ثم وقفت أمام مفترق طرق، فقد كنت حائراً بين مجالين مختلفين جذرياً: الأول دخول عالم الإخراج (المجال الفني البحت)، أو التوجه إلى أكاديمية شرطة دبي (المجال العسكري بامتياز).



وبعد استشارة الأهل، نصحني أخي الكبير بأكاديمية الشرطة، التي تضمن لي مستقبلاً عملياً مميزاً في المجتمع، وبالفعل بعد تفكير قررت أن أدرس القانون لأنه فرصة جيدة لي بعد التقاعد لو فكرت بالعمل في المجال الحقوقي، فالتحقت بأكاديمية شرطة دبي عام 1987، وأفتخر أنني أحد طلبة الدفعة الأولى، بعد أن تخرجت وأنا أحمل درجة البكالوريوس في القانون.



* ماذا عن حياتك المهنية؟



بعد التخرج من أكاديمية الشرطة، التحقت بالعمل في الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي مدة 11 عاماً، ثم انتقلت إلى الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، وتدرجت في المهام والرتب مدة تقارب 15 عاماً، إلى أن تقلدت منصب نائب مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، إلى أن تقاعدت برتبة عميد.

* هل كنت ترغب في تمديد الخدمة؟

قررت يوم التحاقي بالعمل الشرطي أن أتقاعد بعد مرور 30 عاماً من العمل، فقد أحببت أن أتقاعد في عمر صغير كي أحقق أحلامي في التنقل والسفر وممارسة هواياتي والاستمتاع مع عائلتي وأنا بكامل لياقتي.



وهذا ما حدث بالفعل، فبعد التقاعد رفضت فكرة العمل، ووجدت أن معاشي التقاعدي كفيل بتغطية نفقاتي، فتفرغت لهواياتي وأسرتي التي تساندني جداً في قراراتي.

* أين موقع الرياضة في أجندتك اليومية؟

أنا شخص محب للرياضة، وأحرص على ممارسة المشي والجري يومياً، كما أنني عضو في نادي شباب الأهلي في دبي ومشرف إداري للمراحل السنية الصغيرة، وهذا جزء من هواياتي، وأحد أشكال التطوع التي أحرص على تنفيذها.



ومن أفضل الهوايات التي بدأت بها بعد التقاعد وأمارسها بشكل منتظم مع الأصدقاء كانت تسلق الجبال «الهايكنغ».

* ما هواياتك الأخرى؟

من أبرز الهوايات التي تعلقت بها التصوير.



كنت في بداية الأمر أنشر الصور والفيديوهات على حساباتي الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، في شكل من أشكال التوثيق لنشاطاتي، إلا أن إعجاب الأصدقاء بما أنشره دفعني إلى التعمق أكثر، فصرت أحرص على انتقاء أماكن جديدة سياحية في كل مرة، سواء مناطق جبلية أو ساحلية أو مطاعم أو حدائق، كي أعرّف متابعيّ الذين تجاوز عددهم الآلاف عليها، ثم ما لبثوا أن بدؤوا بطلب تعريفهم على المناطق السياحية المختلفة.



* داخلياً أم خارجياً؟

قبل انتشار «كوفيد-19»، كنت أصور في أماكن مختلفة داخل الدولة وخارجها، ولكن بعد الجائحة وتوقف حركة الطيران، ركزت على الأماكن السياحية الداخلية، ولا أبالغ لو قلت إنني بت أكتشف أسبوعياً أماكن جديدة لم أكن أعرفها سابقاً، والآن أشعر بأنني أصبحت مرشداً سياحياً بشكل غير مباشر لجميع الفئات والأعمار.



* كيف تستثمر قاعدتك الجماهيرية؟

سابقاً كنت أخدم المجتمع في المجال الشرطي، إلا أنني اليوم أخدم المجتمع بطريقتي الخاصة، عبر منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي، وتكاد تكون نافذتي الجديدة على المجتمع، ومنبري الذي أوجه عبره رسائل توعية بشكل يلقى القبول والترحيب من كل الفئات، ولا سيما الشباب.



من ناحية ثانية، تحظى الصور والفيديوهات التي أنشرها عن رحلاتي باهتمام أبناء المتقاعدين، الذين يرسلونها إلى آبائهم كي يحذوا حذوي في الاستمتاع بمرحلة التقاعد، ولتذكيرهم بأن التقاعد مرحلة لاكتشاف آفاق واهتمامات جديدة، إذ يمكن للشخص ممارسة هواية، أو إيجاد عمل يتناسب مع عمره، أو أن يبدأ مشروعه الخاص، المهم أن يعيش حياته بالشكل الذي يراه مناسباً ويروي شغفه.

* بماذا تشغل وقتك داخل المنزل؟

أحاول دائماً شغل وقتي مع العائلة، إلا أن من الهوايات المميزة التي أمارسها هي الطبخ، حيث أحضّر وصفات جديدة وغريبة، وأنقل تجربتي فيها عبر حساباته الشخصية على وسائل التواصل.

ولا أتكاسل عن القراءة ومتابعة الأخبار، مع العلم أن اهتمامي كبير في دنيا الرياضة والثقافة العامة.



وأحرص على التواصل مع الأصدقاء، وهم كثر، البعض في سلك الشرطة والبعض من مجالات أخرى، وثمة صداقات من مراحل عمرية مختلفة كثيرة نشأت عبر هواية وسائل التواصل التي أستخدمها كأحد أساليب التوعية وأسعى من خلالها إلى عكس صورة الإمارات الجميلة.