انخفض النحاس إلى أقل من 8000 دولار للطن، مسجلاً أدنى مستوى له منذ أوائل عام 2021، حيث أدى تعميق المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي العالمي إلى حدوث انهيار بالمعادن الصناعية.
وأوضحت وكالة بلومبيرغ اليوم الجمعة، أن معدن النحاس الذي يُعتبر مقياساً لنمو الاقتصاد العالمي، تراجع ببورصة لندن للمعادن بنسبة 3.6% إلى 7959 دولاراً للطن في لندن، مواصلاً الخسائر بعد أسوأ أداء فصلي له في عقد من الزمان.
وهبط الألمنيوم 1.9% بينما تراجع النيكل 3.7%، كما تراجع خام الحديد في سنغافورة مع ظهور مخاوف من أن الحكومة الصينية ستفرض قيوداً على إنتاج الصلب في وقت يتسم بضعف الطلب وارتفاع المخزونات.
وذكرت الوكالة أن هناك بعض النقاط المضيئة بالنسبة للمعادن، حيث يتعافى الطلب الصيني تدريجياً من عمليات إغلاق Covid وتعزز الحكومة التحفيز بما في ذلك المزيد من الأموال للإنفاق على البنية التحتية.
وعلى الرغم من ذلك يحذر بعض المحللين من أن أسعار المعادن قد تشهد ارتداداً قد يكون قصير الأجل في ظل تراجع حالة الركود في سوق العقارات في البلاد بنهاية شهر يونيو، وتراجع نشاط التصنيع أيضاً بقوة أكبر من المتوقع.
ويبدو أن المستثمرين مقتنعون بشكل متزايد أن النمو مهيأ للتلاشي وسط تشديد السياسة النقدية وأزمة الطاقة المتمركزة في أوروبا.
وقال وي لاي، المحلل في شركة تي إف فيوتشرز، عبر الهاتف من شنغهاي: «هناك مخاوف متزايدة بشأن الطلب العالمي»، وأضاف أن سوق النحاس سيواجه فائضاً بنحو 10% من إجمالي العرض في العامين المقبلين بناءً على سيناريو الهبوط الصعب للولايات المتحدة وأوروبا، مع عدم قدرة الانتعاش الضعيف في الصين على تعويض الانخفاضات العالمية في الطلب، نقلاً عن تقدير من الوسيط.
وقالت كارولين باين، كبيرة اقتصاديي السلع في كابيتال إيكونوميكس، في مذكرة: «نعتقد أن التعافي في مؤشرات مديري المشتريات في الصين في يونيو كان مدفوعاً برفع القيود المتعلقة بالفيروسات بدلاً من تحسن الظروف الاقتصادية الأساسية». وتعتقد أن النمو الضعيف في نشاط الصين سيستمر في التأثير على أسعار السلع الصناعية في الأشهر المقبلة.