تستعد شركات الطاقة الروسية لتقديم عروض لشركائها الصينيين في جميع المجالات الرئيسية، بما في ذلك الغاز والنفط والفحم والكهرباء والطاقة النووية، كجزء من اتجاه روسيا شرقاً، حسب ما ذكرته صحيفة «فيدوموستي» الروسية في تقرير لها. ولفتت الصحيفة إلى أنه في عام 2021، أصبحت الصين الشريك التجاري الرئيسي لروسيا، حسبما قال الرئيس التنفيذي لشركة «روزنفط» الروسية، إيغور سيتشين، خلال منتدى أعمال الطاقة الروسي - الصيني الرابع، الذي عقد في موسكو في 29 نوفمبر الجاري.
وأضافت أن حجم التجارة بين روسيا والصين بلغ 153.9 مليار دولار، خلال أول 10 أشهر من العام الجاري 2022، بزيادة 33% من نفس الفترة خلال العام الماضي 2021، ما يشير إلى قرب تحقق الهدف السنوي بالوصول بالتعاون بين البلدَين إلى ما بين 180-190 مليار دولار. وكانت روسيا قد قللت خلال العام الجاري بشكل كبير من التبادل التجاري مع الدول الغربية، مع التركيز على الجنوب العالمي والشرق، حسبما قالت رئيس تحليل الاقتصاد الكلي أولغا بيلينكيا في مؤسسة "Finam" للأوراق المالية الروسية.
كما قال رئيس مختبر المؤسسات وتحليل الأسواق المالية في معهد البحوث الاقتصادية التطبيقية التابع للأكاديمية الرئاسية الروسية للاقتصاد الوطني، ألكسندر أبراموف «تجد روسيا بالتدريج طرقاً لتكييف نفسها مع العقوبات الغربية، كما أصبحت العملة الصينية "اليوان" من أكثر العملات تداولاً في بورصة موسكو».
ومن جانبه، أكد المدير التنفيذي لقسم أسواق رأس المال في شركة "Iva Partners "، أرتيم توزوف أن الانخفاض في تجارة روسيا مع الاتحاد الأوروبي أدى إلى زيادة التجارة الروسية مع الصين.
بالنسبة للنفط والغاز، قال محلل سوق الاستثمار في شركة "BCS World of Investment "، «إيغور غالاكتينوف» الزيادة في إمدادات الغاز الطبيعي المسال تعتمد على ما إذا كانت روسيا ستنجح في إيجاد بدائل لتكنولوجيات تسييل الغاز المستوردة".
أما العضو المنتدب في وكالة التصنيف " "NRA«سيرغي جريشونين» فقال: الاحتمالات كبيرة بأن بناء خط أنابيب الغاز «قوة سيبيريا- 2» سيبدأ في وقت مبكر أكثر مما هو مخطط له، لأن روسيا والصين تدركان بشكل متزايد، أهمية إمدادات الغاز التي لا تعتمد على الوضع الجيوسياسي".
ويضخ خط أنابيب «قوة سيبيريا- 1»، الغاز الطبيعي الروسي من الحقول في الشرق الأقصى الروسي إلى الصين، وبدأت الإمدادات عبره إلى الصين في 2 ديسمبر 2019، الأمر الذي شجع البلدان على بناء خط جديد هو «قوة سيبيريا-2»، لتلبية الطلب المتنامي على الغاز في الصين، ففي فبراير 2022، وقعت شركة «غازبروم» عقداً طويلاً مع شركة "CNPC" «الصينية حول تصدير الغاز الروسي من الشرق الأقصى، من خلال خط جديد هو "قوة سيبيريا- 2"، والذي سيكون بمقدوره نقل نحو 50 مليار متر مكعب إضافي.