الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

بريطانيا تؤجّل إغلاق محطة طاقة تعمل بالفحم خوفاً من انقطاع الكهرباء

بريطانيا تؤجّل إغلاق محطة طاقة تعمل بالفحم خوفاً من انقطاع الكهرباء

محطة طاقة تعمل بالفحم في نوتنغهامشاير - صورة من (epa)

تبذل الحكومة البريطانية جهوداً كبيرة من أجل تأمين استمرار التيار الكهربائي، خاصة في فصل الشتاء المقبل، في ظل أزمة الطاقة، وارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، ما دفعها إلى تأجيل إغلاق جزء من محطة طاقة تعمل بالفحم، بحسب تقرير نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية، الأحد.

وأوضحت الصحيفة أن مشغل شبكة الكهرباء الوطنية البريطانية (NGESO)، يضع اللمسات الأخيرة من أجل إبرام اتفاقية مع شركة «Uniper» (شركة دولية للطاقة في أوروبا وروسيا) من أجل إبقاء جميع العمليات في موقع«Ratcliffe-on-Soar» خلال الشتاء المقبل، ويأتي ذلك ضمن سلسلة من الصفقات للحصول على المزيد من طاقة الفحم إذا لزم الأمر ذلك.

وكان وزير الأعمال البريطاني، كواسي كوارتنج، قد أرسل خطاباً في شهر مايو الماضي، إلى مشغل شبكة الكهرباء الوطنية، يطلب من المديرين التنفيذيين، العمل مع شركة (Uniper)، وغيرها من مالكي محطات توليد الطاقة بالفحم، لإبطاء خطط الإغلاق الخاصة بهم، بعد الأزمة في أسواق الطاقة، بعد الحرب في أوكرانيا.

ولفتت الصحيفة إلى أنه كان من المقرر أن توقف شركة "Uniper"، إحدى وحداتها البالغة 500 ميغاوات في مصنع نوتنغهامشاير، نهاية سبتمبر المقبل، قبل عامين من إغلاق 3 وحدات أُخرى في الموقع.

بموجب الصفقة المنتظرة، من المتوقع أن يدفع مشغل شبكة الكهرباء الوطنية البريطانية لشركة (Uniper) رسوماً لتأجيل إيقاف التشغيل، بحيث يمكن استدعاء الـ3 وحدات المتبقية، إذا لزم الأمر ذلك، كما سيتم تعويض الشركة عن التكاليف، بما في ذلك مشتريات الفحم، مع أي رسوم إضافية.

وكانت الحكومة البريطانية قد التزمت بإنهاء استخدام طاقة الفحم بحلول أكتوبر 2024، أي قبل عام من التخطيط الأصلي، إلا أن أزمة الطاقة الحالية قد تعرقل تحقيق هذا الهدف، حيث يتسابق المسؤولون ومشغلو الطاقة لضمان أمن الإمدادات.

كما لفتت الصحيفة إلى أنه تم إبرام صفقات مشابهة مع شركتَي دراكس «Drax»، و«إي دي إف»، »EDF»، لإطالة عمر وحدتين تعملان بالفحم لإنتاج الطاقة، من شهر أكتوبر 2022، إلى نهاية مارس 2023.

وتدير دراكس محطة للطاقة في يوركشاير، وقالت إنها وافقت على توفير ما يصل إلى 400 ألف طن من الفحم الإضافي، والذي يكفي بالمخزون الحالي لإنتاج 1 تيراوات من الكهرباء، ومن المقرر أن يعمل المصنع فقط حال أن تطلب الشبكة الوطنية ذلك.

كما وافقت شركة «إي دي إف» في شهر يونيو، على تمديد عمر مصنعها للفحم في ويست بورتون في نوتنغهامشاير 6 أشهر، وتحتفظ بـ200 عامل من أجل ضمان توفير 400 ميغاوات عند الحاجة من وحدة واحدة فقط، مع وجود وحدة ثانية للدعم.

ويقول مشغل شبكة الكهرباء الوطنية إنه يتوقع أن تكون التكلفة الأولية لسلسلة تلك الصفقات، تتراوح ما بين 220 - 420 مليون جنيه استرليني، حسب شراء الفحم واستخدامه.

وانخفضت صادرات الغاز الطبيعي الروسي عبر خط الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بنحو 40% خلال الـ7 أشهر الأُولى من العام الجاري، مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي، كما ارتفعت أسعار الفحم، ومن المتوقع أن يرتفع الاستهلاك العالمي للفحم إلى المستويات القياسية التي بلغها قبل 10 سنوات.

وأشارت الصحيفة إلى أن بريطانيا لا تعتمد على الغاز الروسي، لكنها مستورد كبير للغاز من النرويج، والكهرباء من فرنسا، وهناك خطر من أنهما قد يخفضان صادراتهما إلى بريطانيا، خلال الشتاء المقبل، لتلبية احتياجاتهما الخاصة.

وانخفضت نسبة الفحم في توليد الكهرباء في بريطانيا من 26% عام 2010، إلى 7% في عام 2020، ويقول الوزراء إن الصفقات الجديدة لن تعرقل هدف إنهاء استخدام الفحم بحلول خريف 2024. وقالت مصادر إن المسؤولين قد أعربوا عن أملهم ألا يضطروا إلى اللجوء إلى محطات الفحم، وأن تكون تلك الصفقات هي مجرد «خطة طوارئ».