السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

ما معنى الكساد الاقتصادي؟

ما معنى الكساد الاقتصادي؟

الكساد الاقتصادي

في عام 1929 ضرب الكساد الولايات المتحدة الأمريكية والعالم، في أزمة اقتصادية غير مسبوقة سمُيت في الأدبيات الاقتصادية والتاريخية بأزمة «الكساد الكبير» أو «Great Depression».

بدأ الكساد مع انهيار وول ستريت ومؤشر «داو جونز» في أكتوبر من عام 1929. ليبدأ منذ ذلك العام انهيار في أسواق المال، ثم ارتفاع معدلات البطالة إلى نسب كبيرة غير مسبوقة، ثم انكماش وهبوط الإيرادات الزراعية، وضياع فرص تحقيق أي نمو اقتصادي قد يكون ممكناً، حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية.

اختلفت الأسباب بشأن بداية الأزمة وتنوعت تلك الأسباب بين ارتفاع مديونية المستهلك ووجود أسواق سيئة التنظيم سمحت بقروض مفرطة في التفاؤل من قبل المصارف والمستثمرين، والافتقار لصناعات جديدة قادرة على تحقيق نسب نمو كبيرة.

ووصل الأمر إلى أسوأ أحواله في شتاء عام 1932، ثم تلتها 4 سنين من النمو حتى خلف الكساد أعداداً غير مسبوقة من البطالة والفقر.

اقرأ أيضاً..

الاقتصاد العالمي 2021 يمضي بعنوان «لا يزال التعافي جارياً»

ما هو الكساد؟

رغم أن اللغة العربية عرفت الكساد بأنه حدوث ركود في الأعمال والتجارة، إلا أن الاقتصاديين يفرقون بين الكساد من ناحية وبين الركود من ناحية أخرى، فالكساد يعني بالنسبة إليهم تراجعاً وانكماشاً في النشاط الاقتصادي يحدث لفترات زمنية طويلة قد تبدأ بستة أشهر وقد تصل إلى عشرات السنوات.

كما أنه وبحسب دليل «هارفرد بيزنيس ريفيو» فإن الكساد لا بد أن يصاحبه انخفاض في قيمة الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة في معدلات البطالة وانخفاض في قيمة العملة الوطنية، في نفس الوقت ينخفض الطلب على شراء أنواع السلع المختلفة إلى مستويات قياسية، بينما يظل ثابتاً فيما يتعلق بالغذاء.

ويرجع الاقتصاديون ذلك التراجع في الطلب، إلى انعدام أو شبه انعدام للقدرة الشرائية للمستهلكين نتيجة تأثر دخولهم النقدية إما بسبب فقد وظيفة أو الخوف من بيع أي ممتلكات لغياب الثقة في الاقتصاد على المدى الزمني القصير.

الكساد والركود.. وظيفة جارك ووظيفتك أنت

في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 1980، وصف رونالد ريجان المنافس في السباق إلى البيت الأبيض، الانكماش الاقتصادي الذي عانته البلاد في ذلك الوقت بأنه «كساد». لكن منافسه الرئيس جيمي كارتر، قال إن ريجان لم يستخدم الوصف الأدق للتعبير عن الوضع.

ريجان رد بعده بسخرية: «حسناً إذا كان ما يريده كارتر هو التعريف الدقيق للمصطلح، سأعطيه واحداً وأقول إن الركود هو عندما يفقد جارك وظيفته أما الكساد فهو عندما تفقد أنت وظيفتك، بينما الانتعاش هو عندما يفقد كارتر وظيفته في البيت الأبيض».

الكساد.. ركود طويل الأجل

وبحسب كتاب "الكساد الكبير والصفقة الجديدة" من تأليف إريك راشواي، فإن الكساد الذي ضرب الولايات المتحدة في الربع الأول من القرن العشرين كان مقدمة لفترة طويلة من الركود الاقتصادي، الذي لا بيع فيه ولا شراء.

يقول راشواي في كتابه إنه لا يوجد تعريف موحد للركود أو الكساد، مضيفاً أن هناك اعتقاداً معاصراً مفاده أن الكساد هو مجرد ركود حاد طويل الأجل.

وبحسب المصدر نفسه، فإن الوضع الاقتصادي يعتبر ركوداً إذا انخفض فيه الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بأكثر من 10% أو ينكمش خلاله الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لمدة قد تصل إلى ثلاث أو أربع سنوات.

وبحسب اقتصاديين، فإن الكساد عبارة عن كارثة اقتصادية حادة ينخفض خلالها الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة لا تقل عن 10%. وهو أشد كثيراً عن الركود، وتمتد آثاره لسنوات، وهو في الحقيقة يكون بمثابة الكابوس بالنسبة للأعمال التجارية والمصرفية وأنشطة التصنيع.

وكما حدث في الحالة الأمريكية عام 1929، يحدث الكساد عندما تجتمع عدة عوامل مع بعضها البعض في نفس الوقت. هذه العوامل تشمل الإفراط في الإنتاج وانخفاض الطلب، وهو ما يخلق حالة من الخوف يعززها ويوسع رقعتها ذعر المستثمرين والشركات.

كما تؤدي التخمة في المعروض والخوف الذي يعانيه المستثمرون إلى تراجع الإنفاق لدى الشركات بشكل حاد، ليبدأ الاقتصاد في التباطؤ وترتفع البطالة وتقل الأجور وتتآكل القوة الشرائية للمستهلكين.

الكساد.. نماذج تاريخية

وتاريخياً يمكن اعتبار انخفاض الناتج المحلي الإجمالي في إندونيسيا عام 1998 بنسبة 18%، وتراجع الناتج المحلي الإجمالي لتايلاند بنسبة 15% خلال العامين المنتهيين في الربع الأول من عام 1998 أو ما يعرف بأزمة النمور الآسيوية أحد أنواع الكساد.

كذلك ما حدث في ماليزيا عندما انخفض ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة 11% في عام 1998، وفنلندا التي انكمش اقتصادها بنسبة 10.6% في الفترة ما بين عامي 1990 و1993.