انخفض النحاس إلى أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2020 إلى ما دون 7000 دولار للطن، مع استمرار ارتفاع المخاوف من الركود العالمي، ليتراجع بذلك بنحو 35% من أعلى مستوى له على الإطلاق قبل أربعة أشهر حين شعر المستثمرون بالقلق من أنَّ الحرب في أوكرانيا ستزيد من تعقيد إمكانية حصول المستخدمين على النحاس.
يأتي الانحدار السريع وسط مخاوف مستمرة من أنَّ الصين، التي تمثل نصف الاستهلاك العالمي، لن تتعافى بسرعة من عمليات الإغلاق المتعلقة بكوفيد، إلى جانب ارتفاع كلف الطاقة التي تثقل كاهل الاقتصاد الأوروبي، وتهديد التضخم المتتالي في الولايات المتحدة بالركود في أكبر اقتصاد في العالم، حسبما جاء في مقالة نشرتها «بلومبيرغ» مؤخَّراً.
وأشار كبير مخططي استراتيجيات السوق في شركة «بلو لاين فيوتشرز» فيل سترايبل، إلى صعوبة تحديد قاع صلب للنحاس، حيث أن مشكلة الصين وأسعار الفائدة ومخاوف الركود وقضايا سلسلة التوريد لا تزال قائمة.
وانخفض تداول النحاس في بورصة لندن للمعادن بما يزيد عن 25% هذا العام، متجهاً نحو أكبر انخفاض سنوي له منذ ذروة الأزمة المالية عام 2008.
وتشير توقعات شركة «غولدمان ساكس» هذا الأسبوع إلى احتمالية تداول النحاس عند 6700 دولار للطن في الأشهر الثلاثة المقبلة، ما يعدُّ انخفاضاً بنسبة 22% عن توقعاتها السابقة، مضيفةً أنَّ ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي سيظل عكس اتجاه النحاس حتى تهدأ مخاطر الاقتصاد الكلي.
ويشكِّل هذا الانخفاض جزءاً من عملية بيع أوسع نطاقاً للمعادن الصناعية، حيث إنَّ مؤشر المعادن الستة المتداولة في بورصة لندن، الألومنيوم والنحاس والزنك والنيكل والقصدير والرصاص، انخفض بنسبة 23% هذا العام، كما هبطت أسعار الصلب القياسية في الولايات المتحدة بما يزيد عن 36%، في حين هبط خام الحديد بنسبة 19%.
ولم تكن شركات التعدين محصَّنة من السقوط، إذ انخفضت قيمة شركة «فريبورت-ماكموران» المنتجة للنحاس بنحو 40% هذا العام، فيما حذَّرت «غولدمان ساكس» من أنَّ ارتفاع الكلف يجعل نحو 300 ألف طن من سعة مناجم النحاس العالمية غير مربحة، علماً بأنَّ الإنتاج الذي كان مربحاً عند 6270 دولاراً للطن قبل عام لن يكون الآن مربحاً عند 7500 دولار للطن.