الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

كيف نعرف أن الطفل مصاب بالتوحد؟

كيف نعرف أن الطفل مصاب بالتوحد؟

الطفل مصاب بالتوحد

كيف نعرف أن الطفل مصاب بالتوحد؟ هو سؤال متداول على ألسنة الكثير من الآباء والأمهات، الذين يلاحظون اختلاف طفلهم عن الآخرين وتجنبه اللعب معهم، ومن خلال موضوعنا اليوم نحاول توفير أكبر قدر من المعلومات عن طيف التوحد وأعراضه، وما هي طرق التعامل الصحيحة مع الطفل المتوحد.

ما هو اضطراب طيف التوحد؟

يعتقد البعض أن التوحد يعني نوعاً من التخلف العقلي، ولا يدركون أن هناك من لديهم هذا الاضطراب ويوصفون بقدرٍ عالٍ من الذكاء، مقارنةً بغيرهم من الأطفال الأسوياء، لذا يجب أن نعلم أنه إذا كان الطفل مصاباً بالتوحد، فهو مختلف عن غيره ليس أكثر، ويمكن تعريف طيف التوحد بأنه اضطراب عصبي متطور يلازم الشخص طوال حياته، ولفظ التوحد يعني عدم قدرة الشخص على التفاعل الاجتماعي أو التواصل اللفظي وغير اللفظي، وينعكس هذا الاضطراب على أنشطة الفرد وأنماطه السلوكية غير المعتادة، ولكنه في النهاية يختلف من حيث الشدة والأعراض من شخص لآخر.

اقرأ أيضاً: ما هي أعراض فقر الدم عند الأطفال وكيفية علاجها؟

هل المتوحد لديه إعاقة ذهنية؟

هناك الكثير من أطفال التوحد لديهم مواهب ومهارات تفوق الأطفال الأسوياء، وقد أظهر العديد منهم تقدماً ملحوظاً في بعض المجالات، وخاصةً تلك المرتبطة بالابتكار، حيث ينفصل عن المجتمع ولا ينشغل بما يشغل الآخرين، ليجد متسعاً من الوقت لديه للإبداع، لذا يمكننا اعتبار الطفل المصاب بالتوحد مختلفاً عن غيره في طريقة التعامل والتصرف في المواقف وأيضاً في طريقة التعلم، ليس أكثر.

كيف نعرف أن الطفل مصاب بالتوحد؟

نتعرف هنا على أعراض التوحد التي من خلالها يتعرف الوالدان على طبيعة الطفل، وهل الطفل مصاب بالتوحد بالفعل أم لا؟ ويمكن سرد الأعراض في عدة نقاط مهمة تحتاج لملاحظة الأبوين عن قرب، وهي:

  • وجود مشكلة لدى الطفل في التواصل اللفظي مع الآخرين.
  • لا يرغب الطفل في تغيير أنشطته اليومية ويميل إلى التكرار.
  • لا يبدي انفعالاً يناسب المواقف التي يتعرض لها.
  • لا يهتم بما يشير له غيره من أشياء (مثل الطائرة التي تحلق في السماء وغيرها).
  • الرغبة في الانفراد بالذات، وتجنب التواصل بالعين.
  • لديهم مشكلة في التعبير عن مشاعرهم أو فهم مشاعر الآخرين.
  • لا ينتبهون للحديث مع الغير، في حين قد ينتبهون لأشياء لا يركز فيها غيرهم، مثل صوت طائر أو غير ذلك.
  • قد يُظهر الطفل المتوحد اهتماماً بمن حوله، لكنه لا يتمكن من التواصل معهم بالطريقة الصحيحة.
  • من أعراض التوحد أن يكرر الطفل كلمة أو عبارة سمعها في وقتٍ سابق، في غير موضعها في الموقف الحالي.
  • لا يجيدون التعبير عن متطلباتهم، واحتياجاتهم بالكلام أو الحركة الملائمة.
  • ترتيب كل شيء من حوله، ومن الصعب تغيير روتينه الحياتي.
  • يمكن التعرف على كون الطفل مصاباً بالتوحد، عندما تصدر عنه ردود أفعال غير مناسبة في مواقف معينة.

أسباب الإصابة بالتوحد

لم يُشر الطب النفسي إلى أسباب إصابة الطفل بهذا الاضطراب في النمو العقلي، والمعروف بطيف التوحد، ولكن أرجع بعض الأطباء الأسباب إلى عدة عوامل من شأنها زيادة فرص جعل الطفل مصاباً بالتوحد، ومنها:

  • الجينات الوراثية؛ حيث تزداد نسبة إصابة الطفل المولود في عائلة بها شخص متوحد.
  • إذا ولد الطفل بوزن أقل من الطبيعي.
  • تعرض الأم لتسمم الحمل أو مشكلات أخرى.
  • الطفل المولود لأبوين أكبر سناً يكون عُرضة للاضطرابات العقلية أكثر من غيره.
  • إذا كان الطفل مصاباً بضمور في العضلات وهو واحد من الأمراض الوراثية.
  • تعرضه لعدوى فيروسية يزيد من فرص الإصابة بالتوحد أيضاً.
  • قد يكون الطفل مصاباً بالتوحد بسبب تعرضه لنقص الأكسجين خلال الولادة.

