الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

مدير «التلاحم الأسري» في دبي لـ«الرؤية»: لا لاستشارة الأصدقاء في المشكلات العائلية

مدير «التلاحم الأسري» في دبي لـ«الرؤية»: لا لاستشارة الأصدقاء في المشكلات العائلية

الدكتور عبدالعزيز الحمادي.

كشف مدير إدارة التلاحم الأسري في هيئة تنمية المجتمع بدبي الدكتور عبدالعزيز الحمادي عن مشروع قيد الاعتماد، يستهدف توحيد الحقيبة التدريبية ومحاورها للمقبلين على الزواج من الجهات المختصة على مستوى الدولة.

وتتضمن الحقيبة التدريبية الموحدة، كما ذكرها الحمادي في حواره مع «الرؤية»، 6 محاور أساسية وهي محور الشراكة بين الزوجين، الحقوق والواجبات، فن اختيار شريك الحياة، فن اختيار شريكة الحياة، التوعية الصحية، التنظيم المالي والإدارة المالية للشباب.

وأكد أن برنامج الحقيبة التدريبية للمقبلين على الزواج في دبي يشهد حضوراً كبيراً منذ إطلاقه، محذراً من الاستماع إلى أشخاص غير متخصصين في مجال تقديم الاستشارات وتنمية الذات، ومبدياً تخوفه من الوصول إلى «فوضى تقديم الاستشارات»، بعد انتشار لقب «مستشار» في منصات التواصل الاجتماعي.


وتالياً نص الحوار:


ما جديد العمل على البرامج المخصصة للمقبلين على الزواج؟

يوجد مشروع اتحادي لا يزال قيد الاعتماد، الغرض منه توحيد «الحقيبة التدريبية» الموجهة للمقبلين على الزواج من الجهات المختصة على مستوى الدولة، بعد أن كان لكل إمارة برامجها التدريبية الخاصة.

وتتضمن الحقيبة التدريبية الموحدة، 6 محاور أساسية: الشراكة بين الزوجين، الحقوق والواجبات، فن اختيار شريك الحياة، فن اختيار شريكة الحياة، التوعية الصحية، التنظيم المالي والإدارة المالية للشباب.



* كيف انعكست جائحة كورونا على أرقامكم؟

لاحظنا زيادة طفيفة في أعداد طالبي الاستشارات الأسرية، ففي 2019، كان عدد الاستشارات 987، وهذا العدد ارتفع إلى 1167 خلال عام 2020، بينما بلغ العدد في النصف الأول من العام الجاري 753 استشارة.

في المقابل، قفز عدد المستفيدين من الحقائب التدريبية إلى نحو 10 أضعاف، فبعد أن كان العدد 656 حالة قبل الجائحة، وصل عددهم إلى 6555 مستفيداً في 2020، وسجلنا حتى نهاية النصف الأول من العام الجاري 3729 مستفيداً.

* ما التحديات التي تتصدون لها في عملكم؟

على رأس تلك التحديات يأتي طغيان النظرة المادية، وضغوطات الحياة الكبيرة، وغياب الوالدين أو انشغالهما عن الأطفال لساعات طويلة، وغياب الوازع الديني، والمؤثرات الخارجية (وقد كنا نتحدث سابقاً عن تأثير البيت أو الحي أو الأرحام، أما الآن فتأثير وسائل التواصل وقضايا العولمة والانفتاح اللامحدود الداخلي والخارجي لها انعكاس أكبر علينا، فكراً وسلوكاً وعملاً).

ولا بد أن أشير هنا إلى انخفاض أثر المدرسة والجامعة وتراجع تأثير القيادة المدرسية على الطلبة جراء الجائحة والتوجه للدوام عن بعد.

* إلام تعزو أغلب المشكلات الزوجية؟

تنجم أغلب المطبات التي تعترض طريق الأزواج عن الجهل بحقوق وواجبات كل طرف، علماً أن مرجع العلاقة الزوجية هو التزام كل منهما بتلك الحقوق والواجبات، إلا أن البعض يعاني من عدم معرفتها أو تطبيقها، أو تطبيقها تطبيقاً خاطئاً.

ثم هناك سوء الاختيار المبدئي، إذ أن قضية الاختيار منشؤها عقل وعاطفة، ويجب ألّا يغيب العقل أبداً وألا يخاطر أي مقبل على الزواج بمستقبله أبداً، كأن ترتبط فتاة بشاب مدمن على أمل أن يبتعد عن المخدرات يوماً، بل يجب دراسة الخاطب قبل الارتباط إذ كلما أحسن الشخص الاختيار قلَّت فرص الانفصال.

