الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

مستهلكون: 40% زيادة الإنفاق في رمضان.. وخبراء يوضحون الأسباب

مستهلكون: 40% زيادة الإنفاق في رمضان.. وخبراء يوضحون الأسباب

أرشيفية.

يشهد إنفاق الأسر في رمضان ارتفاعاً مقارنة بغيره من الشهور، لما يكثر فيه من طقوسٍ وعاداتٍ، حيث يزيد شراء السلع الغذائية، ويكثر تبادل الزيارات العائلية، والإفطار الجماعي، والمشاوير المسائية، ما يجعل الأسر تفقد السيطرة على الميزانية.

وأكد مستهلكون لـ«الرؤية»، أنّهم يتأهبون لشهر الصيام قبله بنحو شهرين على الأقل، برصد مبالغ إضافية تقارب 40% عن الميزانية الطبيعية، ترقباً لتجمع الأهل والأحباب على مائدة الإفطار، مشيرين أن الرصيد الإضافي يذهب في معظمه للعروض والخصومات المطروحة على السلع الغذائية والأجواء الرمضانية، من شراء الزينة والفوانيس، احتفالاً بالشهر المبارك، في حين بيّن اختصاصيون اقتصاديون ونفسيون أن المتسوقين ينجذبون للعروض والتخفيضات التي يشهدها الشهر، لكنهم يشترون بكميات تتجاوز حاجتهم الفعلية منها.

كثرة العروض الجاذبة

وقال المستهلك محمود سليم، إنّ المسألة تتعلق بخصوصية الشهر الكريم، لأنّه الشهر الوحيد في العام الذي تكثر فيه الاستضافات وتبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء، كما أن عروض الإفطار والسحور المقدمة من المطاعم والكافيهات تكون جاذبة للأسر، ما يجعل الناس يستعدون لميزانية شهر رمضان قبل حلوله بنحو شهرين، لأن الميزانية تزداد بواقع 40-50% أو أكثر.

وأضاف: في هذا الشهر تكثر العروض على السلع والمواد الغذائية، ويرتفع منسوب الشراء كثيراً عن الطبيعي، لذلك لا يمكن لأي أحدٍ أن يضبط النفقات ويرشّدها.

وأوضح سالم صالح، أنّ الميزانية الأسرية في شهر رمضان تكون مختلفة عن باقي شهور العام من حيث الاستعداد لشراء زينة رمضان والفوانيس للأطفال، فضلاً عن شراء مستلزمات رمضان في ظل العروض الكبيرة المقدمة من جميع سلاسل الهايبر ماركت، إضافة إلى المناسبات الاجتماعية والسهرات العائلية وغيرها من الدواعي وهي كثيرة في مثل هذا الوقت، ما يدفع أرباب الأسر إلى مضاعفة مخصصات الإنفاق عن الشهور العادية، مشيراً إلى أنّ هذا ليس إسرافاً لكنه احتفال بالشهر الكريم، يضاف إليه الاستعداد لعيد الفطر في نهاية الشهر، من خلال شراء الملابس الجديدة للأطفال والتأهب للعيديات.



رمضان كريم

وأشار محمد حمدان، إلى أنّ الشخص لا يستطيع في شهر رمضان أن يكبح نفسه عن المصاريف؛ لأنّ جميع الناس يحبون في هذا الشهر أن يجتمع جميع أفراد الأسرة على مائدة واحدة، وأن يرى على المائدة شتى أنواع الأطعمة وأصناف الحلويات التي يختص بها شهر الصيام، لذلك لا يستطيع وضع ميزانية معينة وإنّما تكون ميزانية مفتوحة خاصة مع الأشياء التي تميز شهر رمضان مثل الخيم الرمضانية التي تستقطب الصائمين، وسهرات السحور الليلية التي لا بد أنّ تقوم بها الأسر حتى ولو لبضعة أيام في الشهر، إضافة إلى اجتماعات الأهل والأصدقاء على موائد الإفطار، سواء داخل المنزل أو خارجه.

وأضاف: تلك العوامل تضطرنا لشد الأحزمة ورفع الميزانية في هذا الشهر حتى 60% عن باقي الشهور، لكنني أؤمن بمقولة «رمضان كريم».

وقال إسلام عبدالله، مهما حاولت ضبط الميزانية فلن تستطيع، بسبب كثرة الطلبات خلال الشهر، من بدايته إلى نهايته، من مصاريف المأكل والمشرب التي لا بد أن تكون موجودة على مائدة الطعام.

ضرورة التخطيط

وأوضح الخبير الاقتصادي حسني خضير، أنّ معدلات إنفاق الأسر في هذا الشهر يتخطى الميزانية بنسبة 40% عن الشهور العادية، لذلك يجب على رب الأسرة تحديد النفقات، وهو أمر في غاية الأهمية قد يغفله الأهالي، الذين ينفقون دون حدود أو تخطيط، مشيراً إلى أنّ السبب في ذلك أنّ أغلبية الناس تقع فريسة لعروض الشراء بكميات كبيرة في شهر رمضان، ويجب الحذر إن كان الشراء بالبطاقات الائتمانية.

وأكد أنّ الكثير من الأشخاص يندفعون لشراء هذه السلع بمجرد رؤية سوبر ماركت يقدم خصومات عليها، خصوصاً أنّ الإنفاق على الطعام يكون بنحو 30% من ميزانية الأسر رغم إعدادهم لكميات كبيرة من الطعام قد تفيض عن حاجة الأسرة الفعلية، لذلك يجب مراعاة هذا الشأن أثناء الشراء أو التحضير لمائدة الإفطار، وذلك لأنّ الناس في النهاية تشتري في أحيان كثيرة ما لا تحتاج وبكميات كبيرة، ثم في النهاية تضطر إلى التخلص من نصف المنتجات بعد فسادها أو تعفنها.

عادات وتقاليد

وذكر الخبير النفسي ناصر الريامي، أنّ أسباب زيادة ميزانية الأسر في رمضان تدخل ضمن الثقافة والعادات والتقاليد الخاصة بالشعوب العربية، ومنها الولائم العائلية، وأنّه لا بد أنّ تحتوي موائد الأطعمة على جميع أنواع أصنام المأكولات، كما تقوم بعض الأسر في تجهيز مأكولات وتوزيعها كهدايا على جيرانها من الأسر، فهذا يؤدي لزيادة الميزانية، مشيراً إلى أن الناس تكون نفسياً متأهبة ومستعدة للعروض الرمضانية التي تكون في الشهر الكريم، ما يجعل الشخص متحفزاً للشراء أكثر من أي شهر آخر.

وأوضحت الاستشارية النفسية والأسرية الدكتورة أمل السويدي، أنّ عروض رمضان تكون جاذبة للمستهلكين حتى وإن كانت ستؤثر على ميزانية الأسرة بمقدار 20-30%؛ لأن الكثير من الناس يفكرون في شراء ما يلزمهم من هذه العروض حتى انقضاء شهر رمضان، واستخدام هذه المنتجات لما بعد رمضان بشهر، فمقدار الزيادة التي ينفقونها في رمضان، سيقومون بتعويضها بعد انتهاء شهر رمضان.