الخميس - 09 مايو 2024
الخميس - 09 مايو 2024

«إنقاذ الإمارات».. فكرة تحولت إلى 300 متطوع يساعدون المحتاج

«إنقاذ الإمارات».. فكرة تحولت إلى 300 متطوع يساعدون المحتاج
«لو عرفتُ حينها لساعدتُه»، كان حديث النفس هذا هو الشرارة التي لمعت في ذهن علي الشمري، وهو يستمع في الإذاعة إلى قصة متصل علقت مركبته في الصحراء، ولم تفلح محاولاته لإخراجها، إلى أن اتصل بالشرطة وانتظر وصولها لسحب السيارة.

حديث النفس ذاك نما إلى فكرة، والفكرة تبلورت على أرض الواقع، ثم تطورت خلال فترة وجيزة، لتصبح فريقاً من مئات الشباب فاعلي الخير ومحبي التطوع، تجمعهم الرغبة بمد يد العون لمن علق في الرمال أو تعطلت سيارته على الطريق، دون انتظار جزاء أو شكر، محتسبين ذلك صدقة جارية عن روح مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

يضم فريق «إنقاذ الإمارات» الآن متطوعين من أصحاب الخبرة في قيادة المركبات الصحراوية والغواصين والطيارين الشراعيين، بعدما خضعوا لدورات تدريبية، ليقدموا كل أنواع الإنقاذ على مدار 24 ساعة، وفي مناطق الإمارات كافة.

وقال مؤسس الفريق وقائده علي الشمري، إن فكرة تأسيس «إنقاذ الإمارات» انطلقت عام 2018، إذ بدأ بعد سماعه ذلك الاتصال الإذاعي بجمع من لديهم هواية القيادة الصحراوية في مجموعة على «واتساب»، لمساعدة العالقين في الرمال، لتتطور المجموعة إلى تطبيق «إنقاذ الإمارات UAE Rescue» على الهواتف الذكية، ووصل عدد أعضاء الفريق حالياً لأكثر من 300 عضو نشط، من مختلف التخصصات، ما بين إنقاذ بري، وبحث وانتشال بحري، وبحث بالطيران الشراعي.

150 ورشة تدريبية

وأشار إلى أن جميع المنتسبين لديهم خبرة في القيادة الصحراوية، وتم تدريبهم على إجراءات السلامة والتأكد من جاهزيتهم وجاهزية معداتهم للإنقاذ، ومعرفة مستواهم في كافات الخدمات التي يهدف لها الفريق، من خلال 150 ورشة تدريبية تخرج منها أكثر من 1500 متدرب.

وأفاد بأن أغلبية البلاغات التي تصل إليهم من الذكور بحكم أن مرتادي المناطق الصحراوية هم من فئة الشباب، ويختلف المعدل اليومي بحسب الموسم وأيام الأسبوع، إذ يستقبلون في فصل الشتاء 120 إلى 150 بلاغاً يومياً، مبيناً أنهم تلقوا العام الماضي 13 ألفاً و962 بلاغاً.

وتابع أن تلبية النداءات متوفرة في جميع مناطق الدولة، بفضل انتشار أعضاء الفريق، كما أن فترة الاستجابة تختلف بناء على عدة عوامل، منها الوقت والمنطقة وصعوبة البلاغ ومدى احتياجه لخبرات أو كفاءات أعلى من المتوسط.

مسؤولية مجتمعية

ولفت إلى أن الخدمات التي يقدمها الفريق لا تقتصر على المساعدة في الصحراء فحسب، بل تمتد إلى العمليات النابعة من المسؤولية المجتمعية، من قبيل مساعدة السلطات في عمليات البحث عن مفقودين في الجبال والسيول، كما شارك الأعضاء في حملة التعقيم الوطني بشكل فعال بأكثر من 11500 ساعة تطوعية من 180 متطوعاً في 4 مدن، وأسهموا في تنظيف الشواطئ وقيعان البحار وتوزيع سلال الخير في رمضان.

تسهيل العمل الروتيني

وحول تطبيق الهواتف الذكية، أوضح المهندس عبدالرحمن حسون، مطور التطبيق، أنه لاحظ كثرة الأعباء على كادر الإشراف في الفريق، بسبب الأعمال الروتينية المتمثلة في استلام وتحويل البلاغات، والاحتفاظ بالأرشيف، ومتابعة الأعضاء، ليقدم فكرة إنشاء تطبيق يسهل عملية إرسال البلاغ واستلامه من المنقذين، بدون الحاجة لتدخل بشري، والاحتفاظ بأرشيف لكل العمليات التي تمت.

وقال إن الإطلاق الرسمي للتطبيق كان في أغسطس 2019، وخلال أكثر من عامين تجاوز عدد التحميلات 71 ألفاً، ويستفيد من التطبيق أكثر من 2500 مستخدم شهرياً، ما بين منقذ وطالب مساعدة، وهو التطبيق الأول من نوعه الذي ينتجه فريق بجهود متطوعين فيه.