الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

هاني القطان.. إماراتي يطلق منصة استئجار ألعاب أطفال توفر 18 ألف درهم سنوياً

تمكن الشاب الإماراتي هاني القطان، من إطلاق مؤسسة هي الأولى من نوعها في الدولة، بتحويل فكرة إنشاء مكتبة تسمح للأهالي باستئجار الكتب والألعاب إلى واقع بإنشائه منصة تأجير الألعاب والكتب التعليمية، بعد إيمانه بأهمية المشروع والنفع الذي سيعود على الأُسر والأطفال والبيئة إذا تم تطبيقه بشكل صحيح، إذ توفر المنصة على أولياء الأمور المشتركين فيها أكثر من 18 ألف درهم إماراتي سنوياً.

وابتكر القطان تطبيقاً ذكياً أُطلق عليه اسم (Toy Share) ليكون أول منصة فريدة من نوعها لتأجير كتب وألعاب أطفال عالية الجودة عبر الإنترنت، حيث تعمّق مفهوم اقتصاد المشاركة للأطفال من خلال شعارها «اللعب والتعلم والمشاركة»، وتساهم في توفير المال والجهد على أولياء الأمور، والأهم هو مساهمتها في تخفيض كمية النفايات البلاستيكية المنتجة.

ويعمل هاني القطان كابتن طيار، حيث يجوب بلداناً ويزور عواصم مختلفة، ما جعله مطلعاً على ثقافات مختلفة ومؤمناً بأهمية توسيع آفاق الأطفال، إضافة إلى الحفاظ على البيئة وترسيخ مبادئ الاستدامة على كافة الصُّعد، انطلاقاً من المستوى الشخصي، الأمر الذي دفعه قدماً نحو الإيمان بمشروعه والتفكير الجدي في تطويره حتى يصبح نموذجاً وأسلوب حياة.


ملاحظة شخصية


بدأت الفكرة من ملاحظة شخصية رصدها القطان، وهو أب لطفلين، حيث وجد أن أبناءه يفقدون اهتمامهم بالألعاب والكتب التي يحصلون عليها في غضون أسبوع أو اثنين على الأكثر، مهما غلا ثمنها أو تنوعت أشكالها، لتصبح بعد فترة بلا قيمة وتشكل عبئاً في المساحة التي تشغلها ويكون مصيرها غالباً مرمية في سلة النفايات.

وقال القطان لـ«الرؤية»: «فكرت في البداية في إنشاء مكتبة صغيرة تتيح استئجار الكتب بشكل يساهم في إنقاذ الكتب من الرمي والضياع والتلف.. والاستفادة من الألعاب وإعادة تدويرها بحيث يتم تناقلها بين الأطفال بشكل منظم.. الأمر الذي يقلل النفقات على الأهالي لأن استئجار اللعبة أقل ثمناً بكثير من شراء الجديد منها.. كما أن الأطفال يحصلون على ألعاب جديدة كل فترة ويتعلمون معنى المشاركة والحفاظ على اللعبة من التلف».

وأشار إلى أن هناك أهالي باتوا يستعيضون عن الألعاب الفعلية والتي يمكن للأطفال استخدامها في الألعاب الجماعية بشراء تطبيقات للألعاب على الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، ما يجعلهم متعلقين بالإنترنت يقضون معظم أوقاتهم متسمرين أمام الشاشات من دون حراك أو استخدام لمهاراتهم الفكرية والعملية، وذلك عكس قطع الألعاب التي يتم تركيبها بالأيدي وتحريكها، وابتكار سيناريوهات تفاعلية للعب بين الأطفال، بما يساهم في تطورهم اللغوي والاجتماعي والنفسي.

مشروع حقيقي

وأضاف القطان أن الفكرة تحولت إلى مشروع حقيقي، أصبح منصة ذكية شاملة تتيح تأجير 3000 كتاب و5000 لعبة مختلفة الأحجام والأشكال، تراوح القيمة المادية لكل منها بين 100 حتى 1000 درهم، مع توفير خدمة التغليف والتعقيم والتوصيل من وإلى المنازل في مختلف أنحاء الدولة.

ولفت إلى أن المنصة تعمل عبر اشتراكات دورية يتم دفعها من خلال التطبيق الذكي وتتيح خيارات لألعاب كثيرة مختلفة يمكن الانتقاء منها بشكل مباشر، مبيناً أن منها ألعاب بلاستيكية أو خشبية، كما توجد من كل لعبة نحو 5 قطع لإتاحة فرصة أكبر للمستخدمين باستئجارها.

توفير 18 ألف درهم

وتوفر منصة (Toy Share) على الأهالي وأولياء الأمور المشتركين فيها ما يزيد على 18 ألف درهم إماراتي، وذلك بحسب بعض الدراسات التي تمت مسبقاً، ونتج عنها أن ما ينفقه الأهالي على شراء الألعاب والهدايا والكتب سنوياً يمكن أن يصل إلى 20 ألف درهم.

وقال القطان: «تساهم المنصة في تخفيض كلفة تزويد الأطفال بالألعاب بشكل ملموس، حيث يتيح لهم استئجار لعبة تبلغ قيمتها المادية نحو 400 درهم فقط بقيمة 20 درهماً إماراتياً.. حتى يمكن أن تصل القيمة المترتبة لمصروف الألعاب على ولي الأمر نحو 2000 درهم خلال العام حال الالتزام بالطلب عبر التطبيق».

