الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

توظيف التحول الذكي في توقع الإصابة بأمراض معينة استباقياً

توظيف التحول الذكي في توقع الإصابة بأمراض معينة استباقياً
أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع أن التقنيات الذكية ترفع مستويات دقة تحليل بيانات المرضى وتوقع نسبة الإصابة بأمراض معينة بشكل استباقي، مشيرة إلى أن رؤية الإمارات 2021 تركز على بناء نظام صحي بمعايير عالمية، وتعمل الدولة بالتعاون مع الهيئات الصحية على تحقيق ذلك من خلال تعزيز كفاءة المستشفيات الحكومية والخاصة وفق معايير وطنية وعالمية واضحة، لتستطيع تقديم الخدمات بجودة عالية، وبكوادر طبية كفؤة.

وأوضح أطباء أن الذكاء الاصطناعي قادر على التنبؤ بأمراض عديدة منها أمراض القلب والأوعية الدموية والشرايين، ويعتمد هذا الأمر على تحليل بيانات وفحوصات المرضى والتاريخ المرضى وبيانات الجينوم البشري للمريض.

تحول رقمي


وحول التطور الرقمي في وزارة الصحة ووقاية المجتمع من حيث الخدمات، ذكرت الوزارة رداً على تساؤلات لـ«الرؤية» أن القطاع الصحي في الدولة، استفاد من برامج التحول الرقمي، والبنية التحتية القوية للاتصالات والمعلومات، الأمر الذي وضع الدولة في مكانة مرموقة عالمياً في مجال الرعاية الصحية.


وأشارت إلى أن أحدث الأنظمة الإلكترونية التي أنشأتها هو نظام «وريد»، وهو نظام يهدف إلى توفير كافة المعلومات التي قد يحتاج إليها الكادر الطبي والمرضى في كافة المنشآت الصحية التابعة للوزارة ضمن منصة موحدة لتسهيل رحلة المرضى منذ دخولهم المستشفى ولغاية خروجهم، وأنه تم تدعيم النظام بتقنيات الذكاء الاصطناعي التي ساهمت في رفع مستويات دقة تحليل بيانات المرضى وتوقع نسبة الإصابة بأمراض معينة بشكل استباقي، و15 ألف طبيب وممرض ومختص صحي مرتبطين بنظام واحد من خلال هذا النظام.

منصة «شفاء»

ولفتت وزارة الصحة ووقاية المجتمع إلى منصة المرضى الرقمية (شفاء)، وهي منصة تقدم باقات من الخدمات العلاجية عبر قناة اتصال ذكية، وتحتوي على السجل الطبي للمرضى ومدعومة بكل المعلومات اللازمة، ومرتبطة بنظام تكنولوجيا الرعاية الصحية (وريد)، وبالهوية الرقمية UAE Pass، كما أنها مرتبطة مع كافة أجهزة الإنترنت عبر إنترنت الأشياء IOT، ويستخدم المنصة 3800 مريض كل 4 أشهر.

وأكدت الوزارة أن هذه البنية التحتية الذكية انعكست إيجاباً على المؤشرات المرتبطة بالنظام الصحي الإماراتي ومكانته العالمية، ما جعل الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً في عدد المنشآت الصحية المعتمدة، كما تحتل الإمارات المركز 12 عالمياً في مجال البنية التحتية الصحية، وأن نسبة المنشآت الصحية المستوفية لمعايير الاعتماد تجاوزت 88% بما في ذلك إدارة تكنولوجيا المعلومات وتوظيفها في الرعاية الصحية.

10 تطبيقات

ووفقاً لوزارة الصحة ووقاية المجتمع، فإن لديها حتى الآن 10 تطبيقات ذكية هي: تطبيق كوفيد-19 – الإمارات، وهو التطبيق الرسمي للوزارة لمكافحة فيروس كورونا المستجد، حيث يوفر التطبيق كافة المعلومات الصحية والتطورات الطبية المتعلقة بفيروس كورونا كما يبقي الشخص على إطلاع بالأخبار والأحداث المحلية ذات الصلة، وتطبيق الحصن، وهو المنصة الرقمية الرسمية الخاصة باختبارات فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» بالدولة.

