الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

والدة روضة لـ «الرؤية»: قلبي يحترق من أجل ابنتي .. وأطالب بحبس الجرّاح

والدة روضة لـ «الرؤية»: قلبي يحترق من أجل ابنتي .. وأطالب بحبس الجرّاح
طالبت نوال محمد، والدة الشابة «روضة المعيني» التي أصيبت بتلف في خلايا المخ إثر توقف قلبها لمدة 7 دقائق أثناء إجراء جراحة تصحيح انحراف بالحاجز الأنفي في أحد المراكز الطبية الخاصة، بحبس الطبيب الجراح لحين الانتهاء من التحقيقات لأنه المسؤول عن العملية والاتفاق كان معه وحده لا طبيب التخدير، لافتة إلى أن حياتهم توقفت بعد هذه الأزمة، وأن الأمل تجدد بعد موافقة ديوان ولي عهد أبوظبي على التكفل بعلاجها في الخارج.

وقالت في حوار مع «الرؤية»، «أشعر بالألم كل يوم على ما حدث لابنتي، حالمة بسماع صوتها مرة أخرى». وتالياً نص الحوار:

* أين وصلت حالة «روضة» الصحية؟


لا جديد، ما زالت في غيبوبة كاملة، لا تتحرك ولا ترى ولا تنطق، منذ قرابة شهر وهي على هذه الحال، الأيام تمر وقلبي يزداد احتراقاً على ابنتي، والطبيب المخطئ الذي أجرى الجراحة يجلس في بيته غير مهتم بالمصيبة التي أحدثها في حياتنا .. يفطر على مائدته، ونحن نفطر على كرسي في المستشفى، حتى هيئة الصحة في دبي لم تبلغنا بعد بنتيجة التحقيقات مع هؤلاء الأطباء.


* كيف تسير حياتكم الآن؟

نحن نعيش في الشارقة، والمستشفى الذي توجد به ابنتي في أبوظبي، حياتنا توقفت، ووالد روضة حصل على إجازة من العمل، وشقيقتها التي تليها في الجامعة لا تذهب للامتحانات التي تجري هذه الأيام، وشقيقتها في الثانوية العامة لم تعد تذهب للمدرسة، والابن الأصغر في المرحلة الابتدائية يقضي معظم الوقت معنا في المستشفى، إلى جانب أن أهل زوجي يأتون يومياً قبل الإفطار ثم يغادرون في الواحدة صباحاً، ولا أقدر على مغادرة ابنتي في أي وقت، حيث أعيش على كرسي مجاور لسريرها.

* حدثينا عن «روضة» قبل الأزمة.

ابنتي تبلغ من العمر 23 عاماً، تخرجت من قسم التقنيات الحيوية بكلية العلوم في جامعة الشارقة، وسافرت للدراسة لفترة في بريطانيا، ثم عادت للعمل في حكومة الشارقة، وبالتزامن مع عملها، تدرس الماجستير في تخصص إدارة المستشفيات، هي الثانية بين أشقائها، كانت وردة تفوح بالعطر في أرجاء المنزل، والآن لا تعي ما حولها على فراش المرض.

* ما الذي دفعكم لإجراء العملية؟

روضة كانت تعاني من انحراف في الحاجز الأنفي يسبب لها زكاماً طوال الوقت، وحساسية في الجيوب الأنفية، فذهبنا لإحدى العيادات الشهيرة في منطقة جميرا بدبي، تخصص أنف وأذن وحنجرة، وقررنا إجراء عملية جراحية، وحددنا مع الطبيب يوم 23 أبريل الماضي موعداً لإجراء الجراحة، وكان من المفترض والمتفق عليه أن تتم العملية في العيادة نفسها، أو في أحد المراكز الطبية الكبرى التي تضاهيها في الرقي والاهتمام، إلا أننا فوجئنا بالطبيب يرسل رسالة قبل العملية بيوم ويخبرنا بأن مكان العملية في مركز «ميد فيرست» في ديرة، وذهبنا في المكان والموعد المحدد بعد إجراء فحوصات وأشعة تثبت سلامة ابنتي صحياً وأنها جاهزة للعملية، واتفقنا مع الطبيب على أن تكلفة العملية 50 ألف درهم بخلاف الأدوية والفحوصات الطبية، وأخبرني الجراح بأن العملية مدتها ساعة وسنغادر المستشفى، كان هناك طابوراً من الشابات اللواتي أتين لإجراء عمليات مماثلة أثناء دخول ابنتي للجراحة في العاشرة صباحاً، ولم تغادر حتى الخامسة مساء، وعرفنا أن خطأ طبياً قد وقع، وأن «روضة» أصيبت بمشكلات في المخ إثر توقف عضلة القلب.

