السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

إكسبو 2020 دبي.. يرسم مستقبل قطاع اللوجستيات والتنقل الذكي

يرسم معرض إكسبو 2020 دبي الملامح المستقبلية لأبرز التحولات، التي تشهدها الخدمات اللوجستية على المستوى المحلي والعالمي، إذ تقود التكنولوجيا والرقمنة والحلول التقنية مستقبل النقل وتسعى للتغلب على التحديات الرئيسية التي واجهت القطاع بعد تداعيات أزمة كوفيد-19.

وشهد المعرض، أمس، انطلاق معرض «هايبرموشن دبي»، المتخصص بالتحول الذي تشهده قطاعات النقل والتنقل والخدمات اللوجستية، برعاية وحضور سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني ورئيس مطارات دبي والرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات.

اقتصاد تكنولوجي

وقال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم: «تعدّ مشاركة هايبرموشن كفعالية رئيسة في معرض إكسبو الدولي دليلاً واضحاً على عزمنا ترسيخ مكانة الإمارة الرائدة في قطاع التنقل الذكي، وعلى رغبتنا بالاستفادة من التقنيات المتقدمة ودعمها للنهوض بالقطاعات وتسريع عملية تطوير اقتصادات محلية قائمة على التكنولوجيا، كما يتيح لنا المعرض فرصة استكشاف وتعلم أمور جديدة، من خلال الاطلاع على الآفاق الواعدة في القطاع مستقبلاً».

واعتبر المدير التنفيذي والعضو المنتدب لشركة موانئ دبي العالمية، إقليم الإمارات وجافزا، عبدالله بن دميثان، أن الابتكار يشكل أحد أبرز مكونات هويتنا، إذ تنسجم أهداف معرض هايبرموشن مع رسالتنا في استكشاف آفاقٍ عملٍ أكثر ذكاءً في مجال التنقل والخدمات اللوجستية، ولتحقيق رؤيتنا في تغيير شكل القطاع العالمي، يتوجب علينا التعاون لتبسيط الإجراءات وتعزيز العمليات ما يضمن في نهاية المطاف استمرارية حركة التجارة العالمية، ويحقق المنفعة للشركات والمتعاملين والعالم.

70% تخفيض اليد العاملة

وقال مدير أول للحلول في شركة «IQ ROBOTICS» الإماراتية، حلمي حافظ، إن الشركة تستعرض خلال مشاركتها نظام «ROBOTIC SORTING SYSTEM»، الذي يصنف ويوزع البضائع في المخازن إلى الوجهات المحددة، ويستخدم عادة في المخازن الكبرى مثل شركات التجارة الإلكترونية والموانئ، ويخفض الاعتماد على الموارد البشرية بنسبة 70%.

وأضاف حافظ أن النظام يستطيع التعامل مع أحجام وأوزان أكبر، لكن النظام الذي نستعرضه اليوم يستطيع حمل أوزان تصل إلى 5 كلغ، لافتاً إلى أن النظام يختصر وقت عمليات التصنيف والتوزيع بنسبة 80% مقارنة بالطرق التقليدية، فعندما يكون عدد وجهات توزيع 2000 وجهة فسيكون من الصعوبة بمكان القيام بذلك عبر فريق بشري، وبالتالي فإن النظام الروبوتي يختصر الوقت من ساعات إلى ثوان وبدون وقوع أي أخطاء أو حوادث بشرية.

وأفاد حافظ أن العائد على الاستثمار لهذا النظام بين السنة إلى سنتين حسب حجم العمل، ويتحمل النظام عدد لا نهائي من الروبوتات والوجهات، علماً بأن يعتمد على نظام التعرف غير المرئي والذي يحدد للروبوت أين يتجه ويمكنه من إدراك البيئة المحيطة به بشكل كامل.

ذراع روبوتي

بدوره، قال نائب الرئيس للمبيعات والتسويق في شركة «ACME» الإماراتية، أتاناس خاجريان، عمر الشركة 45 سنة وتأسست في الإمارات، هي بدأت في التركيز قبل 10 سنوات على «أتمتة المستودعات»، و80% من التقنيات والتكنولوجيا التي تنتجها الشركة تصنع داخل الدولة وبخبرات محلية، ويصل عدد شركائها اليوم في الإمارات والخليج إلى 400 متعامل.

وأضاف خاجريان أن الشركة تستعرض اليوم نظام «كونفيرس» الذراع الروبوتية جزئياً أو كلياً، فالنوع الأول هو الذراع الروبوتية الجزئية التي تساعد العمال داخل المستودعات على حمل أوزان تراوح بين 5 و120 كلغ، أما النظام الآخر فهو يعتمد على الذراع الروبوتي بشكل كامل بدون تدخل بشري، الذي يستطيع أن يحمل أوزان من 20 إلى 300 كلغ.

