يكافح تجار التجزئة عبر الإنترنت مع الضائقة الاقتصادية العالمية، حيث سجلت شركة «سي ليمتد» في سنغافورة خسارةً أكبرَ ممَّا كان متوقَّعاً، وسحبت توقعاتها للتجارة الإلكترونية لعام 2022، منضمَّةً بذلك إلى شركات أخرى تكافح لقياس التوقعات الاقتصادية العالمية غير المؤكدة بشكل متزايد.
وسجَّلت الشركة خسارةً معدَّلة قبل الفوائد والضرائب واستهلاك الدين قدرها 506.3 مليون دولار في الربع الأخير في يونيو، متجاوزةً بذلك متوسِّطَ التوقُّعات البالغ 482.3 مليون دولار، كما أنَّ أسهم الشركة انخفضت بما يزيد على 4% في تداول ما قبل السوق، وذلك بعد أن خفَّضت الشركة توقعات إيرادات التجارة الإلكترونية لعام كامل في مايو إلى أدنى مستوياته عند 8.5 مليار دولار، مقارنةً بـ8.9 مليار دولار سابقاً.
وبعد انتهاء عمليات الإغلاق الناجمة عن الوباء، يخفض المتسوقون عمليات الشراء عبر الإنترنت، ويتجهون نحو الأساسيات في ظلِّ الركود المحتمل؛ لذلك عانت الشركة سلسلة من النكسات هذا العام، بما فيها الحظر المفاجئ في الهند لما تصدره الشركة من ألعاب للهاتف المحمول، والإغلاق اللاحق لعمليات التجارة الإلكترونية الخاصة بها هناك.
وانخفضت أسهم الشركة بنحو 75% منذ ذروتها في أكتوبر، في حين استمرت الشركة بمحاولة تعزيز الربحية بوصفها نمطاً أساسياً للنمو، ولكن ارتفعت مبيعات الربع الثاني بنسبة 29% فقط لتصل إلى 2.9 مليار دولار، ما يعدُّ أبطأ نمو منذ نحو خمس سنوات.
كما زادت الخسارة الصافية لشركة «سي ليمتد» بما يزيد على الضعف لتتجاوز 931 مليون دولار في الربع الأخير حتى يونيو، فيما ارتفعت إيرادات الربع الثاني من «شوبي»، قسم التجارة الإلكترونية في الشركة، بنسبة 51% إلى نحو 1.7 مليار دولار، مقارنةً بالتقديرات التي بلغت 1.9 مليار دولار.
أمَّا الإيرادات من قسم الألعاب «غارينا»؛ فانخفضت إلى 900.3 مليون دولار، متقدمة قليلاً عن التقديرات التي تبلغ 827.6 مليون دولار، مع استحقاق لعبة «فري فاير» على الهاتف المحمول، وفقاً لمقالةٍ نشرتها «بلومبيرغ» مؤخَّراً.
ومن ناحية أخرى، ارتفعت الإيرادات من وحدة الخدمات المالية الرقمية «سي موني» إلى 279 مليون دولار، في حين خفَّضت «سي» من وجودها الخارجي، وقلَّصت فرص العمل في الشركات الطرفية بسبب المنافسة، مركِّزةً بشكل أكبر على الربحية، ما يعدُّ تحوُّلاً كبيراً عن موقفها السابق من الإنفاق على التوسُّع العالمي.
ارتفعت القيمة الإجمالية لمعاملات منصة «شوبي» بنسبة 27% إلى 19 مليار دولار، في حين يقلِّل بعض المستثمرين من استثمارهم في الشركة، حيث باعت شركة «تايغر غلوبال مانجمنت» ما قيمته 473.8 مليون دولار من أسهمها في شركة «سي»، ما أدَّى إلى خفض حيازاتها بعد ستة أرباع من الشراء، وفقاً لتقارير لجنة الأوراق المالية والبورصات، علماً بأنَّ شركة «ألتيميتر كابيتال مانجمنت» المساهمة في شركة «غراب هولدينغز» غادرت الفئة (أ) من إيصالات الإيداع الأمريكية في شركة «سي».