الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

موجة الجفاف تثقل كاهل أسواق الحبوب الأمريكية

موجة الجفاف تثقل كاهل أسواق الحبوب الأمريكية

نبراسكا. (رويترز)

يشكِّل أسوأ موسم جفافٍ منذ عقد تحدياتٍ جديدة لمزارعي الذرة في الولايات المتحدة، والذين يعانون مسبقاً من ارتفاع التكاليف الذي يمثِّل الجانب المظلم لازدهار سوق السلع بعد جائحة كورونا، حيث تجلَّت الأضرار التي لحقت بالمحاصيل من ساوث داكوتا ونبراسكا إلى أيوا وإلينوي هذا الأسبوع في استطلاعات أجرتها شركة «بروفيشنال فارمرز أوف أميريكا»، والتي قيَّم فيها المزارعون والتجار زراعةَ الذرة وفول الصويا في الحقول عبر سبع ولايات، بحسب ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال.

وخفَّضت شركة «برو فارمر» هذا الشهر توقُّعاتها لإنتاج الذرة بنسبة 13% في ولاية نبراسكا و22% في ولاية ساوث داكوتا، مقارنةً بالمستويات التي ظهرت في مسحها العام الماضي؛ لذا أسهمت تلك التخفيضات في تغذية انتعاش أسعار العديد من الحبوب الأسبوع الماضي، ما زاد من التقلُّبات في تداول العقود الآجلة في مجلس شيكاغو للتجارة.

ومن المتوقَّع انخفاض غلات محاصيل الذرة؛ بسبب ذبولها نتيجة للحرارة المرتفعة التي تفاقم الجفاف، إلا أنَّ الجفاف ليس المشكلة الوحيدة التي تواجه المحاصيل، حيث أفاد جيسون ميدور، رئيس شركة «رورال كوميونيتي إنشورنس سيرفيسز» للتأمين، بأنَّ سلسلةً من عواصف البرد الشديد ضربت محاصيل نبراسكا في يونيو.

وانخفضت غلات المحاصيل المتوقَّعة في نبراسكا حتى في الحقول التي تحوي أنظمةً للري، ما يعدُّ تحولاً غير عاديٍّ للأحداث يعكس مدى حرارة وجفاف الطقس هذا الصيف في الغرب الأوسط.

ومن جهتها ذكرت إحدى العائلات الزراعية أنَّ نحو 70% من مزارعها مروية، لكنَّ الجفاف في جزء من مقاطعة واشنطن يدفعها إلى توقع نتائج دون المستوى، حيث رجَّحت البيع هذا العام بأسعار جيدة ولكن مع عائد أقل.

كما أنَّ التقارير التي تتوقَّع الجفاف تزيد من أسعار المحاصيل، حيث تعاني مقاطعة كولفاكس أيضاً من جفافٍ شديد، في حين أفاد بعض مزارعي مدينة ستانتون في مقاطعة أيوا بأنَّهم لم يشهدوا مثل هذا الفرق بين المزروعات المروية وغير المروية من قبل.

جديرٌ بالذكر أنَّ آثار الجفاف عالمية، حيث توقعت شركة «آرتشر دانيلز ميدلاند» وشركة «بونغ» الشهر الماضي أنَّ الحرب في أوكرانيا وسوء الأحوال الجوية في أمريكا الجنوبية والاتحاد الأوروبي والصين سيبقيان إمدادات الحبوب العالمية شحيحة، علماً أنَّ شركة «دير آند كو» للمعدات الزراعية خفَّضت هذا الشهر توقعاتها للأرباح لعام 2022، حيث أدى التضخم والتأخير في سلسلة التوريد إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج بنسبة 23% عن العام السابق.

علاوةً على ذلك، تزيد الأسعار المرتفعة للحبوب من أسعار الطعام والوقود، حيث ارتفعت أسعار الطعام بنسبة 11% في يوليو مقارنة بالعام السابق، وفقاً لمقالةٍ نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» حديثاً، في حين ارتفعت أسعار الطاقة بنسبة 33% في الفترة نفسها.

أدى ذلك إلى تقلُّبات في السوق، حيث ارتفعت أسعار المحاصيل بعد الحرب في أوكرانيا، ثم انهارت في يونيو مع صرف المضاربين تداولاتهم التضخمية وتخلصهم من العقود الآجلة الزراعية، أمَّا الآن، فترتفع الأسعار مجدَّداً مع ظهور صور وتقارير عن المحاصيل الذابلة.

لكنَّ أخبار المحاصيل ليست كلها سيئة، حيث تجري موازنة إجهاد المحاصيل غرب حزام الذرة جزئياً بواسطة المحاصيل الأكثر رطوبة في الشرق، ففي أحدث تقرير عن العرض والطلب هذا الشهر، توقَّعت وزارة الزراعة الأمريكية أن يبلغ إجمالي إنتاج الذرة المحلي 14.4 مليار بوشل، بانخفاض طفيف فقط عن توقعاتها في يوليو.

إلى جانب ذلك، رفعت الوزارة توقعاتها حول ناتج محاصيل فول الصويا في تقرير أغسطس لتصل إلى 4.5 مليون بوشل، ولكن في أحدث توقعاته هذا الأسبوع، أعطى مركز التنبؤ بالمناخ فرصة بنسبة 60% لاستمرار ظاهرة «النينا» المناخية المسؤولة عن التغيير الدوري غير منتظم في الرياح ودرجات الحرارة في المحيط الهادئ الاستوائي الشرقي حتى العام القادم.

وفي حال استمرت الأحوال الجوية السيئة، إلى جانب الوضع القاسي للاقتصاد، فستزيد حالة عدم اليقين لدى المزارعين الأمريكيين، ما سيؤثر بدوره على أسعار السلع والمحاصيل الزراعية.