الجمعة - 10 مايو 2024
الجمعة - 10 مايو 2024

%26 تفاوت أسعار حليب الأطفال بالإمارات.. المستهلك بحيرة وشركات تبرر

%26 تفاوت أسعار حليب الأطفال بالإمارات.. المستهلك بحيرة وشركات تبرر

تختلف أسعار حليب الأطفال من صيدلية إلى أخرى، وتعود بعض أسباب هذه الاختلافات إلى البائع أحياناً، كأن يعتقد بعضهم أنّ تقليل تسعيرة البيع عنوان جاذب لعدد كبير من الزبائن، بينما يرى البعض السبب الأكثر بروزاً هو اختلاف الكميات التي تسوّقها الصيدلية التي تتيح لها الحصول على كميات إضافية من المورّد.

وفي جولة ميدانية لـ«الرؤية» على بعض الصيدليات بدبي والشارقة وعجمان وأم القيوين، لوحظ التفاوت في أسعار علب الحليب من المنتج والوزن نفسه، إذ اختلفت الأسعار بمقدار وصل إلى 12 درهماً للعلبة، أي بنسبة تقارب الـ26%.

ويبلغ ثمن علبة «بيلاميل 3» وزن 800 غرام، التي تباع في الكثير من صيدليات دبي (باستثناء 3 صيدليات كبرى) بسعر 58 درهماً، على الرغم من أن السعر الموجود على العلبة من المصنّع أو المستورد ينص على 62 درهماً، وفي صيدليات الشارقة وصل سعر العلبة ذاتها إلى نحو 56 درهماً، لكن بعض الصيدليات الكبرى تبيعها بسعر يراوح بين 47 - 48 درهماً، إلا أن صيدليات صغيرة في إمارة أم القيوين، تبيعها بمبالغ تراوح بين 46 درهماً و48 درهماً، وهو سعر الصيدليات الكبرى نفسه.

أما حليب «سيميلاك نيوشر» 370 غراماً، فيباع في بعض الصيدليات بسعر 34 درهماً، وصيدليات أخرى تبيع نفس العلبة مقابل 37.5 درهم.

ولم يتسنَ لـ«الرؤية» الحصول على رد من وزارة الصحة ووقاية المجتمع بشأن الموضوع

مستهلكون يستغربون

وقال الشاب طارق إبراهيم، الذي يسكن في إمارة دبي، إنّ لديه طفل عمره 3 سنوات، وكان يستخدم نوعاً معيناً من الحليب، كان يصل سعر العلبة 400 غرام إلى 38 درهماً، واستمر على هذا الحال لفترة 6 أشهر، وعند ذهابه إلى أم القيوين في زيارة، اضطر إلى شراء حليب لابنه، فوجد أن العلبة سعة 800 غرام تباع بـ46 درهماً، فكانت مفاجأة، مشيراً إلى أنّه لم يعرف سبب اختلاف الأسعار بين دبي وأم القيوين، متسائلاً «هل بسبب اختلاف المكان أو القدرة الشرائية للمستهلك من مكان إلى آخر»؟

وذكرت منار عفّت، التي تسكُن في إمارة الشارقة ولديها طفلان، أنّها كانت تستخدم حليب «بيلاميل 3»، وكانت تشتري هذا الحليب من صيدلية بجوار المنزل، وكان سعرها 58 - 62 درهماً، وبالفعل كان مكتوباً على العلبة السعر 62 درهماً، وكانت تتخيّل أن الصيدلي يمنحها خصماً درهمين.

وأشارت إلى أنّها اشترت هذا المنتج من صيدلية كبرى في الشارقة، وتفاجأت بأنّ سعر العلبة 48 درهماً فتخيّلت أنّ هذا عرض، مثل أي عرض ترويجي على أسعار المنتجات، لكن بعد مرور شهر عادت للصيدلية نفسها ووجدت سعر العلبة كما هو دون أي تغيير، وهو 48 درهماً.

لا تلاعب في الأسعار

وأفاد مدير العلامة التجارية بشركة «نيوكانتري» للعناية الصحية أحمد علام، بعدم وجود أي تلاعب في الأسعار بخصوص حليب الأطفال من صيدلية إلى أخرى، مبيناً أن الثمن المكتوب على العلبة هو كلفة الإنتاج مضافاً إليه هامش الربح الذي لا يتجاوز 16%، وهذا السعر يكون معتمداً من الجهات المختصة، لكن يرجع التفاوت إلى اختلاف الصيدلية، فهناك بعض الصيدليات تمنح للمتعامل خصماً بين 5 و10%.

وأكد أنّ هناك بعض الصيدليات الكبرى تبيع الحليب بنفس سعر الشراء، ولا تريد أن تربح، خاصة أنّ الحليب لا يوجد به ربح كبير مثل باقي الأدوية حتى تجذب إليها المتعاملين.

نظام خاص للموردين

وأشار أحمد علي، من شركة كابيرتا الشرق الأوسط، إلى أنّ سعر الحليب تحديداً يتفاوت بين الصيدليات لوجود نظام خاص لشركات مورّدي الحليب، فمن يأخذ كمية كبيرة من الحليب يعطى كمية إضافية، ما يسهل على البائع بيع الحليب بالسعر الذي يراه مناسباً، كما أن سعر الحليب يكون مثبتاً ومسعراً، لكنّ كل صيدلية أو منفذ بيع له حرية عمل خصومات أو تحفيضات للمتعاملين، لكن تخفيضات معقولة، وهذا يصب في صالح المستهلك وليس العكس.

وتابع: «أما بخصوص اختلاف سعر حليب الماعز المخصص للأطفال، فهو يعود إلى أن كلفة إنتاج حليب الماعز تكون أعلى، بعكس حليب الأبقار، كما أنّ حليب الماعز يستخدم للأطفال الذين يتحسسون من حليب الأبقار، لذلك نجد ارتفاعاً في سعر حليب الماعز عن الأبقار، لكن ليس بنسبة كبيرة كما يتوقع البعض، ويعتبر حليب الماعز خفيفاً على معدة الطفل الرضيع؛ لذلك يفضل وصفه من قبل بعض الأطباء إلى الأطفال».

من جهته، أبان صيدلي رفض ذكر اسمه أن سبب اختلاف الأسعار يرجع إلى اختلاف سعر المورد من وقت لآخر، مشيراً إلى أن الشركات الكبرى الموردة للحليب قد تأخذ كميات كبيرة «بالجملة» وتحصل على خصم أو عرض خاص مقابل تلك الكمية، الأمر الذي تكون نتيجته اختلاف السعر عن الصيدليات الصغيرة عند البيع «بالتجزئة».

وزاد بالقول: «لو أن الشركة الأم لم تعطِ خصماً أو كميات مجانية لبعض الصيدليات لما وجدنا الاختلاف في السعر».