طريقة تشخيص التوحد

لا يوجد اختبارات طبية يمكن عن طريقها تشخيص ما إذا كان الطفل مصاباً بالتوحد أم لا، مثل اختبارات الدم، لذا يكون التشخيص عن طريق ملاحظة السلوك وتطوره تجاه المواقف المختلفة التي يُعرض الطبيب الطفل لها، ومن المحتمل أن تظهر أعراض التوحد على الطفل منذ بلوغه عاماً ونصف العام فقط أو أقل، ورغم ذلك لا يمكن اعتبار تشخيص طيف التوحد نهائياً إلا بعد أن يكبر الطفل، مما يعني تأخر الدعم الذي يحصل عليه الطفل المتوحد.

طرق علاج الطفل المصاب بالتوحد

رغم عدم وجود علاج في الوقت الحالي لاضطراب طيف التوحد، إلا أن التدخل المبكر يساهم بشكلٍ كبير في تحسين حالة طفل، والدعم الذي يحصل عليه من الأسرة له دور كبير في تقدم النمو العقلي لدى الطفل، وإذا ما تم التعرف على كون الطفل مصاباً بالتوحد منذ الأشهر الأولى، فإن العلاج المبكر يحسن من قدرته على المشي والحديث والتفاعل مع الآخرين، لذلك حاول متابعة الطفل منذ بداياته والتواصل مع الطبيب المختص إذا ما لاحظت علامات غير طبيعية على نمو الطفل في الشهور الأولى وحتى عمر 3 سنوات.

اقرأ أيضاً: باحثون يجيبون: هل يوفر ارتداء قناعين مستويات حماية عالية ضد كورونا؟

كيف تتعامل مع الطفل المتوحد؟

هناك بعض الأمور التي يجب القيام بها من أجل المساهمة في تحسن حالة الطفل، وهناك أيضاً بعض النواهي التي يجب أخذها في الاعتبار حتى لا تضر بطفلك المتوحد، تعرف عليها معنا:

افعل

  • تعامل مع الطفل بلغة بسيطة خالية من التعقيد.
  • استخدم اسمه أثناء التحدث معه للفت انتباهه إليك.
  • التحدث ببطء مع الطفل.
  • امنحه وقتاً إضافياً كي يفهم حديثك.
  • تابع مع مختص لدعمك ببعض نصائح التعامل مع الطفل.

لا تفعل

  • لا تتحدث معه في وجود صخب من حولكما.
  • لا تلقِ عليه أسئلة معقدة.
  • لا تتحدث معه بسرعة وتتوقع أن يفهم ما ترمي إليه.
  • لا تلقِ على مسامعه كلمات تحمل أكثر من معنى.

كيفية التعامل مع مشكلات النوم لدى طفل التوحد

من المحتمل أن تتعرف على أن الطفل مصاب بالتوحد من خلال ظهور أعراض اضطرابات النوم عليه، حيث يستيقظ مرات متكررة في الليلة الواحدة، بسبب القلق أو الحساسية للضوء أو عدم توازن هرمون الميلاتونين في الجسم، ورغم أن تلك الأعراض قد تظهر على الطفل غير المتوحد، إلا أنها تشيع بين الأطفال المصابين بطيف التوحد، ويمكن التعامل معها كالآتي:

اقرأ أيضاً: 52% نسبة الإصابة بالسرطان بسبب هذه العادة!

  • إلزام الطفل بروتين نومي، وتحديد ساعة الذهاب إلى السرير وساعة الاستيقاظ.
  • توفير أجواء هادئة ومظلمة مع التأكد من عدم وجود صخب بغرفة النوم.
  • إذا كانت سدادات الأذن تساعدهم في نوم أكثر هدوءاً، يمكن السماح لهم بها.

دور الوالدين في تطوير سلوك الطفل المتوحد

يمكنك الحصول على نصائح للتعامل مع طفلك المتوحد من خلال حضور منتديات أو مؤتمرات متخصصة، بجانب التحدث مع معلم المدرسة التي التحق بها الطفل، والتعرف منه على سلوكيات الطفل مع أقرانه وطلب المساعدة منه، وليس من المفترض أن تمارس ضغوطاً على طفلك من أجل تعلم مهارة التواصل والتفاعل المجتمعي؛ حتى لا تأتي بنتائج أكثر سلبية.

متى يمكن التحدث مع الطفل عن التوحد؟

قد يكون واحداً من طرق العلاج أن تتحدث مع الطفل المصاب بالتوحد عن طبيعة حالته، وهناك من الآباء من ينتظرون الطفل حين يكبر ليكون أكثر تفهماً لحالته، في حين يتحدث البعض إلى أطفالهم على الفور عند التأكد من الحالة، على كل حال ليس هناك وقت مناسب وآخر غير مناسب، ولكن من المفيد القيام بذلك:

  • عندما تجد الطفل في حالة من الاسترخاء والهدوء يمكنك التحدث إليه.
  • لا يجب أن يكون حوله ما يلهيه عن الاستماع لك أثناء حديثك عن حالته.
  • ادعم الطفل نفسياً واشرح له بأن هذا ليس مرضاً ولكنه نوع من الاختلاف؛ فقد تكون بعض الأشياء لديه أصعب من الآخرين ولكنك سوف تساعده للقيام بها.
  • اشرح له أن لديه ملكات ومواهب أكثر من غيره، وسوف تعمل معه على تنميتها.
  • اصطحب طفلك إلى مجموعات دعم تضم أطفالاً متوحدين.