الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

8 استراتيجيات ترسخ دور الإمارات على خارطة الاستدامة البيئية

8 استراتيجيات ترسخ دور الإمارات على خارطة الاستدامة البيئية
ترسخ 8 استراتيجيات في مجال البيئة دور الإمارات الفاعل على خارطة الاستدامة، بهدف تأمين مستقبل أخضر ورفع الوعي المجتمعي بقضايا التغير المناخي.

وحدد خبراء في التغير المناخي والبيئة تلك الاستراتيجيات الفعالة بإعادة التدوير، زيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة، العمل على مشاريع لتحويل النفايات إلى طاقة، تفعيل الشراكات البناءة مع المؤسسات والمنظمات العالمية، استضافة الفعاليات والمؤتمرات المرتبطة بقضايا المناخ، إطلاق مبادرات المدارس والجامعات المستدامة، إتاحة تخصصات دراسية في هذا المجال، ودعم البحوث العلمية في المجالات البيئية.

شراكات عالمية

وأكد لـ«الرؤية» خبير بيئة مستدامة ومستشار التنمية المستدامة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي السابق ومستشار التنمية المستدامة في المركز الدولي للاستثمار وتطوير الأعمال في الاتحاد الأوروبي حالياً الدكتور علي بن عوض العمودي، أن القائد والمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان أول رئيس دولة في العالم تشهد الأمم المتحدة والعالم أجمع على ما سطره من ملحمة خضراء، عجز عنها الخبراء والمتخصصون بالزراعة، وقد تم منحه لقب بطل من أبطال الأرض عام 2005.



وأضاف أن الإمارات حققت على مدى السنوات الماضية إنجازات مهمة على صعيد البيئة والتنمية المستدامة، وتمكنت في وقت قصير من تأسيس مبادرات فاعلة على المستوى المحل والعالمي تعنى بالبيئة إلى جانب إسهاماتها في عقد اتفاقيات وشراكات مع المنظمات الدولية والهيئات البيئية على مستوى العالم، إلى جانب استضافتها للمؤتمرات والقمم والندوات التي تساهم في صياغة مستقبل البيئة في العالم وتسليط الضوء على أهم المشكلات بهدف إيجاد الحلول الفاعلة لها.

ولفت إلى أن التقدم الحضاري والصناعي والتكنولوجي الذي يعيشه العالم اليوم بوتيرة متسارعة، يخلف آثاره على البيئة التي نعيش فيها والتالي لها تأثير مباشر على جودة الحياة وصحة الإنسان، لذا من المهم إيجاد الحلول وتطبيق السياسات التي من شأنها خفض التلوث في كافة المجالات.

جامعات ومدارس مستدامة

وذكرت مديرة قسم المدارس المستدامة البيئية في إدارة التوعية البيئية بهيئة البيئة بأبوظبي رشا علي المدفعي، أن الطلبة هم الفئة التي يعتمد عليها في بناء المستقبل والحفاظ على الاستدامة من منطلق رؤية الإمارات البيئية، مبينةً أن مبادرة المدارس المستدامة حققت نجاحاً على المستوى المحلي، كما نالت شهادة تزكية من الأمم المتحدة كبرنامج يمكن أن يحتذى به على مستوى العالم.



ولفتت إلى أن برنامج المدارس المستدامة يعد مبادرة شاملة تعمل بها المدرسة بأكملها وهي موجهة للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور والإداريين حتى موظفي الصيانة، حيث تعمل على ربطهم جميعاً بالمجتمع، فيما تعتمد مكوناتها على التفاعل والمشاركة، ويصبح خلالها للمعلمين دور إرشادي بتشجيع الطلاب على اكتشاف الحلول بأنفسهم.

وأكدت على جهود الهيئة في ربط الدراسة الأكاديمية مع الحياة اليومية، وتوعية طلبة المدارس والجامعات في إمارة أبوظبي بالقضايا البيئية المهمة وتشجيعهم على تحمل مسؤولية البصمة البيئية لمؤسساتهم وزيادة وعيهم بالقضايا البيئية الملحة حتى يتمكنوا اليوم وفي حياتهم المهنية في المستقبل من المساهمة في صنع مستقبل مستدام للدولة.

