السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

دبي تفتح أبواب «إكسبو 2020».. في أمسية مبهرة للعالم

أبهرت دبي العالم مساء الخميس بافتتاح إكسبو 2020 دبي،من خلال احتفالية فنية استمدت إلهامها من شعار الحدث «تواصل العقول وصنع المستقبل»، حيث تم خلال الحفل استعراض الأجنحة الرئيسية الفرص، التنقل، الاستدامة.

وخلال الأمسية جسد المشاركون عروضهم على منصة ساحة الوصل التي يصل نطاقها إلى 360 درجة وتضم منطقة أداء تبلغ 16 متراً. كما تتوزع منصات فرعية منتشرة في أرجاء حديقة الوصل للجمهور، الذي شاهد العرض عن قرب. سواعد إماراتية وعقول محلية وعالمية من أبناء الوطن ومن الخارج وصل عددهم إلى 910 مؤدين شاركوا في حفل الافتتاح من 64 دولة، شكلوا التعايش في دولة الإمارات العربية المتحدة، جمعهم حبها على التفوه بعبارات وطنية أسرت القلوب وجيشت مشاعر الحب والحماس لدى الحضور.

بدأ الحفل بالنشيد الوطني الذي قدمه الفنان الشاب راشد النعيمي. مردداً عيشي بلادي وسط هتاف الجمهور الذي تفاعل وغنى معه كلمات الحب والامتنان لهذا الوطن الحبيب. بمرافقة رفع علم دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي قام برفعه أفراد من شرطة دبي، فمشاعر الحب تجلت في تلك اللحظة في عيون العالم الذي احتفل مع الإمارات عبر الشاشات فاشتعلت السماء بمجموعة من الألعاب النارية التي احتفلت بهذه المناسبة الوطنية العظيمة. وعلى أنغام حب الوطن أبهج النجم الإماراتي حسين الجسمي سفير إكسبو 2020. تغنى برائعة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه اللهـ مؤسس الدولة «حي بالشهامة».



ومن ثم جاء وقت سرد الحكاية التي أخذت أنظار العالم عبر الشاشات والجمهور إلى قديم الزمان فنرى الكثبان الرملية المتموجة في قلب الصحراء، ونسمع صوتاً يخبرنا بأن هذه أرض ساروق الحديد. ويا لجمال المؤثرات البصرية والإضاءة التي لعبت دوراً في أخذ العالم إلى ذلك الرجل الإماراتي الحكيم الذي جسده الفنان الإماراتي «حبيب غلوم»، الذي بدأ بالسير في مسار متعرج يحاول الوصول إلى الكثبان الرملية، فهو الماضي الذي يمثل تاريخ الإمارات وقد انتظر هذه اللحظة لعصور طويلة.


وفي هذه الأثناء نرى طفلة إماراتية بثوبها المخور وتاجها الذهبي الأصيل تحمل المستقبل بين يديها وتجسد روح الوصل. يكمل الحكيم كلامه وترى الفتاة ضوءاً خافتاً، تلحقه ويوصلها لذلك الحكيم الذي قال أفكاره بصوت عالٍ لتسمعها الطفلة الصغيرة أسفل الكثبان وفور وصولها يهديها خاتم «الساروق». فهو مسؤوليتها في إيصال رسالة الحكيم ذلك الخاتم الذي أعطاها طاقة، جعلتها تظهر هالة ضوئية خلابة بالواقع المعزز حول الفتاة الصغيرة، التي تتحرك في جميع أنحاء المكان وينتقل معها الضوء الذي يربط بين قلوب الناس وعقولها.

وصول المشاركين في إكسبو 2020 تجسد في لوحة فنية أبطالها أعلام أوطانهم وعددهم 209. يدخل حاملو الأعلام في مقدمتهم علم دولة الإمارات العربية المتحدة وعلم إكسبو. ويبدأ فنان العرب محمد عبده في الغناء باللغة العربية مقطعاً من أغنية جون لجند If You Out There، لتستكمل المغنية أنجليك كيدجو الأغنية بالإنجليزي والفرنسية، فما هي إلا البداية التي أبهرت الحضور والعالم، إذ امتلأ المسرح بالأعلام المشاركة التي عرضت بشكل يشبه تفتح الزهور وسط الصحراء. وفي السماء أضاءت الألعاب النارية سماء إكسبو بكل الألوان والأشكال لتكون جزءاً من العرض الفنتازي للحدث.