ولا ننسى ضعف تحمل المسؤولية في بعض البيوت، وإهمال الزوج للأسرة أو انشغال المرأة في عملها وإهمال دورها كأم.

ومن الأسباب طبعاً الخيانة الزوجية، وهي تحتاج للعلاج والدراسات والبحوث والتوعية بخطورة هذا السلوك، وكذلك ضعف لغة الحوار، إذ إن انشغال الأزواج بالبهرجة والكماليات ووسائل التواصل تمخض عن ضعف التواصل بين الزوجين و«الطلاق العاطفي»، وعاش الاثنان في الهدوء الذي يسبق العاصفة والضربة القاضية وبداية النهاية للوصول للطلاق.

وأضيف أيضاً زيادة التدخلات العائلية في محيط الزوجين، إذ من الضروري وضع خط أحمر في علاقتهما بالمجتمع وكيفية التعاطي مع خلافاتهما وعدم نشر حياتهما الخاصة على العلن والابتعاد عن استشارة الأصدقاء أو الشكوى.

أما المحور الأخير الذي أتطرق إليه فهو سوء التنظيم المالي وعدم معرفة التعامل مع أصول التنظيم المالي في الأسرة، مع العلم أن المال عصب الحياة، والأسرة غير المستقرة تواجه مشاكل كبيرة في المعيشة.

* أين تكمن أهمية خدمات الاستشارات في حماية الأسرة؟

دور الاستشارات الأسرية في الحفاظ على كينونة الأسرة مهم، شريطة أن تقدم الاستشارة من جهات رسمية حكومية، أو خاصة ولكن معتمدة ومرخصة، لأن الاستشارة لها أثرها الكبير على الطرفين.

وفي هيئة تنمية المجتمع، نعتمد نظاماً خاصاً يسمى نظام إدارة الحالات (ICMS)، وعبر النظام نرصد كل استشارة تصدر عبر الرقم 8002121، أو عبر موقع الهيئة الإلكتروني www.cda.gov.ae، أو حتى بالحضور الشخصي لمركز البرشاء المجتمعي، وتسجل تلك الحالات وتتم متابعتها والإشراف عليها، سواء من موظف اختصاصي استشارة أو مسؤول مباشر، مع دراسة وتحليل الحالة، إما صلحاً أو اتفاقاً أو الإحالة للجهة المعنية، سواء كان أمر مالي أو عقاري أو نزاع يؤدي للطلاق أو لفتح ملفات خاصة في جهات رسمية.



وأظهر نظام الرصد انخفاض حالات الطلاق بعد الاستفادة من خدمة الاستشارة الأسرية في 2020، وبلغت نسبة الصلح في الاستشارات الواردة 93% من الحالات، في حين أن 7% من الحالات أحيلت إلى جهات متخصصة أخرى.

وبلغ عدد الاستشارات الأسرية العام الماضي 1167 حالة، فضلاً عن 753 حالة استقبلناها في النصف الأول من 2021.

* كيف ترى دور الإعلام في التوعية وحماية الأسر؟

لوسائل الإعلام دور في تقديم التوعية، إلا أن بعض قنوات الإعلام الحديث ووسائل التواصل أفرزت نماذج لأشخاص غير متخصصين في مجال تقديم الاستشارات وتنمية الذات، وما نخشاه أن نصل إلى «فوضى تقديم الاستشارات»، إذ أصبح كل شخص يضع أمام اسمه لقب «مستشار» في حسابه على إنستغرام، مثلاً، مستغلاً حاجة أصحاب المشاكل للبحث عمن يساعدهم.

وللأسف الكثير من هؤلاء لم يحصلوا على شهادة أكاديمية تؤهلهم لهذا العمل ولا يمتلكون العلم بمبادئ العمل وأسسه ولا يتقنون فنونه وليس لهم الخبرة في علم الإرشاد الأسري أو كيفية الحفاظ على السرية، مع أن بإمكان أفراد الجمهور الراغبين في التخصص بمجال الاستشارات الأسرية التقدم لقطاع التراخيص والتفتيش في الهيئة والحصول على الترخيص الرسمي، والخضوع للدورات واجتياز الاختبارات المطلوبة.

* «تفاجأت بشخصية شريك(ة) حياتي بعد الزواج»، هل يمكن أن تتغير الشخصية بعد الارتباط؟

80 إلى 85% من طبع الشخص يظهر قبل الزواج، والجزء الصغير المجهول الباقي مغتفر.

ولو بذلت الأسرة الجهد في السؤال والتمحيص عن الزوج في بيئة عمله ومسجده وأصدقائه ستكشف اللثام عن كل شيء، فالسؤال عن الزوج مهم جداً.