وتابع خاجريان، أن النظام يتم برمجته ليقوم بأعمال دقيقة جداً، ويستطيع أن يزيد من سرعة وكمية الإنتاج وهو يقلل حركة العامل بنسبة 70%، كما يناسب إجراءات التباعد الاجتماعي وخاصة بعد كوفيد-19 إلى جانب تقليل الأخطاء البشرية إلى حدها الأدنى، ويستطيع تحقيق العائد على الاستثمار خلال 3 سنوات بحد أقصى.

محطات شحن

وقال المدير التقني في شركة «TIER» الألمانية المتخصصة في تصنيع وتأجير السكوتر الكهربائي المتطور، دومينيك جويل، إن الشركة متواجدة في السوق الإماراتي بدبي منذ عدة سنوات، وتتمركز في موقعين هما «جي إل تي» و«داون تاون» بواقع 200 سكوتر في كل موقع.

وأضاف جويل أن الشركة تعتزم قبل نهاية العام الجاري من توفير 3 محطات تهدف لتبديل البطاريات، وستتموضع في السوبر ماركت الرئيسية في الإمارة بما يدعم المزيد من التوجهات الصديقة للبيئة، أما حالياً فالشركة تؤجر السكوتر بواقع 1 درهم للدقيقة الواحدة، ويتم تبديل البطارية عندما تصل إلى أقل من 20% عبر فريق يستطيع التتبع عبر تطبيق إلكتروني، ليقوم بعملية تبديل البطاريات في أي مكان.

درونز لشحن البضائع

وأفاد مدير العمليات في شركة إسترال إيريل لحلول الطائرات بدون طيار، طارق فرشوخ، أن الدرونز هي الوسيلة الأجدى لنقل الكثير من الأحمال والسلع من مكان إلى آخر بأقل كلفة وبشكل سريع، لافتاً إلى تنامي الاعتماد على هذه الوسيلة في مختلف البلدان.

وتحدث عن حلول ومنتجات الشركة في نقل الشحنات الخفيفة لغاية مسافات تصل إلى 150 كم، إذ تمتلك الشركة أسطولاً من الطائرات بدون طيار لمختلف الأغراض، فمنها ما يناسب النقل داخل المدينة الواحدة كتوصيل الشحنات الخفيفة والطعام، ومنها ما يناسب النقل لمسافات أبعد.

وأشار إلى أن شركتهم قدمت حلول نقل لقاحات فايروس كورونا في بعض البلدان الأفريقية، إذ يمكن لطائرات الشركة الكبيرة، التي تعمل بالطاقة الكهربائية نسبياً نقل حمولة يصل وزنها إلى 4 كلغ، كما يمكنها الهبوط العمودي بطريقة سلسة.

وعن وجودهم في السوق الإماراتي، أفاد بأنهم يعملون حالياً في مجال المسح والتصوير فقط، لافتاً إلى أنهم يقدمون حلول التصوير في بعض الأحيان لإكسبو.

وأما عن دخول عالم النقل واللوجستيات المحلي، فأشار إلى أنهم يخططون لدخوله من باب توصيل الطعام لكن الأمر بحاجة إلى بعض الإجراءات والتراخيص.

خدمات حسب الطلب

من جانبه، تحدث مدير التسويق في شركة تكنيكا لحلول الأتمتة اللوجستية بيار المر، عن حلول الأتمتة الشاملة للعمليات اللوجستية، التي تسهم في ضبط وتسريع وخفض كلفة العمليات اللوجستية داخل المصانع والمستودعات، لافتاً إلى أن تطبيق التكنولوجيات الخاصة بالعمليات بات أكثر مرونة من أي وقت سابق، إذ يمكن قولبة الخدمات بالشكل الذي يطلبه المتعامل.

وأشار إلى أن الخدمات لم تعد تقتصر على النقل أو الرفع والتحميل، بل يمكن أن تبدأ بالتعبئة والتغليف من خلال ماكينات وأذرع روبوتية ذكية يمكن برمجتها بحسب متطلبات كل عمل، مشيراً إلى أن إحدى الخدمات التي يقدمونها لشركة محلية هي تعبئة النقود في خزنات الصرافات الآلية للبنوك.

التحول الرقمي

أشار الرئيس التنفيذي لمؤسسة مدينة دبي للطيران ودبي الجنوب خليفة الزفين، إلى أن دبي الجنوب تسعى من خلال مكانتها الرائدة في المنطقة، إلى دعم استراتيجية الحكومة الرامية إلى تنويع اقتصاد الإمارة وتعزيز حضورها على الساحة الدولية، ويوفر هايبرموشن دبي منصة مثالية لتسليط الضوء على أحدث التطورات واستكشاف الكثير من الفرص الواعدة لاستثمار التحول الرقمي في قطاعات النقل والتنقل.