الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

وسط مخاوف الانكماش.. أوبك+ تقرر خفض الإنتاج

وسط مخاوف الانكماش.. أوبك+ تقرر خفض الإنتاج

قررت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها في «أوبك+» الاثنين خفض إنتاجها لدعم الأسعار في مواجهة المخاوف من حصول انكماش، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من سنة والاقتطاعات الكبرى التي تمت بسبب وباء كوفيد-19.

واتفق ممثلو الدول الثلاث عشرة الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بقيادة الرياض، وشركاؤهم العشرة بقيادة موسكو، على «العودة إلى حصص شهر أغسطس» أي خفض 100 ألف برميل مقارنة مع سبتمبر، كما أعلنت أوبك+ في بيان.

وتركت المجموعة التي عقدت اجتماعاً عبر الفيديو الباب مفتوحاً أمام محادثات جديدة قبل الاجتماع المقبل في 5 أكتوبر «للاستجابة إذا لزم الأمر لتطورات السوق».

وخلال اجتماعاتها الشهرية، تقاوم أوبك بلاس دعوات الغربيين لزيادة إنتاجها من أجل احتواء ارتفاع الأسعار والتضخم الذي بلغ أعلى مستوياته منذ عقود.

وبعد هذا القرار، ارتفعت أسعار برميل نفط برنت مرجعية بحر الشمال بأكثر من 3% لتصل إلى 96,40 دولار، وبرميل النفط الخفيف الأمريكي المرجعي إلى 89,80 دولار نحو الساعة 12,50 ت غ.

وقالت كارولين باين من «كابيتال ايكونوميكس» «هذا الخفض الرمزي لا يشكل مفاجأة فعلية بعد التكهنات التي سرت في الأسابيع الماضية».

وكان وزير الطاقة السعودي أكد قبل عشرة أيام أنّ مجموعة أوبك بلاس لديها الوسائل للتعامل مع تحديات سوق النفط المتذبذب، بما في ذلك إمكان خفض الإنتاج في أي وقت وبطرقٍ مختلفة.

وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان في مقابلة نشرتها وكالة بلومبيرغ إنّ «سوق البترول الآجلة وقعت في حلقةٍ سلبية مفرغة ومتكررة تتكون من ضعف شديد في السيولة، وتذبذب في الأسواق، تعملان معاً على تقويض أهم الوظائف الأساسية للسوق؛ ألا وهي الوصول بفاعلية إلى الأسعار المناسبة والصحيحة».

وكانت الأسعار، وبسبب الآفاق الاقتصادية القاتمة، سجلت في أغسطس ثالث تراجع شهري على التوالي بعيداً عن المستويات القياسية التي لامست 140 دولاراً للبرميل.

وقال بيارن شيلدروب المحلل لدى «سيب» في معرض تفسيره قرار أوبك بلاس «من الأفضل التوقف الآن، من الأفضل توخي الحذر الشديد».

وقال كرايغ إرلام المحلل لدى أواندا إن «المجموعة تريد بشكل واضح إبقاء الأسعار مرتفعة» والتي تؤمن لها عائدات وافرة.

وأضاف «من جانب آخر، قد تكون لديها مخاوف من أن تؤدي عودة النفط الإيراني إلى الأسواق إلى ترجيح كفة العرض وبالتالي انخفاض الأسعار».

كل شيء سيكون رهناً بتقدم المفاوضات حول الملف النووي الإيراني أم لا.

وتجددت في الآونة الأخيرة الآمال في التوصل إلى اتفاق يترافق مع تخفيف العقوبات الأمريكية لا سيما في قطاع النفط.

لكن الآمال سرعان ما تبددت مجدداً في هذه المفاوضات التي لا تنتهي، إذ اعتبرت الولايات المتحدة الخميس أن رد طهران على النص الذي عرضه الاتحاد الأوروبي كان «للأسف (...) غير بناء».

ويشير شيلدروب إلى أن «الإنتاج الحالي والحصص غير متصلين، بالتالي هي مسألة مصداقية».