عززت أسعار الطاقة المرتفعة شركات الوقود الأحفوري الصغيرة في المملكة المتحدة، ما أدى إلى رفع أسعار أسهمها والسماح للبعض بتسجيل أرباح نادرة.
سبعة من أفضل 10 أسهم أداءً في سوق Aim للمبتدئين في لندن هي شركات تعمل بالوقود الأحفوري، مع تركيز أربعة منها على إنتاج النفط والغاز في المملكة المتحدة، حيث يسيطر السوق على ارتفاع الأسعار منذ الحرب الروسية الأوكرانية.
في حين أنهم يمثلون بشكل جماعي جزءاً صغيراً فقط من إمدادات النفط والغاز في المملكة المتحدة، فإن احتمالية ارتفاع أسعار الغاز لفترة طويلة والتركيز المتجدد على أمن الطاقة شجع المستثمرين في قطاع كان يكافح في مواجهة التسارع العالمي، نحو الطاقة المتجددة، حسب فاينانشال تايمز.
وقالت صوفي لوند ييتس، محللة الأسهم في منصة الاستثمار هارجريفز لانسداون: «يأتي الاهتمام المتزايد من جانب المستثمرين بشركات النفط والغاز بطبيعة الحال في أعقاب أوقات ارتفاع أسعار النفط». وقالت: «الوضع في أوكرانيا وما تلاه من نقص في الطاقة جلب النفط والغاز إلى أذهان الجمهور بطريقة لم يسبق لها مثيل».
كانت شركات مثل «آي جاز إنرجي» و«أجدون ريسورس» و«جاك اويل يونيو» و«أنجس إنرجي» من بين أفضل الأسهم أداءً على Aim في العام حتى الآن، مع تضاعف أسعار الأسهم على الأقل -وإن كان ذلك من قاعدة منخفضة-.
وقال كريس هوبكنسون، الرئيس التنفيذي المؤقت لشركة «آي جاز»: إن أزمة الطاقة أدت إلى أن يرى المستثمرون أن هناك مستقبلاً للطاقة في المملكة المتحدة".
وقال مارك أبوت، العضو المنتدب في شركة «أجدون ريسورس»، إنه قبل عام، قبل مؤتمر تغير المناخ COP26، «كان هناك سرد مفاده أنه يمكننا التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة غداً، لكنه أضاف: الحقيقة غير المريحة هي أننا سنستخدم النفط والغاز حتى عام 2050 وما بعده».
وتولد المملكة المتحدة نحو 40% من الكهرباء من حرق الغاز الطبيعي، ما يجعلها عرضة لارتفاع أسعار الغاز.
ويعد سعر الغاز بالجملة في المملكة المتحدة أعلى بنحو 2.5 مرة مما كان عليه قبل عام، وفي الوقت نفسه، ارتفع خام برنت، وهو المعيار الدولي للنفط بنحو 30% عن العام السابق.
بينما أدت أسعار الطاقة المرتفعة إلى ارتفاع معدلات التضخم، وأجبرت الحكومة على حزمة دعم بقيمة 150 مليار جنيه استرليني للمستهلكين، فقد سمحت لشركات النفط والغاز ذات رؤوس الأموال الصغيرة بتحقيق أرباح نادرة، كما سمحت لأقرانها العالميين الكبار بالإبلاغ عن نتائج قياسية في الآونة الأخيرة.
وفي الأشهر الستة المنتهية في نهاية يونيو، سجلت يونيون جاك أويل ربحها الأول بقيمة 2 مليون جنيه استرليني، بينما سجلت«آي جاز» صافي ربح قدره 19.4 مليون جنيه استرليني، مقارنة بخسارة قدرها 12.2 مليون جنيه استرليني في نفس الفترة من العام الماضي.
وقال جورج لوكان، الرئيس التنفيذي لشركة أنجوس إنرجي: «النقطة بالنسبة لنا ليست أسعار الغاز المذهلة التي رأيتها في الأشهر الماضية، لكن أسعار الغاز على المدى الطويل لن تعود إلى متوسط 10 سنوات». وأضاف أن شركات النفط والغاز في المملكة المتحدة تجذب المستثمرين بشكل دائم خاصة في القطاع الخاص".