الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الإمارات تكسب رهان الموازنة بين الأصالة والنهضة الحضارية

الإمارات تكسب رهان الموازنة بين الأصالة والنهضة الحضارية

عبيد راشد الكتبي.

نجحت الإمارات في الدمج بين الأصالة والمعاصرة عبر إدخال الآليات الحديثة في عناصر ماضيها العريق، إذ تمكنت من كسب رهان التوازن بين الأصالة والمعاصرة، وهذا ما ظهر جليا في واقعنا اليوم، إذ تمكنت الحكومة من تحقيق أعلى مستويات الرفاهية والسعادة لشعبها وحفزت مواطنيها على بناء المستقبل المعاصر مع الحرص على التمسك بالأصالة المتمثلة في الطبيعة البدوية لأبنائها.

ويعد تمكن الدولة من إدراج تراثها الإنساني سواء المادي أو المعنوي في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، خير برهان للعالم أجمع على مدى الموازنة شديدة الدقة بين التراث والمعاصرة، في قيم مستمدة جذورها من الأب المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

الطبيعة البدوية

وذكر باحث في التراث خليفة راشد الطنيجي، أن دولة الإمارات تمكنت من كسب رهان التوازن بين الأصالة والمعاصرة، وهذا ما ظهر جليا في واقعنا اليوم، إذ تمكنت الحكومة من تحقيق أعلى مستويات الرفاهية والسعادة لشعبها وحفزت مواطنيها على بناء المستقبل مع الحرص على التمسك بالأصالة المتمثلة في الطبيعة البدوية لابن الإمارات، وعادات وتقاليد المجتمع التي نشأ عليها، وكونها تشكل جزءاً رئيساً من شخصيته التي يفخر بها أينما وجد.




وتابع «حين يسافر أبناؤنا للدراسة في الدول الأخرى أول ما نزودهم به من النصائح هو المحافظة على الزي الوطني وعلى تعميق الروابط الإنسانية مع الآخرين والحرص على التعامل بالسلوكيات التي تعكس التسامح والقيم النبيلة للمجتمع الإماراتي المتمسك بـ»السنع«الأصيل كونه أحد مكونات الهوية الوطنية الأصيلة التي سارت بالتوازي مع المسيرة الحضارية التي حققتها الإمارات، بل كانت مكملة لها وداعمة لمسيرتها».

وقال: من مظاهر الأصالة المعاصرة المجالس العربية التي لا زالت تُشرع أبوابها دوما أمام الأقارب والأصدقاء والضيوف وهي من أبرز مظاهر الحياة الاجتماعية في المنطقة، باعتباره ملتقى يومياً لأهل الفريج، يتباحثون فيها شؤونهم ويتبادلون المعارف والعلوم وإلقاء الأشعار.

موازنة دقيقة

وقال مدير إدارة التراث الفني بمعهد الشارقة للتراث علي العبدان، أن دولة الإمارات دخلت العصر الحديث عبر المشاركة في صناعة الأفكار الإبداعية المتقدمة، وبجهودها الذاتية وبدعم وتوجيه القيادة الحكيمة، التي حرصت على تنوع الأفكار التطويرية بين العلمية والأدبية والصناعية.



وأشار إلى أن الإمارات نجحت في إدراج تراثها الإنساني سواء المادي أو المعنوي في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، لتثبت للعالم اجمع مدى الموازنة شديدة الدقة بين التراث والمعاصرة، في قيم مستمدة من الأب المؤسس، وبأنها دمجت بين الأصالة والمعاصرة عبر إدخال الآليات الحديثة في عناصر ماضيها العريق، ما يجعلنا نشعر بقيمة الحس التراثي في الأعمال الفنية التي تقدم مثل المسلسلات والأفلام الوثائقية، وكذلك في المهرجانات التي تقام على مستوى الدولة التي لا تكتفي بعرض صور من الحرف القديمة أو مظاهر الحياة سابقا، بل تستقطب ضيوف متخصصين من كافة دول العالم لاطلاعهم على عراقة الإمارات.

وأكد العبدان أن الإمارات دخلت للعصر الحديث بوعي مع تمسكها بالقيم الراسخة للأصالة والبداوة، وهي رسالة تسامح للعالم نابعة من الدين الإسلامي والعادات والتقاليد العريقة، ووسيلة تقدم بخطى مدروسة نحو مستقبل الحضارة.

الأصالة الإماراتية

وقال خبير تراث مطر بن غرير «لقد تربينا على ان مفهوم الأصالة الإماراتية هو ارتباط الإنسان بأرضه وبعاداته وأعرافه الأصيلة التي تعكس هويته وتفاصيل تراثه وبيئته، وهو مبدأ حرصنا على التمسك به وتعليمه لأبنائنا وأحفادنا، باعتباره من الثوابت التي تشكل جزءاً أساسياً من الثقافة العربية على مدار قرون عدة»، مشيرا إلى أن التمسك بعناصر الأصالة أسهم بشكل مباشر في تدعيم مسيرة المُعاصرة والتحضر، بما يعكس هوية الشخصية الإماراتية المرتبطة بأرضها، والمحافظة على عاداتها وتقاليدها وهويتها، والمؤمنة بقيم التسامح والسلام والتعايش.

وتابع: على الرغم من مرور نحو نصف قرن على قيام اتحاد الإمارات وانتقالنا لنمط وأسلوب حياة معاصر، إلا أننا نحرص على أن نحمل في نفوسنا قيم البداوة المترسخة بوجداننا كحبنا لرائحة الصحراء، وتمكسنا بالضيافة والقهوة العربية والتلاحم المجتمعي والترابط الأسري، باعتبارها من قيم المواطنة الإيجابية التي تشعرنا بالمسؤولية المجتمعية تجاه الوطن، والمحافظة على مكتسباته ومنجزاته، مواكبة للنهضة الحضارية الشاملة التي شهدتها الإمارات على جميع المستويات.



العراقة والحداثة

فيما أكد خبير في التراث عبيد راشد الكتبي «نفخر بهويتنا الإماراتية الأصيلة المترسخة جذورها في أعماق التاريخ الإنساني والباقية على مر العصور في ذاكرة الأجيال، سيرا على منهج المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي ظل متمسكا بالتراث وشجع على النهوض به والحفاظ عليه مع الاندماج في الحداثة والمعاصرة بكافة تفاصيلها».

وتابع «لا زال إلى اليوم شغف مزاولة طقوس الماضي تسكننا على الرغم من انتقالنا للحداثة والمعاصرة، ويظهر ذلك في خروجنا لرحلات برية وبحرية تستغرق أياما متواصلة، مصطحبين معنا أبناءنا لاطلاعهم على ملامح الهوية الوطنية الأصيلة، القائمة على بناء المستقبل مع التمسك بجذور الماضي التليد الذي بقي كالظل الراسخ للتمدن والحضارة، التي قطعت دولتنا شوطا كبيرا في رسم وجودها على خارطة الكرة الأرضية».

وأضاف «على الرغم من أن أهل الإمارات انقسموا قديما بين سكان البحر والبر، إلا أن ما يجمعهم اليوم هو وحدة الهوية الوطنية، متمثلة في: وحدة الثقافة، والرؤية، والمنهج، وكذلك وحدة الهدف والغاية».