وأوضحت أن العمل مستمر لتشجيع الطلبة على ابتكار المشاريع التي تنعكس إيجابياً على البيئة، وترفع من مستوى الوعي البيئي المجتمعي عبر أفكارهم ومشاريعهم البيئية، إلى جانب تفعيل تطبيقات ذكية لنشر مبادئ البيئة المستدامة بين أفراد المجتمع.

تخصصات وأبحاث علمية

وقال الأستاذ المساعد في الصحة والسلامة البيئية بجامعة أبوظبي الدكتور حاتم أبوشمالة، إن أهمية تعزيز مفهوم الاستدامة تنطلق من مشكلة خلقها كلاً من التضخم السكاني والثورة الصناعية والتكنولوجية، الأمر الذي سبب ضغطاً على الموارد الطبيعية وخلق فجوة بين معدل النمو السكاني بالمقارنة مع نمو البيئة.



وأضاف أن الإقبال على المنتجات الجديدة وتضخم الإنتاج بما يزيد على حاجة المستخدمين شكل أسلوباً استهلاكياً بات جزءاً من طبيعة الإنسان ويشكل استنزافاً للموارد الطبيعية ويزيد من كميات النفايات المنتجة المعقدة ونسب التلوث.

ولفت إلى أن الجامعات في الدولة تركز على البحث العلمي وتفعيل مخرجاته لصياغة استراتيجيات ناجحة فيما يتعلق بالحفاظ على البيئة إلى جانب إتاحة تخصصات دراسية علمية ترتبط بالبيئة والمناخ الأمر الذي يساهم في بناء جيل مستقبل من الباحثين والمتخصصين في علوم البيئة.

وبين أن دولة الإمارات بشكل خاص عملت خلال السنوات الماضية على افتتاح مصانع لإعادة تدوير النفايات ولديها خطط طموحة في مجال تحويل النفايات إلى طاقة والاعتماد المتزايد على الطاقة الشمسية كبديل نظيف.

وأكد أن مفهوم الاستدامة يرتكز على خلق التوازن بين الاقتصاد والبيئة والمجتمع، مشدداً على أهمية التعليم في وغرس الأفكار البناءة بهدف تغيير السلوك وتحويله، والتركيز على إعادة التدوير والفرز من المصدر لتقليل النفايات.

الطاقة النظيفة

وأفادت الأستاذ المساعد في الصحة والسلامة البيئية بجامعة أبوظبي الدكتورة رهف عجاج، بأن البيئة المستدامة تعد جزءاً لا يتجزأ من متطلبات الحياة الكريمة للإنسان وضمان مستقبل البشرية.



وقالت: «غالباً ما ترتبط رفاهية البلاد بحالة البيئة المحيطة بها.. ومع ازدياد الوعي البيئي العالمي بماهية البيئة وأهميتها في حياتنا.. بدأت المجتمعات المتقدمة بالبحث عن كيفية تحقيق الاستدامة في البيئة التي تعيش بها وهو ما يتمثل بتوفير بيئة ذات جودة عالية وموارد طبيعية».

وبينت أن الإمارات تحرص على دعم الاستدامة البيئية عن طريق تحسين البيئة وإدارتها بشكل مستدام، حيث تعتبر الدولة أن الاستدامة ليست خياراً وإنما ضرورة وحق عام، ولهذا تهتم بالتحكم في مستويات التلوث عن طريق خفض مستويات انبعاث الكربون واستخدام الطاقة النظيفة مثل توليد الطاقة الشمسية.

وأردفت عجاج بأن الإمارات تهتم باستحداث برامج استدامة شاملة وإلحاقها في استراتيجيات أعمال ومشاريع بيئية وخضراء، كما تشجع الأفراد والشركات على تحسين الاستدامة البيئية عن طريق تطوير أفضل الممارسات.

