الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

رائدة الأعمال الإماراتية «أم سهيل»: الإيمان بمجال وفكرة المشروع أساس النجاح

رائدة الأعمال الإماراتية «أم سهيل»: الإيمان بمجال وفكرة المشروع أساس النجاح

مشروع «فواح وخنين».

كانت رائدة الأعمال «أم سهيل» قبل 4 سنوات تفكر في الدخول إلى عالم الأعمال من خلال افتتاح مشروع تجاري، وبعد تفكير وبحث طويلين انتهت إلى الدخول إلى مجال العطور والبخور عبر مشروع «فواح وخنين»، ويعني هذا الاسم -بحسب كلامها- أن كلمة «فواح» هي الرائحة الفائحة، و«خنين» معناها في اللهجة المحلية »العطر الحلو المعتق».

تقول رائدة الأعمال الإماراتية إن دخولها إلى مجال البخور والعطور جاء نتيجة موقف حدث لها أثناء بحثها عن فكرة مشروع اقتصادي، موضحة أنّها في أحد أيام هذه الفترة، وصلت إليها رسالة عن طريق الخطأ، كان فحواها عن تنظيم دورة في مجال البخور والعطور، فقررت وقتها أن تلتحق بهذه الدورة، وبالفعل سجّلت اسمها فيها، مضيفة أن عاملاً آخر ساهم في اكتمال فكرتها وإنجاز مشروعها، ألا وهو تشجيع الأهل والأصدقاء ودعمهم لها.

وذكرت «أم سهيل» أنّها التحقت بهذه الدورة، وكانت بخوراً وبعدها بنحو عامٍ واحد التحقت بدورة جديدة في مجال العطور، وتعلمت البخور والعطور، مشيرة إلى أنّها بدأت تتعلم هذا المجال من خلال الالتحاق بدورات تأهيلية أخرى، ولكن كانت هذه المرة «أونلاين» في نفس المجال حتى تتعلم كل شيء عن البخور والعطور، خصوصاً أنّ هذه الفكرة لقيت لديها ترحيباً وإقبالاً على تنفيذها.

وأكدت ابنة إمارة الشارقة أن المشروع هو المستقبل، وأساس النجاح يكمن في إيمان صاحب العمل والقائمين عليه بالمشروع وانجذابه إلى مجاله، وذلك قبل أن يكون المشروع جاذباً للسوق.




الخلطة السرية سبب النجاح

أشارت «أم سهيل» إلى أنّها بدأت في تحدي مع نفسها، وذلك عن طريق تنفيذ بعض النماذج التي أعجبتنها في العطور، حتى لو أخذ ذلك منها الكثير من الوقت، سواء انتهت تجربة العطور في شهر أو سنة، موضحة أنّها عندما تمكّنت من المجال اتخذت الخطوة التالية وهي افتتاح المشروع، لتبدأ في تنفيذه من خلال اللبان المعطّر و«اللوشن» وتوفيره بروائح المسك، والخلطة السحرية الخاصة بها، والتي لا تكون متاحة في أي مكانٍ آخر، وهي عبارة عن مخملٍ يكون على اليد.

وتابعت أنّها عملت على تقديم منتجها بروائح مختلفة، تعمل على ترطيب الجسم وتنعيمه، وتحتوى على الفيتامينات، مشيرة إلى أنّ هذه الخلطة أخذت منها نحو عامين حتى تكون على مستوى عالٍ، إلى أن أصبحت هذه الخلطة السحرية مطلباً لجميع زبائن المحل، فكل عطرٍ موجود في محلها له قصة خاصة، وإحساس معين كانت تعيشه عند صناعته.

وذكرت رائدة الأعمال، أنّ البخور والعطور يتمتعان بمكانةٍ عاليةٍ عند الإماراتيين الذين يحبون العطور ويستمتعون بها، إلى جانب أنها صناعة تحتوي على الكثير من الفن والابتكار، فبين الحين والآخر يجدون عطراً جديداً على الساحة، مما يجعلها واحدة من الصناعات المتجددة، ويكون العمل فيها غير مملٍ.

رأس مال المشروع

وعن رأس المال الذي بدأت بها مشروعها، تقول »أم سهيل»، إنّها بدأت مشروعها برأس مالٍ بسيط جداً، إذ بدأت تشارك في المعارض المنتشرة في ربوع الدولة، مشيرة إلى أنّها شاركت في معارض حققت فيها أرباحاً كثيرة، وكان في المقابل المشاركة في معارض لم تحقق فيها أرباح، مضيفة أنّها لم تحزن بسبب عدم تحقيق أي أرباح مالية، ولكن المكسب الحقيقي كان زيادة التحدي، لأنّ أي مشروع في بدايته قد يتعرض للخسارة، وخاصة أنّ هناك أشخاصاً كانوا يشككون في نجاحها، وأكدوا لها أنّها ستخسر ومشروعها لن ينجح.



طموح مستقبلي

وأكدت رائدة الأعمال أم سهيل، أنّها وجدت من أهلها وأصدقائها التشجيع على الاستمرار في المشروع، وأنّها ستحقق نجاحاً كبيراً، فاستمرت في مجالها هذا حتى حققت نجاحاً غير متوقعٍ، موضحةً أنّها تقوم بكل أعمال المشروع حتى تقلل تكاليف المشروع من عمالة وغيرها، مشيرة إلى أنّها تطمح مستقبلا أن تفتح مكاناً لمشروعها في «دبي مول».

