الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

دور الإعلام في قضايا «المناخ».. توعية أم تأثير محدود؟

دور الإعلام في قضايا «المناخ».. توعية أم تأثير محدود؟

الإعلام سيد الموقف في التوعية بسلوكيات خفض البصمة الكربونية. (أرشيفية)

تباينت آراء إعلاميين ونشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، حول دور الإعلام المحلي والعالمي وما يطرح على المنصات الرقمية في تناول قضايا المناخ والبيئة، وطرق الحد من تأثيرات التغير المناخي بصورة واضحة، لتوعية شرائح المجتمع بأهمية السلوك للحد من التلوث المناخي.

في المقابل، أكد مواطنون ومقيمون أن القضايا التي تسلط الضوء على قضايا التلوث المناخي، وأهمية السلوك الاجتماعي في الحفاظ على البيئة، عبر المنصات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، لا تخدم التوجه الدولي في مواجهة تأثيرات التغير المناخي على مستقبل الحياة البشرية.

حملات إعلامية

قالت الناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي وصاحبة منصة «تجاربي» التفاعلية، منى سليمان، إن قضايا التغير المناخي تأخذ قسماً لا بأس به من محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، وهي مع تكثيف الجهود والتوجيهات لرفع مستوى الوعي الاجتماعي بأهمية تغيير سلوك الفرد بما يخدم مواجهة آثار التغير المناخي، لتعزيز المصلحة الوطنية والدولية في الوصول إلى الحياد الصفري المناخي.

وأوضحت أنها تتجه في محتواها بما ينسجم مع توجهات دولة الإمارات في كافة القضايا الاجتماعية والبيئية، لذلك هي بصدد إطلاق حملات إعلامية تهتم بتسليط الضوء على أهمية الترشيد الاستهلاكي لموارد الطاقة، بهدف المساهمة في تقليل البصمة الكربونية ضمن إطار مبادرة الحياد الصفري المناخي 2050.



المبادرات الخضراء

وأكد الإعلامي محمد إبراهيم أنه مع تكثيف الجهود الإعلامية، وبشكل مستمر حول أساليب مواجهة آثار التغير المناخي اجتماعياً، وتوعية أفراد المجتمع بأهم السلوكيات التي تساهم في انخفاض البصمة الكربونية، كما أن الإعلام هو سيد الموقف في قيادة البرامج التوعوية بهذا الإطار.

وأشار إلى أن النشطاء الإمارتيين على منصات التواصل الاجتماعي، يبرزون اهتمامات الدولة عبر حساباتهم، لذلك لا بد من تكيف حملات إعلامية لدعم جهود الدولة في مبادرة الحياد الصفري المناخي.



وأضاف أنه لا بد من وضع معايير وطنية ضمن خطة سلوكية لنشرها على أفراد المجتمع، بحيث يتم إيصالها لهم بصورة سهلة ومفهومة لمواجهة التلوث البيئي ودوره في التغير المناخي، وما ينتج عنه من تأثيرات يمكن أن تلحق أضراراً بمستقبل البشرية.

ويرى أن الإعلام الإماراتي نجح في تسليط الضوء على المبادرات الخضراء التي تسهم في حماية البيئة، والحد من تأثيرات التغير المناخي، منها الزراعة الخضراء، وترشيد الاستهلاك لموارد الطاقة، واعتماد الدولة على الطاقة النظيفة وريادتها عالمياً بهذا المجال، وخططها المستقبلية لزيادة حصتها في إنتاج الطاقة النظيفة، بهدف الوصول إلى الحياد الصفري المناخي.

توعية المجتمع

من جانبه، قال مدير إذاعة رأس الخيمة الإعلامي محمد مصطفى غانم، إن الإعلام المحلي أسهم بشكل كبير في توعية المجتمع حول أهمية مواجهة تأثيرات التغير المناخي عبر الحفاظ على البيئة، وترشيد الاستهلاك للموارد الأساسية، وغيرها من الأنماط السلوكية التي تساعد على انخفاض البصمة الكربونية بدولة الإمارات.