وبيّن أن الأطفال يطلبون في المتوسط مثلاً كتابين و3 إلى 4 ألعاب كل شهر، وقيمة كتاب الطفل اليوم تبلغ نحو 100 درهم، في حين تراوح قيمة الألعاب العادية التي يطلبها الأطفال من 200 إلى 600 درهم في المتوسط، أما عن طريق التطبيق، فيمكن لأولياء الأمور بحسب القطان، استئجار 4 كتب و4 ألعاب شهرياً بقيمة 2000 درهم في العام، تتيح له خلطة من الألعاب والكتب يتم إيصالها إلى المنزل كل أسبوعين على مدار 365 يوماً.

مميزات التطبيق

وأكد القطان أن أهم الميزات التي يستند عليها التطبيق هي الابتكار في إعادة تقديم الألعاب المستعملة بشكل يماثل الجديد منها، حيث يتم انتقاؤها بعد التأكد من أنها منتجات عالية الجودة، كما أنها توفر خيارات واسعة ومتعددة من الكتب والألعاب المنتقاة بعناية من علامات تجارية مرموقة حول العالم، ومنها «تشيكو» و«ليجو» و«نيرف» و«ليب فروج»، إضافةً إلى مئات الكتب التي تتضمن قصصاً محببة للأطفال من 40 دار نشر، ومنها سلسلة Diary of a Wimpy Kid و Dog Man وغيرها.

وبعد الاشتراك وتوصيل الألعاب المنتقاة من قبل الطفل إلى منزله، تمنح كل أسرة مدة أسبوعين لإعادة اللعبة واستبدالها بأخرى، وذلك من خلال التطبيق الذكي الذي يمكن تحميله في أي وقت على هواتف آيفون وأندرويد عبر كل من «أبل ستور» و«جوجل بلاي».

ويتم استقبال الألعاب والكتب المختلفة في مستودع خاص موجود في إمارة دبي، بحيث يتم استلامها والتأكد من أنها في حالة جيدة ويجري فيما بعد تعقيمها كافة بشكل احترافي وبأسلوبين مختلفين للتأكد من خلوها من أي أمراض أو جراثيم، وللحفاظ على السلامة العامة، وذلك باستخدام منظفات صديقة للبيئة وبالأشعة فوق البنفسجية.

تغليف مبتكر

وبعد تغليفها بشكل مبتكر في حقائب بلاستيكية مختلفة الأشكال والأحجام لتتناسب وشكل الألعاب على اختلافها، كما يوضع عليها قفل خاص على العبوات الخارجية قبل إرسالها للحفاظ على تعقيم المنتجات أثناء توصيلها إلى المنازل، كما ابتكرت المنصة طريقة خاصة ومميزة لدفع الاشتراكات المطلوبة، وذلك بشراء بالونات تمثل رمز العملة المستخدمة لاستئجار الكتب والألعاب عبر المنصة.

وأكد القطان أن الاستعانة بهذا التطبيق ونشر هذه الفكرة بشكل عام ستعمل على توفير المساحات في المنزل بسبب تراكم الألعاب غير المستخدمة في مكان واحد، إلى جانب مساهمتها إيجاباً في تعزيز مبدأ الشراكة وترسيخ معنى إعادة التدوير والاهتمام بالأشياء والممتلكات وحمايتها من التلف، ليصبح الأطفال أكثر حرصاً على الألعاب التي يتم استخدامها لمعرفتهم المسبقة أنها استعارة لفترة محدودة وعليهم إعادتها بعد انقضاء المدة المحددة.

تقليل هدر الأموال

وترسخ هذه التجربة استدامة الموارد وتقلل من هدر الأموال على شراء الألعاب، ما يتيح استثمارها بشكل أفضل في مناحي حياتية أخرى، الأمر الذي يقلص النفقات على الأسرة خاصة الأسر ذات الدخل المحدود، وفي الوقت ذاته يتيح للأطفال تجربة الاستمتاع بأكبر عدد ممكن من الألعاب المختلفة عالية المستوى والجودة.

وبيّن أن التجربة ناجحة في كل المقاييس بخفض إنتاج النفايات التي يتم تحويلها إلى المكبات ومناطق الردم، خاصة أن الألعاب غالباً ما تُصنع من مواد لا يمكن أن تتحلل بسهولة مثل البلاستيك وغيرها، لذا فتؤثر سلباً على البيئة في حال تم التخلص منها بكميات كبيرة، في حين يمكن أعادة تدويرها بين عدد لا محدود من الأطفال للانتقال من الأسلوب الاستهلاكي ألعاب تفاعلية إلى أسلوب مستدام وصديق للبيئة.

وقال القطان: «تتغير نفسية الأطفال وتتسع مداركهم بعد الاعتياد على نظام استئجار الألعاب.. حيث يترسخ لديهم مفهوم المشاركة في اللعب حين يعرفون أن اللعبة ليست ملكاً فردياً لهم، وبالتالي لا يمكنهم الاستهتار بها وإهمالها أو تكسيرها كما يفعل بعض الأطفال حين يشعرون بالملل من اللعبة ظناً منهم أنه من حقهم تخريبها بشكل من الأشكال».

وأردف بأن الأطفال بشكل عام يصبحون أكثر اهتماماً باختيار الألعاب التفاعلية والجماعية التي تتيح مشاركة أكثر من طفل واحد فيها، ويجعلهم ذلك يقضون أوقاتاً أطول في استخدامها عوضاً عن التسمر أمام شاشات التلفاز أو الأجهزة اللوحية الذكية، التي يمكن أن تحمل أفكاراً أو معتقدات سلبية لا يمكن للأهالي التحكم بها طوال الوقت.

ويعد أحد الأهداف الرئيسية لـToy Share هو التبرع بجزء من الألعاب والكتب الموجودة لتوزيعها على دور الأيتام ومراكز الأطفال من أصحاب الهمم ومستشفيات الأطفال، لتضاف إلى أهدافها قيم أخرى نبيلة تساهم في تقديم الدعم للمجتمع بكافة أطيافه.