الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

هل تجوز قراءة القرآن من الجوال؟

هل تجوز قراءة القرآن من الجوال؟

هل يجوز قراءة القران من الجوال

مع بداية شهر رمضان المبارك وكثرة التقرب من الله عن طريق أداء العبادات وقراءة القرآن، يتساءل البعض: هل تجوز قراءة القرآن من الجوال أو أي جهاز إلكتروني آخر وضع فيه القرآن الكريم سواء كان كتابةً أو مسجلاً، كما يتساءل البعض الآخر حول ما إذا كانت قراءة القرآن من الجوال لها نفس درجة الثواب أم لا، حيث تبين للفقهاء أن الأمر يختلف بحسب الفرد نفسه، فإذا كانت درجة الخشوع والتدبر أثناء قراءة الفرد من الجوال هي نفسها إذا كانت قراءة الفرد من المصحف، فلا ينقص من أجره شيء بإذن الله تعالى، وذلك لأن الأمور تأخذ بمقاصدها، والإدراك هنا بحضور القلب.

ومن خلال السطور التالية سوف نتعرف على حكم القراءة من الجوال في الصلاة وفي خارج الصلاة.

هل تجوز قراءة القرآن من الجوال في الصلاة؟

للفقهاء في هذه المسألة قولان رئيسيان:

أولاً: قول الجمهور

يرى جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة أن تجوز قراءة القرآن في الصلاة من الجوال، إلا أنها تكره في الفرض دون النفل، وذكر في مجموع النووي: «لو قرأ القرآن من المصحف لم تبطل صلاته سواء كان يحفظه أم لا، بل يجب عليه ذلك إذا لم يحفظ الفاتحة..».

ومما يدل على صحة قول الجمهور عدم وجود أي دليل يقضي ببطلان الصلاة بالقراءة من المصحف، أضف إلى ذلك أنه جاء عن عائشة –رضي الله عنها- أنه كان يؤمّها عبد لها وهو يقرأ من مصحف بين يديه.

والدليل على كراهة ذلك أثناء صلوات الفرائض، لأن ذلك من صور الانشغال عن الصلاة بحمل المصحف، كما أن الأمر بالفريضة يكون مضيّقاً أكثر من النافلة، فضلاً عن أن النفل يُغتفر فيه ما يُغتفر في الفرائض.

ثانياً: قول الحنفية

يرى عدم الحنفية عدم جواز القراءة من المصحف مطلقاً أثناء الصلاة وتبطل الصلاة بذلك، واستدلوا على صحة قولهم بأن حمل المصحف ووضعه وتقليب صفحاته يتطلب حركات كثيرة ومتوالية الأمر الذي يبطل الصلاة، إلا أنه في حالة التقليب اليسير من الجوال الذي لا يتطلب سوى حركة الإصبع، فهذا غير مبطل للصلاة بالاتفاق.

هل تجوز قراءة القرآن من الجوال خارج الصلاة؟

مما لا شك فيه أن قراءة القرآن الكريم من المصحف أو من الجوال أمر جائز شرعي، بل هي إحدى العبادات المطلوبة والتي يؤجر عليها فاعلها.

هذا وقد ذكر العلماء أن قراءة القرآن الكريم من المصحف أفضل من قراءتها حفظاً عن ظهر قلب، وذلك لأن النظر في المصحف في حد ذاتها عبادة مطلوبة تجمع بين القراءة والنظر وفيه تعظيم وهيبة في قلب الإنسان الأمر الذي قد لا يتواجد في الجوال.

ولا يستدل من ذلك على أن قراءة القرآن من الهاتف أقل في الثواب من المصحف، حيث إن القراءة من الجوال لا تختلف عن القراءة من المصحف ولها نفس درجة الثواب، قال تعالى «ورتل القرآن ترتيلاً».

حكم قراءة القرآن الكريم من الجوال بدون طهارة

اتفق جمهور الفقهاء الأربعة على اشتراط الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر عند مس المصحف، واشتراط الطهارة من الحدث الأكبر فقط دون الأصغر عند قراءة القرآن.

وبالنسبة لقراءة القرآن من الجوال أو عبر الأجهزة الإلكترونية الأخرى التي يظهر على شاشتها الآيات القرآنية، فهي لا تأخذ حكم القرآن نظراً اختلاف طبيعية الحروف المرسومة فهي عبر الجوال مجرد إشارات إلكترونية وذبذبات.

بناء عليه، تجوز قراءة القرآن الكريم من الجوال أو جهاز إلكتروني ولو كان ذلك بدون طهارة من الحدث الأصغر.