تشير الشركة الاستشارية العالمية «ميرسر» إلى أنّ مهندسي البرمجيات في دبي الذين يتمتعون بخبرة لا تقلّ عن ثلاث سنوات يتقاضون ثالث أعلى رواتب في العالم، أي بما يفوق بنسبة 30% الرواتب الممنوحة لهذه الفئة من الموظفين في المدن الأخرى التي تُعدّ مراكز رئيسية للتكنولوجيا مثل لندن وأمستردام وبرلين. يعكس هذا الفارق الملحوظ في الرواتب إلى ارتفاع الطلب على المتخصّصين في مجال التكنولوجيا، في ظلّ التأكيد على سعي دبي لتصبح مركزاً عالمياً لجذب أفضل المواهب في مجال التكنولوجيا الرقمية، انسجاماً مع مساعي الإمارات لدعم نمو الاقتصاد الرقمي كأحد الأولويات الاستراتيجية الرئيسية في الدولة.
ويظهر استبيان «ميرسر» أنّ كلفة المعيشة في دبي لا تزال أقلّ بكثير من معظم المدن التكنولوجية الأخرى، بما في ذلك لندن في المرتبة السابعة وسنغافورة في المرتبة الثامنة ونيويورك في المرتبة الحادية عشرة وسان فرانسيسكو في المرتبة التاسعة عشرة وأمستردام في المرتبة الخامسة والعشرين.
ويُظهر الاستبيان كذلك أنّ الأسباب التي تجعل دبي مدينة يمكن للفرد تحمّل كلف العيش فيها أكثر من غيرها نسبياً تنقسم إلى فئتين، فمن جهة وفي ظلّ توجّه دول العالم المتزايد نحو العمل المرن عن بُعد، يتيح 60% تقريباً من أصحاب العمل في الإمارات للموظفين خيارات العمل المرن التي تسهم في خفض كلف التنقّل بشكل ملحوظ، ومن جهة أخرى، يملك الموظفون الذين يحتاجون للتنقّل يومياً إلى مكان عملهم القدرة على تغطية كلف شراء سيارة وملئها بالوقود يومياً، نظراً إلى أنّ هذه الكلف تُعدّ الأدنى نسبياً في هذه المدينة، مقارنة بالمدن الأخرى مثل لندن ونيويورك وبرلين.
بالإضافة إلى ما سبق، تُعدّ كلف السكن والإيجار التي يُعزى إليها جزءٌ كبيرٌ من كلف المعيشة في المدن معقولة في دبي أكثر منه في المدن الأخرى، حيث تبلغ كلف السكن في لندن ونيويورك ضعف معدلها الحالي في دبي وأقلّ بنسبة 50% مما هي عليه في سنغافورة، وتُعدّ كلفة استخدام وسائل النقل العام كذلك أقلّ في دبي مقارنة بكلفتها في المدن الأخرى مثل لندن ونيويورك، اللتين تفوقاها بنسبة 152% و67% على التوالي.