ولفت إلى أنه مع تكثيف الجهود الإعلامية لرفع مستوى الوعي لأفراد المجتمع بأهمية تغيير السلوك في إطار حماية المناخ، للمساهمة في إنجاح مبادرة الإمارات للوصول إلى الحياد الصفري المناخي 2050.

وأضاف أنه مع تناول القضايا التي تهتم بحماية المناخ إعلامياً، بصورة واضحة وسهلة يفهمها كافة أفراد المجتمع، كما أنه من المهم على الجهات الحكومية المعنية في حماية البيئة، تنظيم حملات مستمرة بهذا الإطار، بالتعاون مع الجهات الإعلامية لتغطية كافة المبادرات المحلية للحد من التلوث المناخي، لإيصال رسالة حول أهمية دور أفراد المجتمع كافة في حماية مستقبل كوكب الأرض والأجيال القادمة.



مستقبل الكوكب

وأكد المقيم عصام تركي طرادات أن الإعلام المحلي والعالمي، لم يسلط الضوء بالشكل المناسب على القضايا التي تهم المناخ، إذ تصلنا أخبار حول حجم الذوبان الجليدي نتيجة ارتفاع درجة حرارة الأرض، وتداعياته الخطيرة على مستقبل الكوكب، لكن لم نتعرف على أسباب ارتفاع درجة حرارة الأرض، وما الطرق التي يمكن من خلالها مواجهة التغيرات المناخية الناتجة عن ذلك.

وبخصوص السوشيال ميديا، يراها طرادات أنها بعيدة كل البعد عن القضايا المناخية، إذ إن المحتوى الرقمي لمشاهير وسائل التواصل يلفتهم ما يحقق لهم مشاهدات أكثر، ويعتقد أن قضايا المناخ لا تعير المتابعين اهتماماً كبيراً، الأمر الذي يقود وسائل التواصل الاجتماعي إلى تجاهل أهمية التصدي لتأثيرات التغير المناخي.



صحة المناخ

بدوره، قال المواطن أحمد اليماحي، إنه من ضرورة تكثيف الجهود للتوعية بأهمية الحفاظ على البيئة، من خلال تبني سلوكيات اجتماعية تساعد في التصدي لتأثيرات التغير المناخي، ضمن الجهود الوطنية والدولية للوصول إلى الحياد الصفري المناخي الذي تسعى إلى تحقيقه دولة الإمارات في 2050.

واعتبر أن الإعلام بشكل عام، ونشطاء التواصل الاجتماعي لم يقدموا المأمول حول أهمية صحة مناخ كوكب الأرض والأجيال القادمة، وكيف يمكن الحفاظ عليها من تأثيرات الاحتباس الحراري الناتج عن التلوث البيئي، لذا ما زالت المجتمعات تجهل أهمية هذه القضايا ودور الفرد في المساهمة في إنقاذ الكوكب.

السلوك البشري

ويرى المقيم هيثم جمال الرفاعي أن الإعلام مقصر بشكل كبير حول قضايا المناخ، حيث لا يعرف بالضبط كيف يمكن تخفيض ارتفاع درجة حرارة الأرض، وما الواجب الذي يقع على عاتق الفرد في هذا المضمار.

وقال إنه يجب تكثيف الجهود الإعلامية في صناعة محتوى يركز بشكل كبير على التأثيرات المناخية الناجمة عن سوء السلوك البشري، وما الآلية التي يجب اتباعها لحماية الكوكب من هذه التأثيرات.



وأضاف أن منصات التواصل الاجتماعي يجب أن توجه النشطاء عليها للتركيز في محتواهم على قضايا المناخ، من خلال ضوابط ومعايير تتعلق في خوارزميات هذه البرامج، بحيث تضع النشطاء أو مشاهير منصات التواصل ضمن المسؤولية المخصصة في توعية المجتمعات حول أهمية تغيير السلوكيات التي تساهم في التصدي للتأثيرات المناخية.