تتجه شركات الطاقة في جميع أنحاء أوروبا إلى الحكومات لتعزيز السيولة لديها، وتأمين الإمدادات، حيث تختبر أزمة الغاز التي أذكتها الحرب الروسية الأوكرانية قدرتها على البقاء.
وقالت أكبر شركة منتجة للكهرباء المتجددة في سويسرا، وشركة «فورتوم» الفنلندية يوم الثلاثاء، إنهما ضمنتا خطوط ائتمان كبيرة جديدة مدعومة من الدولة.
ويواجه منتجو الطاقة في جميع أنحاء أوروبا أزمة نقدية حادة، حيث يؤدي الارتفاع الكبير في أسعار الطاقة إلى تضخم متطلبات الضمانات في بورصات العقود الآجلة.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن شركة «سنتريكا» مالكة شركة «بريتش غاز» تجري محادثات مع البنوك لتأمين ائتمان إضافي بمليارات الجنيهات الاسترلينية.
وقالت «أكسبو» إن الحكومة السويسرية مددت خط ائتمان «حزمة إنقاذ» بقيمة 4 مليارات فرنك سويسري (4.1 مليار دولار) لمساعدتها على تأمين احتياجات البلاد من الطاقة في مواجهة ارتفاع الأسعار.
وقالت الشركة في بيانها: «يضمن خط الائتمان في حالة اشتداد الموقف أن تكون أكسبو في وضع يمكنها من تغطية المتطلبات الإضافية لعقود إمداد الطاقة طويلة الأجل المبرمة مع عملائها، ومواصلة المساهمة في تأمين إمدادات الطاقة في سويسرا».
وطلبت «أكسبو» خط الائتمان الأسبوع الماضي بعد أن تعرضت لضغوط من ارتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وقالت الشركة: «بالدعم، يريد المجلس الفيدرالي منع»أكسبو«من الوقوع في أزمات السيولة، والتي في أسوأ الحالات قد تعرض إمدادات الطاقة في سويسرا للخطر»، مضيفة أنها لم تستخدم التمويل الطارئ بعد.
ووافقت شركة «فورتوم»، التي تمتلك الدولة الفنلندية أغلبيتها، يوم الثلاثاء على تسهيل سيولة بقيمة 2.35 مليار يورو مع شركة قابضة مملوكة للدولة بسعر فائدة سنوي قدره 14.2%.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «فورتوم»، ماركوس راورامو، إن «أزمة الطاقة المستمرة في أوروبا ناتجة عن قرار روسيا استخدام الطاقة كسلاح، وهي الآن تؤثر بشدة أيضًا على»فورتوم«وغيرها من منتجي الطاقة في الشمال... إن الترتيبات التي قدمتها الدولة الفنلندية تعزز دعم السيولة لدينا في خضم الاضطرابات».
وكشفت فنلندا والسويد النقاب عن حزم ضمان منفصلة تصل إلى 33 مليار يورو في عطلة نهاية الأسبوع لتجنب ما أسماه وزير الاقتصاد الفنلندي «جميع المكونات لنسخة قطاع الطاقة من ليمان براذرز.
وقالت شركة «فورتوم»، إن طلباتها الإضافية قد انخفضت الأسبوع الماضي بمقدار 1.5 مليار يورو إلى 3.5 مليار يورو، بعد ارتفاعها الأسبوع السابق بمقدار مليار يورو. وقالت قبل أسبوع إن سوق الشمال يمكن أن ينهار إذا كان هناك تعثر حتى في مرفق صغير.
تحتاج «فورتوم»، إلى الاستفادة من 350 مليون يورو على الأقل من تسهيلات السيولة بحلول نهاية سبتمبر، وإلا ستتوقف. ولا يمكن استخدام السيولة من قبل شركة «يونيبر» الألمانية التابعة لشركة «فورتوم»، والتي قالت إنها بحاجة إلى حد ائتماني أكبر بعد استنفاد الخط الذي قدمته الدولة الألمانية.
وكرر راورامو دعواته لإجراء تغييرات تنظيمية من أجل «كبح متطلبات الهوامش والضمانات المرتفعة بشكل غير معقول». وأضاف أن شركات الطاقة يجب أن تكون قادرة على استخدام إنتاجها المستقبلي كضمان حتى لا تتخلف الشركات التي يحقق الكثير منها أرباحاً قياسية، بسبب طلبات الهامش.