وأشارت إلى التطبيق الرسمي للوزارة MOHAP، والذي يهدف إلى تمكين الجمهور من الحصول على الخدمات بطريقة سهلة وسريعة، وتطبيق بوابة شفاء الذي يوفر إمكانية متابعة المريض للملف الصحي الخاص به ومتابعة المواعيد القادمة، وتطبيق «أبطال الصحة» الذي يهدف إلى تعزيز الوعي الصحي للطلاب ويساعدهم على تبني أنماط حياة صحية، وتطبيق «نمط حياتي»، الذي يهدف على تشجيع أفراد المجتمع على تبني أنماط صحية من خلال توفير معلومات حول أهم المرافق والمساحات وكيفية الوصول إليها.

وأكدت الوزارة على أهمية تطبيق «دليل الأدوية» الموحد الذكي، الذي يُمكن المرضى من الاستعلام عن الأدوية المعتمدة وموثوقيتها ومدى توفرها في الصيدليات بالدولة، وتطبيق «تطعيم» الذي يهدف إلى متابعة وتنظيم برنامج التطعيمات والتذكير بمواعيدها، كما يوفر المعلومات حول الأمراض المعدية والبيانات الحيوية للطفل، وتطبيق «حياة» الذي يوفر إمكانية تسجيل المتبرعين بالأعضاء وتعديل التفاصيل الخاصة بهم، وقراءة الأخبار والاطلاع على الروابط المهمة، بالإضافة إلى تطبيق UAE RADR وهو تطبيق مرتبط بشكل مباشر بنظام إدارة تقارير السلامة (ICSR) التابع للوزارة والخاص بعمليات مركز اليقظة الدوائية، علماً بأن النظام مرتبط بشكل مباشر مع برنامج منظمة الصحة العالمية لمراقبة الأدوية.

ولفتت الوزارة إلى أنها تعتزم إطلاق حزمة خدمات صحية مبتكرة وعدد من المشروعات والمبادرات الرائدة التي تسهم بتمكين الخدمات الصحية المستقبلية، خلال مؤتمر ومعرض الصحة العربي الشهر الجاري، من خلال الجمع بين الأنظمة الذكية والروبوتية، وتعزيز ممارسات الصحة الرقمية والتطبيب عن بعد وتطوير خدمات الصحة النفسية، بالإضافة لتوظيف البيانات الضخمة والنماذج التنبؤية لإدارة المرافق الصحية وتطبيق نظم المعلومات الصحية.

توقعات استباقية

وقال استشاري ورئيس جمعية الإمارات للأورام الدكتور حميد الشامسي، إن الذكاء الاصطناعي أصبح له دور مهم في المجال الصحي، فلو لدينا بيانات لشخص لديه وزن زائد أو كوليسترول، هذا يعطي مؤشراً على إمكانية الإصابة بالقلب، وكذلك الجينات وتحليلها لتحديد مدى إمكانية الإصابة بالسرطان، حيث إن تحليل الطفرات الجينية الكاملة للمرضى يؤدي إلى اكتشاف الجينات الوراثية التي تسبب السرطان، فمثلاً شخص حامل لجينات وراثية محددة قد يصاب بسرطان الثدي والبروستاتا ولذلك يتم إجراء فحوصات وجمع بيانات صحية دورية.



وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يأخذ مكان الطبيب، لأن برنامج واتسون يخزن البيانات بشكل رهيب للمرضى ولكنه فشل لأن الجانب النفسي والعوامل الإنسانية لا يمكن لأي جهاز أن يحللها، ومهما تقدم الطب فمستحيل أن يستبدل الطبيب، ولكنه يساعد في الحياة العامة والأمراض البسيطة الشائعة والتنبؤ بأمراض أخرى.

