انخفض سعر الغاز في أوروبا إلى 2000 دولار لكل 1000 متر مكعب خلال تعاملات الاثنين، حسب بيانات شركة "ICE" في لندن، وبلغت نسبة الانخفاض في أسعاره 8%، وفقاً لتقرير نشرته وكالة "تاس" الروسية للأنباء، بينما يناقش مسؤولو الاتحاد الأوروبي حالياً وضع سقف لسعر جميع الغاز المستورد، وهو ما حذر الخبراء من تداعياته، وفق تقرير نشرته صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية.
انخفاض أسعار الغاز
فقد انخفض سعر العقود الآجلة للغاز، تسليم أكتوبر في مركز "TTF" في هولندا إلى 2003 دولارات لكل 1000 متر مكعب، أو نحو 190.03 يورو لكل ميغاواط ساعة. ويأتي انخفاض أسعار الغاز، مع اقتراب الاحتياطي في منشآت تخزين الغاز تحت الأرض في أوروبا من الوصول إلى الحد الأقصى، مع امتلائها حالياً بنسبة تزيد عن 83.5%.
وضع سقف لسعر الغاز
وعلى صعيد متصل، وبينما فشلت محاولة أوروبا وضع سقف لسعر الغاز الروسي، إلا أن أوروبا لم تتخلَّ بعد عن فكرة التأثير على أسعار الطاقة. ويناقش مسؤولو الاتحاد الأوروبي حالياً وضع سقف لسعر جميع الغاز المستورد إلى الاتحاد الأوروبي، وسوف تدرس المفوضية الأوروبية هذا الأمر طوال شهر سبتمبر الجاري. وأوضح خبراء لصحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، أنه من ذلك الهدف الأوروبي، فسيكون واجباً على الدول الأوروبية إنشاء تحالف مع المستهلكين الآسيويين الرئيسيين، وهو الأمر الذي سيكون له تداعيات على الدول المصدرة للغاز، وليس روسيا فقط، بل أيضاً على دول أخرى مثل النرويج.
مجموعة من العقبات
وأشار الخبراء إلى مجموعة من العوامل تجعل من الصعب تحقيق ذلك الهدف الأوروبي، وفي مقدمتها العقود طويلة الأجل، فقد قال مدير مركز تحليل الخبراء الاقتصاديين بمعهد الإدارة العامة والحوكمة في "HSE" «مارسيل ساليكوف» تطبيق سقف لسعر الغاز ينتهك العقود الحالية، وهذه الإجراءات الأحادية الجانب التي يريد الاتحاد الأوروبي تطبيقها، ستعتبر خرقاً للعقود". وأشار الخبراء أيضاً إلى أن تحقيق الهدف الأوروبي بفرض سقف لأسعار الغاز، سيكون من الصعب على أوروبا تحقيقه بمفردها، وسيتوجب عليها، حسب خبراء مركز تطوير الطاقة، إقامة تحالف أوسع، مع الدول الرئيسية المستوردة للغاز في آسيا، مثل اليابان وكوريا الجنوبية والصين.
ولفت الخبراء إلى عقبة أخرى تقف أمام وضع سقف لأسعار الغاز، تتمثل في أن ذلك يضر بالدول المنتجة للغاز، وفي مقدمتها النرويج، والتي ستتأثر بشدة من ذلك، وستتضرر علاقتها بالاتحاد الأوروبي بسبب ذلك.