اقترب عام 2020 من نهايته، وهذا العام أطلق عليه المستثمرون في أسواق العملات وأسواق المعادن الثمينة، أنه عام الذهب، أي عام حقق فيه حائزو المعدن الأصفر مكاسب كبيرة، وهنا نتساءل كم يربح ملاك الذهب هذا العام، وكيف تطورت أرباحهم منذ اليوم الأول من يناير 2020، حتى هذه اللحظة.
ملاك الذهب اكتنزوا المعدن الأصفر في اليوم الأول من 2020 على سعر منخفض نسبياً عند مقارنته بسعر هذا الشهر، فما بين يناير وديسمبر هذا العام، تطورت أسعار الذهب لتسجل مستويات غير مسبوقة، حيث استيقظ ملاك المعدن النفيس على ارتفاع كبير بلغت نسبته قرابة 1.7% ليبدأ الذهب عام 2020 بسعر 1475 دولاراً للأونصة، وقتها كان سبب ارتفاع الذهب هو ضعف الدولار والحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وبعض الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط.
لكن لم يكن أحد يتوقع أن تكون وتيرة صعود الذهب بمستويات عالية وغير مسبوقة هذا العام، وكان بطل ارتفاع الذهب والسبب الرئيسي لهذا الصعود التاريخي للمعدن الأصفر، هو أزمة فيروس كورونا الذي اجتاح العالم إضافة إلي بعض التوترات في منطقة الشرق الأوسط، ليواصل المعدن الأصفر صعوده لأرقام قياسية لم يشهدها المعدن النفيس في تاريخه، ليكسر أعلى نقاطه التاريخية المحققة قبل 9 أعوام من الآن.
حائزو المعدن النفيس أنفسهم لم يتوقعوا أن تكسر أونصة الذهب أكبر نقطة مقاومة تاريخية «وهي أعلى نقطة سعرية سجلها الذهب» وكانت في سبتمبر 2011 وسجل الذهب وقتها 1920 دولاراً تقريباً، ليسجل الذهب تاريخاً جديداً لتسعير أونصة الذهب التي تزن 31.10 غرام، لترتفع إلى 2070 دولاراً خلال أغسطس 2020، ليبدأ الذهب تستطير تاريخ جديد في نقاط المقاومة، وهي الأعلى له على مر التاريخ.
ورغم أن الذهب نزل من هذه النقطة، إلا أن القاعدة المعروفة في أسواق المعادن الثمينة، أن الذهب إذا صعد لنقطة مرتفعة ونزل عنها سيعود لها في المستقبل حتى ولو بعد حين، وهذا ما حدث فعلياً خلال هذا العام، بعد أن كسر الذهب نقطة المقاومة الكبيرة والمسجلة في عام 2011.
نرجع للسؤال الرئيسي في هذا الموضوع، وهو كم يربح ملاك الذهب خلال عام 2020؟ وهنا لا بد أن نقارن بين سعر الذهب يوم 1 يناير 2020 والنقطة السعرية المسجلة الآن في الأسواق العالمية، سنجد أن الذهب سجل 1475 دولاراً لسعر الأونصة، وهو السعر العالمي، والذي تتحرك على إثره أسعار الذهب في كافة البلدان العربية، وسعر الذهب اليوم 17 ديسمبر 2020 والتي سجلت 1850 دولاراً.
وهنا سنجد أن ملاك الذهب ربحوا في كل أونصة ذهب بحوزتهم 375 دولاراً بنسبة ربح بلغت 25.4%، وهنا يمكن قياس نسب الربح لدى حائزي المعدن الأصفر في الدول العربية، عبر قياس سعر الذهب مطلع العام على سعر الذهب الآن، وغالباً سيكون مكسبهم لا يقل عن 20% بأي حال من الأحوال.
وهذه المكاسب التي تصل إلى 25% للذهب تتخطى أي أرباح حققها ملاك الأسهم أو الشهادات هذا العام، وذلك في ظل اضطراب كبير شهدتها الأسواق العالمية، مع الأخذ في الاعتبار أن أسهم شركات التكنولوجيا المالية والدفع الفوري سجلت أرباحاً قريبة ومماثلة من أرباح الذهب، خاصة في السوق المصري وفي التداولات بالبورصة.
لا نعرف كيف سينهي الذهب هذا العام، لكن التوقعات تشير إلى إمكانية استمرار الارتفاع والصعود المسجل للذهب، في ظل عودة الإغلاق مجدداً لدول أمريكا وألمانيا وهولندا وإنجلترا، لمواجهة الموجة الثانية من فيروس كورونا، وهذا من شأنه التأثير على شهية المستثمرين فيما تبقى من العام، وحتى إن تراجع الذهب بالثلث الأخير من ديسمبر الجاري، إلا أن ملاك المعدن الأصفر لن يتعرضوا للخسارة، في حالة كونهم اشتروا الذهب مطلع هذا العام أو في نهاية 2019.