الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

الهند تزيد وارداتها من النفط الروسي الرخيص

الهند تزيد وارداتها من النفط الروسي الرخيص

تعمل الهند على زيادة وارداتها النفطية من روسيا، مستفيدة من انخفاض أسعاره، بسبب العقوبات الاقتصادية الغربية على موسكو، بحسب تقرير نشره موقع «نيكي آسيا»، اليوم الاثنين.

زيادة الواردات النفطية من روسيا

وأوضح التقرير أن الهند بدأت في التحول الجذري في سياساتها لاستيراد النفط، ففي شهر أبريل الفائت، وقد ارتفعت واردات الهند من النفط الروسي إلى 390 ألف برميل يومياً، وتزايدت الواردات إلى 650 ألف برميل في شهر مايو، كما واصلت الزيادة لتصل إلى 980 ألف برميل في شهر يونيو، لتأتي روسيا قبل المملكة العربية السعودية، وتكون موسكو ثاني أكبر مورد للنفط إلى الهند، وبحسب وكالة «رويترز» للأنباء، ظلت واردات النفط الهندي من روسيا على ارتفاع في شهر يوليو، وبلغت 870 ألف برميل يومياً.

وفي العام السابق 2021، بلغت واردات النفط الهندي من العراق والسعودية والإمارات نحو 50% من وارداتها النفطية، وفقاً لبيانات التجارة الصادرة عن وزارة التجارة والصناعة الهندية، وفي ذلك الوقت استوردت الهند 70 ألف برميل فقط من روسيا، بنسبة 2% من إجمالي واردتها النفطية، والتي كانت عاشر أكبر مورد للنفط إلى الهند.

ونقل التقرير عن بعض الخبراء وصناع السياسة في الهند، قولهم أن بمقدورها زيادة واردات النفط من روسيا إلى 1.5 مليون برميل يومياً؛ أي حوالي 30% من إجمالي وارداتها النفطية، وتجري بعض شركات النفط الحكومية الهندية، مثل «بهارات بتروليوم»، محادثات مع روسيا لعقد صفقات نفطية طويلة الأجل.

وأشار التقرير إلى أن شركة النفط والغاز الطبيعي الهندية، والتي لديها حصة في مشروع النفط والغاز الروسي (سخالين -1)، قد تستحوذ على حصة إكسون موبيل في المشروع، بعد أن قررت الشركة الخروج منه، بالإضافة إلى حصة «بريتيش بتروليوم» البالغة 19.75%.

النفط الروسي والعربي

ولفت التقرير إلى أن تكرير النفط الروسي الخفيف، يُعدُّ أكثر سهولة من تكرير النفط الخام الثقيل من الشرق الأوسط، إلّا أن الأوضاع تغيرت في شهر أبريل، عندما انخفض النفط الروسي إلى 108 دولارات، بينما ارتفع سعر النفط السعودي فوق 110 دولارات، واستمر النفط الروسي في الانخفاض في شهر مايو، حيث انخفض إلى 94 دولاراً، وظل أرخص من سعر النفط السعودي في يونيو عند 102 دولار.

وخلال زيارته لتايلاند منتصف أغسطس الجاري، دافع وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار، عن التوسع في شراء النفط من روسيا، باعتباره أن تلك الخطوة هي أفضل وسيلة لخدمة الشعب الهندي، قائلاً «ستحاول كل دولة الحصول على أفضل صفقة ممكنة لمواطنيها لمحاولة التخفيف من تأثير ارتفاع أسعار الطاقة، وهذا هو ما نفعله بالضبط».

وذكر التقرير أنه من النواحي اللوجستية والاقتصادية، فإن الأفضل للهند شراء النفط من الشرق الأوسط، حيث يتم استخدام ناقلات حمولة 300 ألف طن، لنقل النفط من الشرق الأوسط، ولا يستغرق زمن الرحلة إلا أسبوعاً، بينما يتم نقل النفط من روسيا إلى الهند من خلال ناقلات حمولة 100 ألف طن، وتستغرق 3 أسابيع من موانئ البحر الأسود، وحوالي شهر من بحر البلطيق، فالنقل عبر مسافات أطول، يعني ارتفاع تكاليف التأمين؛ ما يجعل النفط الروسي أقل جاذبية من نفط الشرق الأوسط.

إلّا أن الانخفاض الحاد في أسعار النفط الروسي غير الأوضاع، ما دفع الهند إلى تعديل مشترياتها من النفط، وتجاهلت الهند تحذير الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن زيادة واردات النفط من روسيا ليست في مصلحة الهند لأسباب استراتيجية.

مشكلات اقتصادية

وتواجه الحكومة الهندية مشكلة التضخم الكبير، حيث ارتفعت أسعار المستهلك بنسبة 6.7% في شهر يوليو الفائت، بانخفاض ملحوظ بعدما كانت 7.8% في أبريل، وهو أعلى مستوى له، لكن يظل معدل التضخم أكبر من هدف بنك الاحتياطي الهندي بالوصول بالتضخم بين 2- 6% فقط.

كما تعاني الهند من تدهور الأوضاع التجارية، حيث سجلت البلاد عجزاً تجارياً قياسياً بلغ 30 مليار دولار في يوليو الفائت، بحسب البيانات الأولية لوزارة التجارة والصناعة الهندية، ما أدى إلى تراجع العملة الهندية (الروبية)، وانخفاضها إلى حوالي 79 روبية مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى تاريخي، ولذا فإن شراء النفط الرخيص، يساعد الحكومة الهندية في معركتها ضد التضخم والعجز التجاري المتزايد.