الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

«إكسبو 2020 دبي».. مستقبل الغذاء المستدام للعالم

يتزامن إكسبو 2020 دبي، مع مطالبات عالمية لتحرك سريع من أجل مواجهة تحديات الأمن الغذائي، وبناء أنظمة غذائية موثوقة ومستدامة تسخر التكنولوجيا لتحقيق مستويات إنتاج كفؤة من حيث الجودة والكمية، ووفق طرق تضمن الاكتفاء دون إلحاق الضرر بالبيئة.

ورصدت "الرؤية" مشاركات وإسهامات تكنولوجية وبيئية مميزة لعدد من الدول تهدف إلى إيجاد الحل لتحديات الغذاء والزراعة من أجل ضمان مستقبل أفضل للأجيال، منها روبوتات لمراقبة النباتات والزراعة العمودية داخل المدن زالزراعة الذكية، إضافة إلى أنظمة تعتمد إنتاج الغذاء من مصادر متجددة، وتقنيات لتخصيب تربة الصحراء وجعلها قابلة للزراعة.

وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، قال في وقت سابق إن إكسبو 2020 دبي يستطيع أن يشكل منصة لتوحيد العالم من أجل تبديل الكيفية التي نزرع بها غذاءنا ونوزعه ونستهلكه ونتخلص منه، داعيا إلى تحرك دولي عاجل نحو بناء أتظمة غذائية عالمية موثوقة.


زراعة ذكية


قالت المسؤولة في قسم العلاقات العامة في الجناح الصيني في إكسبو، تشو وين تشينغ، إن الصين تحوي ما يقارب خُمس إجمالي عدد سكان العالم، وبالاعتماد على شبكة الإنترنت والبيانات الضخمة وغيرها من التكنولوجيا والوسائل الحديثة، تمكن العلماء الزراعيون، وعلى رأسهم يوان لونغ بينغ المعروف باسم «أبو الأرز الهجين»، من الانتقاء العلمي للبذور وتحسين التربة من خلال ابتكار التكنولوجيا الأساسية للزراعة الذكية بشكل مستقل، وربط جميع الصناعات بالحوسبة السحابية.

وأضافت أن من أبرز النجاحات في التنمية التفاعلية للبيئة الصناعية الزراعية الذكية، ما حققته مدينة تشينغداو بمقاطعة شاندونغ، من تحسين التربة بالاعتماد على الزراعة الذكية، وكذلك ما قام به نموذج مدينة تشنغيانغ في دمج الصناعات والنهوض بالمناطق الريفية لتحقيق نتائج أولية.

وتابعت أن هذه النجاحات التقنية لم تسهم في تطوير البيئة الزراعية الذكية لـ«أرز البحر» فحسب، بل أعطت زخماً قوياً يساعد الصين على تحقيق التخلص من الفقر بشكل كامل، فالصينيون الذين يذللون الصعوبات ويبادرون في الابتكار، لم يتمكنوا من جعل أرز البحر والذرة وغيرها من المحاصيل تزدهر في الأرض المالحة القلوية فحسب، بل أفلحوا في تحويل عشرات مليارات الأمتار المربعة من الأراضي ذات الخصوبة المتدنية إلى أراضٍ صالحة للزراعة.

وأكدت أن الصينيين لا يترددون في مشاركة التكنولوجيا والخبرات مع العالم، سعياً منهم إلى تقديم الذكاء الصيني لمعالجة مسألة الأمن الغذائي العالمي، وهم يتطلعون إلى العمل مع الجميع لتهيئة المزيد من الأراضي القاحلة، لخلق المزيد من «المعجزات» الإيكولوجية التي تخص الكرة الأرضية والبشرية جمعاء.

روبوت لحماية النباتات

ويستعرض الجناح السنغافوري في إكسبو روبوتاً مخصصاً لمراقبة وحماية النباتات على مدار الساعة، يرسل البيانات والمعلومات باستمرار إلى مركز التحكم، علماً بأن الروبوت يسير وفق مسار محدد ومبرمج على سكة تحيط الحديقة المخروطية في الجناح، كما أنه مزود بكاميرات متطورة ومستشعرات حرارة ورطوبة مخصصة لهذه الغاية.

ويعتبر الروبوت مثالاً عن الثورة الصناعية في مجال الزراعة وتطوير منظمة الحفاظ على حياة النباتات بشكل أفضل وأكثر كفاءة، ما يعزز منظومة الاستدامة في هذه القطاع ككل، إذ بالإمكان التوسع في مجالات استخدامه في المستقبل ليشمل مساحات أكبر من التغطية.

الزراعة في المدينة

ويقدم الجناح الألماني في إكسبو نموذج «الزراعة في المدينة»، وهو ابتكار ثوري في مجال الزراعة والاكتفاء الذاتي والاعتماد على التكنولوجيا في قطاع صناعة الغذاء والزراعة في سياق التحديات العالمية التي تواجه هذا الملف اليوم. وتقوم شركة «INFARM» الألمانية بدمج الزراعة في قلب المدينة، وبالتالي تختصر سلاسل الإمداد بالمواد الغذائية التي تستهلك الكثير من الموارد.

وعن طريق هذا النموذج تستطيع الشركة أن توفر على مدار العام عرضاً متنوعاً من المنتجات المغذية بأسعار ميسورة، علماً بأن التحكم في وحدات الإنتاج الزراعي المكيفة يتم عن بعد من خلال برنامج يكفل حصول النباتات على الظروف المثالية المناسبة.

نظام دائري

من جهته، يعكس الجناح الهولندي في إكسبو 2020 بيئة حيوية متكاملة، تقوم على أساس خلق نظام مناخي دائري يجمع بين الحلول الهولندية المبتكرة التي تؤمن الاستغلال الأمثل للمياه والطاقة والغذاء، إذ يجمع الجناح مزيجاً من الابتكارات التي أفرزت بيئة تسمح بزراعة المحاصيل الغذائية حتى ضمن مناخ صحراوي.

وتقوم الآلية التي يمكن من خلالها الوصول في النهاية إلى إنتاج الغذاء، على أساس توليد الماء بافتعال التكاثف، من خلال ما يسمى بـ«دش المطر»، الذي يعمل بالطاقة الشمسية ويسمح بجمع مئات اللترات من المياه في الجناح يومياً، كما تعمل الخلايا الشمسية في كوات المناور مع ألواح السقف الشمسية على تزويد دش المطر بالكهرباء، وفي الوقت ذاته تسمح كوات المناور هذه لضوء الشمس بدخول الجناح وهو ما تحتاج إليه النباتات لعملية التمثيل الضوئي. ويحتوي الجناح على مخروط أخضر عملاق مغطى بالنباتات الصالحة للأكل (أكثر من 3000 نبتة تغطي المخروط)، ويتم ري هذه النباتات من المياه التي يتم جمعها يومياً، أما من الداخل فيؤمن المخروط بيئة مثالية لزراعة فطر المحار الذي يحتاج الظلام والبرودة والرطوبة.