الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

شرطة الشارقة: طلبة المدارس هدف مروجي المخدرات

شرطة الشارقة: طلبة المدارس هدف مروجي المخدرات

shutterstock_1115167922

كشفت إدارة مكافحة المخدرات في شرطة الشارقة أن طلبة المرحلتين الإعدادية والثانوية في المدارس هي الفئة الرئيسة المستهدفة من قبل مروجي وتجار المخدرات، بحسب ما رصدته في هذا النوع من الضبطيات.

وذكر مدير الإدارة المقدم ماجد العسم أن الإدارة تبذل جهداً متواصلاً لتقليل العرض والطلب على المخدرات عبر توليها تجفيف منابعها وضبط المروجين والتجار سواء داخل الدولة أو عند منافذها الحدودية والعمل على توعية أفراد المجتمع حول الأضرار الناتجة عن تعاطي وإدمان المواد المخدرة وكيفية الوقاية من الانجراف إلى عالم الإدمان.

كريستال


ووفقاً للعسم، فإن أكثر الأنواع المخدرة انتشاراً بين طلبة المدارس هي «المخدرات المُصنعة»، وتنتشر بين المراهقين وتحديداً طلاب المدارس المتوسطة والثانوية.


وحول طرق بيعها، ذكر أن تلك المخدرات تروج عبر أحد الطلبة أو تباع في محال بقالة أو متاجر صغيرة قريبة من المدارس، إضافة إلى مادة «الكريستال» وهي بودرة بيضاء شفافة، وأيضاً المؤثرات العقلية الأخرى مثل الصمغ (الغراء) وأنواع من الحبوب المخدرة مثل الكبتاغون وليريكا وترامادول.

وقال العسم «سجلت الإدارة إنجازاً ملحوظاً في زيادة عدد ضبطيات المخدرات خلال العام 2017، بواقع 767 قضية، مسجلة نسبة زيادة على العام السابق الذي بلغ 712 قضية»، مبيناً أن الكميات المضبوطة من العقاقير المخدرة بلغت 9.5 ملايين حبة العام الماضي، إضافة إلى 400 كيلوغرام من المخدرات، تزيد قيمتها السوقية على 515 مليون درهم.

نسوار وصمغ

وأشار ولي الأمر (غ، ك) بحسب أبنائه الثلاثة الذين يدرسون في إحدى المدارس الحكومية إلى انتشار مادة النسوار المحظورة بين الطلبة في الفصول الدراسية عبر بيعها من أحد الطلبة في أكياس صغيرة، إلى جانب مواد أخرى يتم تداولها بين الطلبة مثل الصمغ الذي يشترونه من المحال التجارية ويستخدمونه كمادة مخدرة أيضاً.

وأوضح أن تداول هذه المواد يتم بسرية تامة بين الطلبة دون علم إدارة المدرسة أو يشترونه من الآسيويين في محال الحلاقة والسوبر ماركت القريبة من المدارس، وغالباً ما تحدث مثل هذه السلوكيات في مدارس البنين أكثر من مدارس البنات.

من جهتها قالت (أم سلطان) وهي ولية أمر لطالب في الصف الحادي عشر بمدرسة حكومية إن المتداول حالياً عبر «الجروبات» الخاصة بالأمهات على تطبيق «واتساب» انتشار مواد مخدرة بين طلبة المدارس يتم ترويجها بواسطة مجموعة منهم تتولى إقناع أحد الطلبة خصوصاً متوسطي المستوى الدراسي بتجربة حبوب تساعده على التركيز أثناء المذاكرة ما يضمن له تحصيل درجات أعلى.

وأشارت إلى أن المجموعة المروجة من الطلاب يختارون ضحاياهم بشكل منفرد لضمان تأثير إقناعهم بتجربة المادة المخدرة المقدمة لهم، كما تعمل محال البقالات القريبة من المدارس على بيع حبوب مخدرة للطلبة بعد التأكد من أنهم من طرف أشخاص يعرفونهم وفق كلمة سر متفق عليها بين البائع الآسيوي والمتعاطي الذي يرغب في الشراء.

سرية تامة

ونوه مدير إدارة مكافحة المخدرات في شرطة الشارقة المقدم ماجد العسم إلى المادة 43 من قانون مكافحة المخدرات التي تنص على أنه لا تقام الدعوى الجزائية على متعاطي المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية إذا تقدم المتعاطي من تلقاء نفسه أو زوجه أو أحد أقاربه حتى الدرجة الثانية إلى وحدة علاج الإدمان أو النيابة العامة أو الشرطة، ويودع في الوحدة إلى أن تقرر إخراجه، مؤكداً أنه يتم التعامل مع القضايا بسرية تامة وبعد إعادة تأهيله ودمجه في المجتمع يبقى ملفه الجنائي خالياً من إدراج أي شبهة جنائية.

مصادفة

من جانبه قال استشاري وخبير الطب النفسي وعلاج الإدمان بشرطة الشارقة الدكتور عصام سماحة «تسهم عوامل عدة في تعاطي الصغار للمخدرات والإدمان عليها، منها عوامل وراثية وأيضاً عوامل نفسية كميل البعض لاستخدام الأدوية إلى جانب أن لديهم حب التجربة بدافع الفضول».

وتابع «يعتبر سيادة المفاهيم الخاطئة أهم العناصر المؤدية لإدمان المخدرات إذ يؤمن البعض أنها ترفع مستوى تركيز طلبة المدارس والجامعات»، مشيراً إلى أن معظم المتعاطين دخلوا عالم المخدرات بالمصادفة.

وأضاف سماحة «التأثير الفاعل للمخدرات يختلف من مادة لأخرى وظهرت أنواع مختلفة من هذه المواد آخرها الكريستال بما يحويه من مواد فاعلة فيه أهمها (الأم فيتامين) الذي كان يستخدم طبياً في حالات النوم القهري وفق وصفة طبية قائمة على أساس دراسة الحالة الصحية، وكذلك في حالات إفراط الحركة لدى الأطفال».

أعراض ظاهرة

وحدد استشاري وخبير الطب النفسي أعراضاً معينة تظهر على المدمن، إذ يصبح انطوائياً ومنسحباً من محيطه الأسري والمجتمعي وكذلك يصبح عدوانياً وسريع العصبية، وتظهر عليه علامات صحية مثل احمرار العينين وشحوب الوجه ونقصان الوزن.