السبت - 27 يوليو 2024
السبت - 27 يوليو 2024

مخالفون يروجون لأرصدة هاتفية مسروقة بحيلة «الجوائز الوهمية»

مخالفون يروجون لأرصدة هاتفية مسروقة بحيلة «الجوائز الوهمية»
شكا سكان في الشارقة تزايد ظاهرة عرض بيع الرصيد الهاتفي على المارة والركاب، من قبل أشخاص من جنسيات آسيوية، في مناطق مختلفة بالإمارة، مقابل أسعار رخيصة جداً، الأمر الذي يرجح سرقتهم لتلك الأرصدة، ما يجعل وجودهم في تلك المناطق خطراً على قاطنيها، لا سيما وأن تجمعاتهم تستمر حتى ساعات متأخرة من الليل.

وبحسب شرطة الشارقة، فإن باعة الرصيد على الطرقات، من المخالفين أو معتادي الإجرام، كما أن أكثر الفئات تعاملاً معهم هم المراهقون والعمال الذين يطلبون تحويل عشرة أو خمسة دراهم أو حتى أقل من ذلك لهواتفهم النقالة.

وأكدت شرطة الشارقة أن حملات التفتيش أسفرت خلال ثلاثة أشهر عن ضبط 37 شخصاً من جنسيات آسيوية مختلفة يبيعون أرصدة للمارة، كما كشفت عن أفعال إجرامية ترافق تلك التجارة كسرقة الرصيد عبر النصب الهاتفي والجوائز والمشاريع والصفقات التجارية الوهمية، أو الابتزاز الإلكتروني.


وأوضح رأي قانوني، أن هذا النشاط التجاري غير المرخص مصدره النصب والاحتيال الهاتفي للاستيلاء على أموال الغير بدون وجه حق، وهي جريمة يعاقب عليها القانون بالحبس والغرامة.


رصيد بقيمة منخفضة

وقالت مروى سالم إنها لاحظت وجود أشخاص من جنسيات آسيوية يجوبون الشوارع في بعض المناطق مثل الرولة والقاسمية لبيع أرصدة بقيم مختلفة تبدأ من درهم واحد وتنتهي بألف درهم.

وأشارت إلى وجود أكثر من شخص في المكان الواحد، ويعرضون خدماتهم على المارة وأصحاب المركبات وبالقيمة التي يرغبون فيها، وأكثر من يستقطبونهم فئة العمال الآسيويين الذين يشترون الرصيد بقيمة منخفضة، لا سيما خلال ساعات المساء، لعدم قدرتهم على شراء بطاقة كاملة،

وأوضحت أن تجمعات الباعة تشوه المنظر الحضاري للمدينة وتعرقل حركة سير المركبات، كما أن وجودهم يعد خطراً على قاطني المناطق التي يوجدون فيها، لا سيما وأن تجمعاتهم تستمر حتى ساعات متأخرة من الليل.

مراهقون وعمال

وأكد علي سلمان أن البائعين يحرصون على الوجود أمام المحال التجارية في المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة.

وقال إن مجموعات الباعة هذه تتغير مواقعها باستمرار، ويزاولون نشاطهم خلال ساعات المساء أو الأوقات التي لا تتواجد فيها دوريات الشرطة في المكان، وفي معظم الأوقات يختفون عن الأنظار عند مرور الدوريات ثم يعاودون نشاطهم من جديد بعد مغادرتها المكان.

نصب هاتفي

من جانبها، أكدت شرطة الشارقة أنها تنظم حملات أمنية شاملة ومستمرة في مناطق الإمارة المختلفة، وأسفرت هذه الحملات عن ضبط مجموعة كبيرة من الأشخاص يزاولون نشاطاً تجارياً غير مرخص مثل بيع أرصدة هواتف نقالة عبر التحويل.

وأوضحت أن حملات التفتيش والضبط كشفت أن هؤلاء الباعة يمارسون أعمالاً إجرامية ويتحصلون على الأرصدة عبر طرق النصب الهاتفي، كما أنهم مخالفون لشروط وقانون الإقامة داخل الدولة.

وقالت إنه يتم التحقيق مع كل من يقبض عليه لعرض أو بيع الرصيد على المارة في الشوارع والميادين دون ترخيص بذلك، ويتم تحويل المخالف منهم للجهات المختصة التي تحكم بمعاقبتهم وتسفيرهم إذا ثبتت مخالفتهم.

أصحاب سوابق

وطالبت شرطة الشارقة أفراد الجمهور بالإبلاغ عن مواقع وجود الباعة المتجولين، وبائعي الأرصدة، والتعاون مع الشرطة في ضبطهم، خصوصاً وأن البعض منهم قد يكون من أصحاب السوابق أو مطلوب لدى الجهات الأمنية على ذمة قضايا مختلفة.

جائزة كبرى

وفي قضية نظرتها محكمة جنح الشارقة تمكن شخص آسيوي الجنسية من الاستيلاء على رصيد هاتفي بقيمة 3800 درهم من امرأة خليجية، بالحيلة.

واتصل المحتال بالمرأة وأوهمها بأنها فازت بجائزة كبرى مقدارها مليون درهم، وتمكن من إقناع المجني عليها بمصداقية فوزها بالجائزة وأعطاها معلومات حقيقية عنها تتعلق باسمها الرباعي وتاريخ ميلادها ومكان سكنها.

وطلب المحتال من المجني عليها أن تحول له رصيداً على هاتفه النقال بقيمة 1800 درهم ليتمكن من دفع الرسوم المتعلقة بفتح حساب لها بالدولار حتى يتم تحويل مبلغ الجائزة عليه، فاستجابت لطلبه وحولت المبلغ المطلوب.

وأشارت تحقيقات النيابة العامة إلى أن المتهم، وبعد مرور ثلاثة أيام، اتصل مرة ثانية وطلب مرة أخرى تحويل رصيد آخر بقيمة 2000 درهم حتى يستكمل إجراءات تسليمها مبلغ الجائزة، وحين وجدها مترددة ظل يقنعها ويلح عليها في الأمر.

واعترف المتهم بما أسند إليه من تهم، موضحاً بأنه يتصل عشوائياً بأرقام هواتف ويخبر أصحابها بأنهم فازوا بجائزة كبرى، وأنه يبيع الرصيد المتحصل عليه عبر الاحتيال لأرقام هواتف أخرى.