أمراض القلب والشرايين

وذكر استشاري أمراض القلب بدبي الدكتور أحمد السكري، أن الذكاء الاصطناعي قادر على التنبؤ بأمراض عديدة منها أمراض القلب والأوعية الدموية والشرايين، ويعتمد هذا الأمر على تحليل بيانات وفحوصات المرضى والتاريخ المرضى وبيانات الجينوم البشري للمريض، حيث إن هناك عوامل ومسببات تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والسكري والضغط والفشل الكلوي وغيرها من الأمراض الأخرى، والتي يعد الذكاء الاصطناعي قادراً على التنبؤ بها من خلال المؤشرات الطبية.



وأشار إلى أن الباحثين في مختلف دول العالم يعملون على تطوير أنظمة للتنبؤ بالأوبئة، من خلال تحديد عوامل كثيرة مثل البيئة، وسلوك الناس في منطقة ما، ومدى انتشار مرض معدٍ معين في منطقة ما واحتمالات انتقاله إلى مناطق أخرى وسرعة هذا الانتقال.

صياغة نظام الرعاية

وقال مدير الخدمات الطبية وبرايم ديجيتال في مجموعة برايم للرعاية الصحية الدكتور أحمد صلاح، إن الوضع المتأزم الذي شهده العالم بين عشية وضحاها إثر انتشار فيروس كورونا المستجد، عزز من أهمية التحول الرقمي في القطاع الصحي خاصة، وكل القطاعات المختلفة عامة.

وأضاف: أصبحت الفرصة اليوم مواتية أكثر من أي وقت مضى لإعادة صياغة نظام الرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط، فبينما كان التركيز سابقاً يتمحور على تحسين البنية التحتية المادية للمستشفيات، أظهرت التغيرات في أنظمة الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة وجود فرصة مثالية لتسريع عملية التحول الرقمي لأنظمة الرعاية الأولية والمجتمعية، وما نحتاج إليه اليوم في نهاية المطاف هو نظام رعاية صحية رقمي يساعد في تلبية حاجات المريض وحصوله على تجربة ونتائج أفضل، ما يسمح للأطباء بتركيز جهودهم على الاهتمام بالمرضى ذوي الحالات الحرجة، وتلبية متطلبات الحكومة في الوقت نفسه من خلال إدارة الاحتياجات الاقتصادية العامة.

وأكد صلاح أن التحول الرقمي للرعاية الصحية يعتبر عملية في غاية الأهمية ستعود بالفائدة على مزودي الخدمات الصحية والمرضى على حد سواء، ومن الأمثلة على التحول الرقمي في الرعاية الصحية: الملف الطبي الإلكتروني الموحد: وهو الذي يحتوي على التاريخ المرضي لكل شخص ويمكن لأي طبيب الاطلاع عليه حتى لو اختلف مزود الخدمة، والتطبيب عن بُعد، حيث تمكن المريض والطبيب من التواصل دون الحاجة لزيارة المستشفى وتكبد عناء الترحال والانتظار، والمراقبة عن بُعد للقياسات الحيوية، وهي ما تتيح للطبيب متابعة القياسات الحيوية لمرضاه وهم في المنزل.

تواصل افتراضي

وأكدت مؤسسة مستشفى قرقاش بدبي واستشارية طب النساء والولادة والإخصاب والعقم الدكتورة حسنية قرقاش، أن التحول الرقمي في القطاع الصحي بات أمراً مُلحاً، وأن الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال، مؤكدة أن المستشفيات الخاصة ومنها المستشفى التي أسستها بدأت في الاعتماد على تقنيات التحول الرقمي، حيث يتم التواصل مع المرضى من خلال استخدام التواصل الافتراضي مع الأطباء عند عدم قدرة المريض على الحضور، واستخدام تطبيق واتساب لأخذ المواعيد والمتابعة، كما يتم إرسال مقاطع فيديو تعليمية للمرضى ورسائل البريد الإلكتروني وموقع يوتيوب، على سبيل المثال عندما يعاني المريض من حالة خطيرة ولا يكون قادراً على فهم العلاجات، يتم إرسال مقاطع فيديو تعليمية له يتحدث فيها أطباء المستشفى عن كيفية استخدام دواء معين، أو إعطاء مزيد من النصائح حول المشكلة الصحية.