واستكملت: «بسبب اهتمام المواطنين بالتراث الإماراتي وأبناء دول الخليج والبلدان العربية جعلتهم يحبون العطور، وهذا شيء من التراث، إلا أنّه ما زال يعيش معنا حتى هذه اللحظة، فكل الجنسيات لديها إقبال على البخور، وكل بلد لها طريقة في استخدام البخور».

أسعار العطور

وعن الفئات الأكثر طلباً لمنتجاتها، قالت إنّ فئة الشباب هي الأكثر إقبالاً على شراء العطور والكريمات، أمّا البخور فإلى جانب سكان الإمارات.. هناك إقبال عالٍ من العرب، الذين يحتفظون بالبخور في بيوتهم؛ لأنّها تشع فيها رائحة طيبة.

وكشفت أنّ أسعار العطور والبخور تراوح بين 150 و200 درهم، وهناك عطور بأسعار 50 درهماً، و60 درهماً، وعطور بـ100 درهم، مؤكدة أنها تقدم تخفيضات هائلة في المعارض على العطور والبخور.

وبينت أنّها تستخدم منصّات التواصل الاجتماعي، في تسويق منتجاتها لأنّها تُعتبر أسرع وسيلة الآن في عملية التسويق، وبالفعل نجحت الفكرة، وتمكنت من تسويق منتجاتها وتحقيق أرباح عبر توصيل المنتح إلى العميل في أي مكان بالدولة، خصوصاً أنّها متعاقدة مع شركة توصيل.



زمن كورونا

وأشارت صاحبة مشروع «فواح وخنين» إلى أنّه مع بدء جائحة كورونا، شهد مشروعها انخفاض كبير في الإيرادات تجاوزت 70%، إلا أنّه في 2021 وبداية العام الحالي بدأت الأرباح تعود مرة أخرى، لكنها لم تكن كما كانت عليه من قبل لأنّها تأثرت بسبب انتشار الجائحة.

وتضيف أنّها تشارك حالياً في الأسواق التراثية الموجودة في أيام الشارقة التراثية؛ لعرض منتجاتها المختلفة، مقدمة خصومات تتراوح ما بين 20-50% للجمهور داخل المهرجان، مشيرة إلى أنّ هذه المشاركات تكون محفزةً لها، وتشجّعها على التوسع، ومعرفة آراء زوار المعارض حول المنتجات، خصوصاً أن منتجاتها تحتاج بالفعل إلى أن يعرفها الناس بعيداً عن منصّات التواصل الاجتماعي، وذلك لأنّ مجال العطور والبخور يحتاج إلى أن يعرفه الشخص قبل الشراء، فلا بد أن يعرف رائحة العطر ونوع البخور.

صناعة أصيلة

وذكرت أنّ الشخص قد يكون مقرراً شراء شيء معين من العطور، لكن عند تجربته لأنواع عطور أخرى، يجد نفسه يشتري أكثر من نوعٍ وبكمية قد تكون كبيرة، مشيرة إلى أنّ هذا يتحقق في المعارض والمهرجانات، وأكدت «أم سهيل»: «صناعة العطور متأصلة في الإمارات.. وتمثل إرثاً تتميز به.. فهناك غيرها كثيرات عاملات في المجال نفسه، ويبقى لكل منهن ذوقها ولمساتها الخاصة وجودتها وأسعارها».

وتشير إلى أنّ مجال العطور من المجالات المهمة التي تؤثر على الحالة النفسية والمزاجية للأفراد، خصوصاً أن للروائح والبخور سحراً خاصاً، فيمنح الكثير من الناس الطاقة الإيجابية، ويكون علاجاً لبعض المشكلات والضغوط النفسية، بالإضافة إلى أنّه يساعد في التخلص من الضغوط اليومية، والطاقة السلبية الموجودة داخل الشخص.

نصائح للشباب

وقدّمت رائدة الأعمال أم سهيل، مجموعة من النصائح إلى الشباب المقبلين على افتتاح مشاريع خاصة، إذ نصحت الشباب وشجّعتهم على المغامرة، والدخول في أي مشروع اقتصادي، وألا يعتمدوا على الراتب فقط؛ وذلك لأنّ المشروع هو المستقبل للشباب، مؤكدة أنّه على الشباب ألا يخافوا من الأعمال الاقتصادية وألا يخشوا الفشل.

وتابعت أنّ الشباب يستطيعون استغلال منصّات التواصل الاجتماعي في تسويق المنتجات، لأنّ هناك أفكاراً كثيرة للمشاريع الاقتصادية، كما أنّهم يستطيعون الحصول على دوراتٍ تدريبيه في أي مجال يفضلونه، مشيرة إلى أنّها في الوقت الراهن تعمل جاهدة على الحصول على دورة تدريبية في مجال الشموع حتى تكون إضافة جديدة لمشروعها، كما تتطلع إلى عمل شموع بطريقة مختلفة وجديدة.