* وماذا قال لكم الجراح؟

انهرت ولم أستطع الحديث معه في وقتها، وسمعته يردد طوال الوقت «ننقلها مستشفى آخر، لأنها تعبت شوي»، عملية استغرقت 7 ساعات بينما كان من المفترض أن تستغرق ساعة واحدة، ما يؤكد أنهم دمروا ابنتي، وأن الخطأ كان كبيراً وحاولوا إصلاحه بأخطاء أكبر منه، فكان من المفترض نقلها لمستشفى بأسرع وقت ممكن ليتدخل أطباء القلب والمخ والأعصاب، ولكنه قال في التحقيقات إن إصابة «روضة» بسكتة دماغية جاءت بسبب توقف عضلة القلب، نتج عن خطأ طبيب التخدير، وحاول تبرير الجريمة التي ارتكبها في حق ابنتي، ولكني أحمّله المسؤولية كاملة، فلا علاقة لي بطبيب تخدير أو غيره، نحن اتفقنا مع هذا الطبيب وهو المسؤول عن كل شيء في العملية.

* هل تواصل معكم الأطباء المسؤولون عن هذه الأزمة؟

أرسلوا لنا إحدى السيدات لتعرض علينا تعويضاً مادياً، وهو أمر لم نقبله، ونطالب بتطبيق أقسى العقوبات القانونية على هذا الجراح، وأطالب الجهات القضائية بحبسه لحين الانتهاء من التحقيقات في هذه القضية، إذ لا يكفي سحب جواز سفره ومنعه من السفر وإيقافه عن العمل، وفي النهاية هو في بيته ونحن نعيش بنار مشتعلة في صدورنا، ونحن رأينا طبيب التخدير يخرج من غرفة العمليات لشرب الشاي أثناء إجراء العملية وخلال انتظارنا في الاستراحة.

* هل أبلغكم المستشفى عن الموعد المحتمل لإفاقة «روضة»؟

أسألهم يومياً ولا يوجد لديهم موعد محدد، الكل يقول «ادعوا لها»، لكنهم أخبروني بأنها بعد الإفاقة ستحتاج لتأهيل كامل يشمل الأعصاب والمخ والقلب والنظر والسمع، الأطباء أخبروني بأن كل وظائف أجهزة الجسم الحيوية لديها تضررت بشكل كبير نتيجة توقف القلب لمدة 7 دقائق، أحلم بسماع صوت ابنتي مرة أخرى، حتى الآهات التي كانت تصدرها في أيام مرضها الأولى انقطعت.

* ماذا عن فرص علاجها بالخارج؟

علمنا بأن هناك أملاً لوجود علاج لها بالخارج، وأرسلنا طلباً لديوان ولي عهد أبوظبي، وتم الرد علينا بالموافقة على تحمل نفقات رحلة العلاج كلها في كوريا الجنوبية أو الولايات المتحدة الأمريكية، وحالياً يتم التنسيق لعملية السفر بعد أن يتم الاتفاق مع المستشفى في أمريكا، ولا تتخيل فرحتنا وسط كسرة قلوبنا بالموافقة على طلبنا، ونشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على وقفته معنا ومنحنا الأمل، وهذا ليس بغريب عليه فهو الذي يقف دائماً مع أبناء وطنه في الشدائد.