باللغتين العربية والإنجليزية تغنى سفير إكسبو 2020 نجم الإمارات حسين الجسمي أغنية «هذا وقتنا» بمشاركة ميسا قرعة والماس، في أداء مذهل بمرافقة سمفونية فتيات Firdaus. مزجت الأغنية بين النغمة المحلية بحنجرة الجسمي الإماراتية، ممزوجة بأيفاع النوتات الموسيقية الغربية للنجمتين.



لم تنتهِ الحكاية فتلك القبة المصممة بشكل هندسي بديع للغاية. أخذت العالم إلى بداعة ضوئية بصرية تحولت إلى أنماط هندسية، جسدت مهارات الفكر والتصميم التي تليق بمثل هذا الحدث. إذ اخترق الضوء الزجاج، ليكشف عن الروعة الكاملة لساحة الوصل، التي وقفت فيها الطفلة الإماراتية منبهرة بما تراه. ومن ثم تختفي مرة أخرى عن الأنظار.

النجمة الإماراتية أحلام أبهرت العالم بروعة صوتها وأدائها على مسرح ساحة الوصل. إذ قدمت أغنية «في دبي» وتقول كلماتها: في دبي أهلاً وسهلاً من هنا المستقبل أفضل يد بيد نبدأ طريقاً نحو عالم جداً أجمل. وكانت بقمة أناقتها إذ اختارت ثوباً أزرق اللون مزركشاً باللون الفضي مستوحى من الستايل المغربي للقفطان.

«كلنا نتبع النجوم» لوحة فنية ضوئية اعتمدت على المصابيح زينت السماء وتوجهت بوهجها إلى كل أنحاء المكان. لتأتي لوحة «صنع في المستقبل» على أنغام عازف البيانو الصيني «لانغ لانغ». بين سرعة الضوء الذي يتخلل كل زوايا المسرح والقبة توحد ألحان لانغ مع سرعة الضوء التي أبهرت الأبصار. على وقع أنغام البيانو تنزل النجوم إلى الأسفل لنجد الطفلة الإماراتية وهي تظهر وتبدي انبهارها بكل ما تراه.

وجدنا أنفسنا أمام لوحة بديعة تتحدث عن اللؤلؤ وصيده وهي المهنة التي كانت في السابق في الإمارات. نغوص عبر الإضاءة إلى أعماق البحر ونرى مؤدي دور المرجان المروحي في قاع المحيط يحيطون بوسط المنصة فيما تختفي اللؤلؤة الكبيرة، يتدفق مؤدو دور العشب البحري على أعمدة متأرجحة وينحسرون في حركة شبيهة بالمد والجزر، بينما يتنقل المشاركون الآخرون يستخدمون دعائم شبيهة بعشب البحر، في جميع أنحاء قاع المحيط تتألق حقول الإضاءة الحريرية وتلمع فيما تتسع رقعة الحدث عبر قاع البحر.

فقرة جميلة قدمتها المغنية «إيلي غولدنغ» أخذت العالم معها إلى عالم جميل مليء بالفراشات عبر أغنية «Anything Could Happen». ومن ثم فقرة بناء غد جديد، ليأتي من بعدها مقطوعة غنائية قدمتها المغنية «أندرا داي» أغنية بعنوان «RISE UP».

لنعُد مجدداً إلى الحياة البصرية الضوئية عبر لوحة «الحديقة المثالية مستقبل البشرية»، فكان لتلك اللوحة أثر كبير ومذهل برهن على مهارة كل من ساهم، في رسم ملامح هذا العرض. فهي حديقة مليئة بالزهور التي تتفتح عندما تتحد الإمكانات البشرية مع الأمل.

وليكون ختامها مسكاً قدّم النجم الإيطالي أندريه بوتشيلي أغنية THE PRAYAR