لا تزال أسواق الخليج تحافظ على كونها المنطقة المضيئة ضمن أسواق المال العالمية التي انجرفت بسبب مخاوف الركود الاقتصادي والتوترات العالمية.
وأكد محللو أسواق المال لـ«الرؤية» أن مخاوف المستثمرين حيال النمو الاقتصادي العالمي وارتفاع معدلات التضخم وزيادة أسعار الفائدة أثرت سلباً على أسواق المنطقة في الآونة الأخيرة، ولكن التأثير لا يزال أقل بكثير عن نظيرتها العالمية.
وأكد المحللون أنه من المتوقع أن تدعم الاكتتابات الأولية في الفترة المقبلة أداء الأسواق الخليجية لتعود لقوتها في النصف الثاني من العام، مستبعدين تراجعاً قوياً في الاكتتابات الأولية.
وتراجع سهم تيكوم في ختام أولى جلساته اليوم بسوق دبي بنسبة 8.61% عند مستوى 2.44 درهم، مقابل سعر الاكتتاب البالغ 2.67 درهم، متصدراً تراجعات سوق دبي.
وتصدر سهم تيكوم قيم تداول سوق دبي بنحو 407.37 مليون درهم بحجم تداول 158.8 مليون سهم.
واستقطب الطرح العالمي لتيكوم طلباً قوياً ضمن اكتتاب المستثمرين من المؤسسات المؤهلة واكتتاب الأفراد في دولة الإمارات، وبلغت قيمة طلبات الاكتتاب المستلمة 35.4 مليار درهم، ما أسفر عن تغطية إجمالية لكمية الأسهم المطروحة بأكثر من 21 مرة بحسب السعر النهائي.
وسجّل اكتتاب الأفراد لتيكوم في دولة الإمارات تغطية بواقع 40 مرة، وتقريباً هي أعلى نسبة تغطية في تاريخ الاكتتابات العامة في سوق دبي المالي.
مخاوف عالمية
من جهته، قال نائب رئيس إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في كامكو إنفست رائد دياب، إن الأسواق الخليجية تأثرت سلباً بتراجع نظيراتها العالمية في ظل الأزمات الموجودة في الوقت الراهن من رفع أسعار الفائدة ومعدلات التضخم المرتفعة وأزمة سلاسل التوريد والصراع العسكري بين روسيا وأوكرانيا والمخاوف حيال النمو الاقتصادي العالمي.
وأشار دياب إلى أنه بالطبع سيؤثر ذلك على المناخ الاستثماري العام، لكن الأسواق الخليجية تبدو أقل تضرراً وهي الآن في مرحلة استقرار، وكان هناك العديد من الاكتتابات في الفترة الماضية مع الأداء المميز للمؤشرات الخليجية في عام 2021، واستمرار تواجد معظم تلك الأسواق في المنطقة الايجابية منذ بداية عام 2022 حتى تاريخه مع الأداء القوي للشركات المدرجة والتدفقات الأجنبية في الفترة الماضية لاقتناص الفرص المتاحة في ظل ارتفاع أسعار النفط والتوقعات بأن يكون النمو الاقتصادي لدول الخليج قوياً في عام 2022.
وتابع: «من غير المتوقع أن يكون هناك تراجع قوي لسوق الاكتتابات لكن قد تستقر في الوقت الراهن وتعود مع نهاية العام».
تراجع شهية المستثمرين
من جانبه، قال آرون ليزلي جون المحلل لدى سنشري فاينانشال، إنه على الصعيد العالمي، تتزايد المخاوف من الركود، وهناك خوف من أن تنزلق أوروبا إلى ركود عميق إذا أوقفت روسيا صادرات الغاز الطبيعي، مضيفاً أنه بالنظر إلى تدهور معنويات المخاطرة، فليس من الغريب أن يكون أداء أسهم تيكوم ضعيفاً في السوق.
ونوه بأن تيكوم هي الثانية من بين 10 عمليات خصخصة مخطط لها في دبي كجزء من هدف الحكومة لتعزيز أسواق رأس المال.