ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي يوم الأربعاء بعد ثلاث جلسات من الانخفاض، وحذرت دول المنطقة من احتمال قدوم شتاء صعب في المستقبل.
ارتفعت عقود الشهر الأمامي الآجلة الهولندية للغاز، والتي تعدُّ المقياس الأوروبي، بنسبة 2% ليصل إلى 196 يورو لكل ميغاواط في الساعة، وذلك في الساعة 9:38 صباحاً في أمستردام. وما يزال احتمال حدوث اضطرابات في الإمدادات الروسية خلال موسم ذروة الطلب في بؤرة التركيز، وبالتالي ستبقى الأسعار مرتفعة حتى مع تدفقات خطوط الأنابيب الثابتة ومستويات تخزين الغاز الطبيعية حالياً في هذا الوقت من العام.
بقيت الشحنات عبر «نورد ستريم»، خطّ الأنابيب الرئيس الذي يربط روسيا بالقارة، مستقرةً على نطاق واسع عند 20% من سعة الخط منذ أواخر يوليو عندما خفضت موسكو الشحنات من 40%. فيما أشارت شركة «غازبروم» الروسية إلى أنّ انخفاض التدفقات كان بسبب مشاكل تتعلق بصيانة التوربينات، بما في ذلك التأخيرات المتعلقة بالعقوبات لإعادة المعدات.
فضلاً عن ذلك، تحذّر المملكة المتحدة وألمانيا من التدابير المحتملة في الأشهر الباردة، ويحوّل المسؤولون الأوروبيون اهتمامهم إلى إدارة الطلب على الطاقة هذا الشتاء. لذلك تخطط المملكة المتحدة للأيام القليلة التي سيتزامن فيها الطقس البارد مع نقص الغاز خلال فصل الشتاء، والذي سيؤدي إلى انقطاع الطاقة، بشكل منظّم، عن الصناعة والأُسر أيضاً. فيما تقلّل المدن في جميع أنحاء ألمانيا من الإضاءة واستخدام المياه الساخنة في محاولة لتجنب الكارثة، وفقاً لما جاء في مقالة نشرها موقع «بلومبيرغ» حديثاً.
في الوقت نفسه، تهدد أزمة مناخية بتعقيد مشاكل الطاقة في المنطقة أيضاً، ما سيزيد من كلف الطاقة. فمن المرجح أن يصبح نهر الراين، الذي يعدّ شرياناً رئيسياً في أوروبا لنقل الوقود والفحم والسلع الصناعية الأخرى، غير قابل للعبور عند نقطة طريق أساسية في ألمانيا في 12 أغسطس، وذلك بسبب انخفاض مستويات المياه إثر موجة الحر التي ستصيب المنطقة.