الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

إكسبو 2020 يحتفي باليوم العالمي للغة العربية

إكسبو 2020 يحتفي باليوم العالمي للغة العربية

جانب من احتفالية إكسبو 2020 باليوم العالمي للغة العربية (الرؤية).

احتفل جناح الاستدامة بإكسبو 2020 دبي باليوم العالمي للغة العربية، بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ومشاركة وزيرة الثقافة والشباب في الإمارات نورة بنت محمد الكعبي، والأمين العام للمجلس الدولي للغة العربية الدكتور علي بن عبدالله بن موسى، والمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» الدكتور محمد ولد أعمر.

وأعرب أبو الغيط في كلمة افتتاحية عن امتنانه العميق لحكومة دولة الإمارات العربية التي لم تدخر جهداً لدعم جامعة الدول العربية، وتيسير مشاركتها في إكسبو 2020 دبي بالشكل المتميز الذي نراه اليوم.



وقال: إننا نحتفل اليوم باللغة العربية في يومها العالمي تحت عنوان: «اللغة العربية: جسر للتواصل الحضاري» وهو شعار ينسجم مع رسالة إكسبو 2020 دبي «تواصل العقول وصنع المستقبل»، فالتواصل هو غاية اللغة ووظيفتها ويرتبط مستوى التواصل، الحضاري والفكري، بمدى قدرة اللغة على تحقيقه، وبما تتيحه من إمكانات للتكيف مع نظم ثقافية مختلفة.


وأضاف: إننا نتحدث عن شبكة واسعة من حدود المحيط الأطلسي، وحتى حدود الصين، هذه الشبكة احتضنت ثقافات شتى، وأدياناً وأعراقاً متنوعة، غير أن العنصر الرئيسي فيها كان اللغة العربية، هذه اللغة هي التي جعلت كلاً من الخوارزمي، المولود في خوارزم، وعاش في القرن الثامن الميلادي، وابن سينا، المولود في بخارى (أوزبكستان حالياً)، وعاش في القرن الحادي عشر الميلادي، وابن رشد، المولود في قرطبة، وعاش في القرن الثالث عشر الميلادي، هؤلاء، الذين ولودوا وعاشوا في أزمنة مختلفة وأماكن متباينة وتحدثوا ألسنة شتى، جزءاً من «عالم عقلي» واحد، ومشاركين في ثقافة واحدة تمثل اللغة العربية نواتها الأساسية، والرابط الجامع بين أوصالها.

وأشار إلى أن اللبنة الأولى في صرح الثقافة العربية في عصرها الذهبي هي الترجمة، وإن المرء ليُدهش للمدى الذي ذهب إليه العرب في الترجمة، موضحاً أن «لغتنا تزدهر بالتواصل مع الآخر، أخذاً وعطاءً وتنحسر وتتجمد بالانغلاق على الذات والخوف من الوافد، وليس صدفة أن عصر انزواء الحضارة العربية كان أيضاً عصر انحدار اللغة العربية، ليس لعيبٍ فيها، وإنما لتحجر عقول من ينطقون بها، حتى وجدنا لغتنا البديعة المتجددة تقع أسيرة لبلاغة مكررة وتراكيب محفوظة معلبة».

شهر العربية



وقال أبو الغيط إن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ستطلق شهر اللغة العربية ليستمر حتى 22 مارس تاريخ تأسيس جامعة الدول العربية، بالتعاون مع المجلس الدولي للغة العربية الذي نتشرف برئاسة أمانته العامة، مؤكداً أن العربية بخير ما دام الناطقون بها يعرفون فضلها وإمكاناتها حافظين لتراثها ورسالتها، مؤمنين بدورها ومكانتها، مقتنعين بأهمية تجديدها وتعزيز انفتاحها على الثقافة العالمية.

التدخل المبكر



بدورها، أكدت نورة الكعبي أن ما يجب القيام به هو استشعار اللغة والتدخل المبكر عند الصغار للحفاظ على اللغة العربية لديهم.

وأضافت: على أرض الإمارات وتحديداً في إكسبو 2020 دبي، تتواصل العقول، وتتلاقى الثقافات ونتشارك التجارب الناجحة، هنا نعمل معاً من أجل مستقبل أكثر إشراقاً لنا، وللأجيال المقبلة، نلتقي هنا اليوم، في هذا المكان الذي يجمع مشاركين من أكثر من 190 دولة، احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، الذي يصادف الثامن عشر من ديسمبر كل عام، لنسلط الضوء على مكانة لغة الضاد، ونقول للعالم من حولنا إن لغتنا حية وحاضرة، نريد أن نقدّمَها لغةً متجددةً ومرنةً وعابرةً للأزمنة والحدود. نريد أن ننهض بجهود ترسيخ العربية، لتظل لغةَ علوم وثقافة ومحبة وسلام، وهوية تعكس قيمنا وإرثنا وجسرَ تواصل وتلاق مع الثقافات من حولنا.

لغة كونية



من جهته، قال الدكتور علي بن عبدالله بن موسى إن حاضر العربية يحدد مستقبلها ولا يمكن أن ننجح عالمياً ونحن نتراجع داخلياً مع لغتنا العربية، مشيراً إلى أن اللغة العربية تحولت إلى لغة كونية عندما صارت لغة القرآن الكريم.

وطالب بضرورة مواجهة التمرد على اللغة العربية بحزم ووعي، محذراً من خطورة إغلاق أقسام اللغة العربية بالجامعات بحجة سوق العمل.

إطار مرجعي مشترك



بدوره، استعرض الدكتور محمد ولد أعمر، دور اللغة العربية وفضلها على الإنسانية كلها، معتبراً أن «تاريخنا هو بعض من تاريخ لغتنا.. فاللغة هي هويتنا وعقيدتنا وتواصلنا مع الآخرين».

وطالب بالتوسع في اللغة بالاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، لافتاً إلى العمل على إطلاق الإطار المرجعي المشترك للغة العربية قريباً، ومشيداً بمبادرة تقرير حالة اللغة العربية الذي أصدرته وزارة الثقافة والشباب في الإمارات، واصفاً التقرير بالنوعي والمساهمة في تطوير الأعمال والمبادرات لللغة العربية.