وأضافت أن تحقيق الاستدامة مرتبط بعلاقة الإنسان بالبيئة المحيطة به، حيث إن تحقيق الموازنة في هذه العلاقة يتم عن طريق فهم الأنظمة الطبيعية وإدراك ما يجب عمله لحماية البيئة والموارد الطبيعية سواء عن طريق التقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة والبصمة الكربونية أو استحداث تقنيات لمواجهة التحديات البيئية وأهمها الاحتباس الحراري التي يتسبب في تغيير المناخ.

مجموعة أبوظبي للاستدامة

وأنشأت هيئة البيئة «مجموعة أبوظبي للاستدامة»، لتجمع أعضاءها الذين يزيد عددهم على 50 عضواً مع قادة الفكر العالمي لمناقشة اتجاهات الاستدامة العالمية والمحلية، وتفعيل التعاون والمسؤولية المشتركة، بهدف تعزيز الاستدامة في الإمارة من خلال الجهود التعاونية بين أعضائها من الجهات الحكومية والشركات الخاصة والمنظمات غير الربحية.

وتعتبر مجموعة أبوظبي للاستدامة مبادرة قائمة على الشراكة، تسعى إلى تحقيق رسالتها في تعزيز مفاهيم الاستدامة وممارساتها في أبوظبي، عبر توفير فرص التعلم وتبادل الخبرات لأعضائها من المؤسسات الحكومية والخاصة وذات النفع العام في إطار روح التعاون والحوار المفتوح.

إعادة التدوير

من جانبه، وضع مركز أبوظبي لإدارة النفايات (تدوير) مجموعة من الأنظمة والبرامج التي من شأنها تحقيق بيئة صحية مستدامة، باعتبارها الجهة الحكومية الرئيسية المسؤولة عن كل الأنشطة المتعلقة بتطوير وجمع، وصيانة، ونقل، وتشغيل، ومعالجة خدمات إدارة النفايات بطريقة آمنة وفعالة واقتصادية في مختلف أرجاء إمارة أبوظبي.

وأطلقت مشاريع مبتكرة منها المخطط الرئيسي للإدارة المتكاملة للنفايات 2040، والتي تنسجم مع رؤية حكومة أبوظبي البيئية 2030، وتستند إلى استراتيجية النفايات قصيرة ومتوسطة الأمد تتمثل أهدافها في خفض توليد النفايات الصلبة، تقليل واسترداد نفايات البناء والهدم، الحد من تحويل النفايات إلى المكبات، وضمان معالجة كافة النفايات الخطرة بشكل مناسب، وزيادة التواصل مع الجمهور وتوعيته بشأن أهمية استرداد الموارد وإعادة التدوير.

ومن المشاريع المستدامة مشروع معالجة الإطارات المستعملة وإعادة تدوير مخلفات الهدم والبناء، ومصنع إعادة تدوير البلاستيك، ومشروع تدوير زيوت المحركات.

توليد الطاقة من النفايات

وأعلنت دائرة الطاقة في أبوظبي مطلع العام الجاري عن إطلاق "سياسة إنتاج الطاقة من النفايات "في الإمارة بهدف دعم تحول الإمارة نحو اقتصاد أكثر استدامة من خلال تعزيز دور وأهمية الاقتصاد الدائري.

كما تعتزم شركة مياه وكهرباء الإمارات، ومركز أبوظبي لتدوير النفايات (تدوير) فتح باب تقديم طلبات الاهتمام بعطاء تطوير مشروع محطة جديدة لتوليد الطاقة من النفايات بنظام المنتج المستقل، ضمن برنامج الخصخصة الذي تنتهجه إمارة أبوظبي، باعتباره نموذجاً ناجحاً على المستويين المحلي والإقليمي.

ويشمل المشروع تطوير وتمويل وإنشاء وتشغيل وصيانة وامتلاك محطة جديدة لإنتاج الطاقة الكهربائية، عبر تحويل النفايات إلى طاقة باستخدام تقنية الحرق المتقدمة، لتحويل النفايات الصلبة إلى كهرباء عبر مجموعة مولدات تعمل بواسطة توربينات بخارية.