الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

كيف تغير مشهد سياحة الأعمال في عام 2022؟

كيف تغير مشهد سياحة الأعمال في عام 2022؟

تركت عودة سفر الأعمال تأثيرات ملموسة في استقطاب أصحاب المواهب واستبقائهم في وظائفهم؛ إذ يتوق نحو%96 من الموظفين الذين تتطلب وظائفهم السفر هذا العام إلى استعادة امتيازات السفر.

وبحسب التقرير السنوي الرابع حول مسافري الأعمال العالميين، فإن 23% من المشاركين في دراسة بحثية، سيبحثون عن وظيفة جديدة إذا لم يتحسن جدول سفرهم، حيث غّير عام 2022 مشهد سفر الأعمال.

واستند التقرير على دراسة بحثية أُجريت بتكليف من شركة «إس إيه بي كونكر»، على مسافري الأعمال العالميين الذين يتناقص عددهم، وتوقعات هؤلاء المسافرين، والرابط أو الصلة بي معدّلات السفر والرضا الوظيفي.

الرضا الوظيفي

وكشفت الدراسة أن كل الموظفين ممن تتطلب وظائفهم السفر لإنجاز أعمالهم، يمنون النفس باستعادة قريبة لامتيازات السفر، التي تشمل تجربة الأماكن والثقافات الجديدة، والخروج إلى حفلات العشاء والمناسبات، والاستمتاع بعطلة قصيرة يستريحون فيها من عناء الحياة اليومية، وأبدى نحو 50% من مسافري الأعمال المشاركين في الدراسة رغبتهم في استعادة فرص بناء علاقات الأعمال من خلال العلاقات الشخصية، متطلّعين إلى إثراء الإنتاجية عبر الاجتماعات واللقاءات الشخصية، لكن توجهات السفر المؤسسية لم تفِ بتوقعات أجندة سفر ثلاثة من كل خمسة مستطلعين من مسافري الأعمال، إذ ذكر 82% أن مؤسساتهم تعود إلى مستويات ما قبل الجائحة، ولكن بنهج مفاده «سفر أكثر بمسافرين أقلّ.

وظيفة جديدة

وفي ظل عدم تمكن نحو 25% من مسافري الأعمال من السفر بوتيرة مثالية، وعدم تحسن جدول سفرهم؛ فمن المتوقع أن يتجه 23% منهم إلى البحث عن وظيفة جديدة، وترتفع هذه النسبة إلى 35% لدى الشباب الذين تراوح سنهم حول أواسط العشرينيات، بينما 24% ممن تراوح أعمارهم في ثلاثينيات العمر، فيما تقلّ إلى 20% لدى من هم في الأربعينيات أو أوائل الخمسينيات، وإلى 16% لدى مسافري الأعمال الأكبر سناً.

تعديل في السياسة

ولم تتغير توقعات مسافري الأعمال في 2022 عما كانت عليه في العام الماضي؛ إذ يرى 91% منهم أن بعض خيارات السفر والحجوزات المرنة ضرورية لمؤسساتهم، نظراً لأنها تساعدهم في حماية صحتهم وسلامتهم أثناء السفر، وذلك مقارنة بـ89% في عام 2021، ويشعر مسافرو الأعمال بقدرتهم على رفض الرحلات التي لا تتناسب مع توقعاتهم أو مستوى راحتهم.

مخاوف السلامة

وتعد مخاوف السلامة المتعلقة بالسفر إلى مناطق معينة من العالم السبب الأكثر شيوعاً لرفض رحلة عمل بحسب آراء 50% من المستطلعة آراؤهم، وذكر 84% من مسافري الأعمال إن سفرهم قد تأثر بتداعيات الحرب في أوكرانيا، كما أن نصف مسافري الأعمال سيرفضون الذهاب في رحلة عمل تكلفهم بها مؤسستهم إذا كانت لديهم مخاوف صحية متعلقة بجائحة كورونا، كما أن 25% من المسافرين على استعداد لرفض رحلة عمل إذا كانوا يشعرون بالإرهاق جرّاء كثرة السفر، ويحتاجون إلى الراحة.

وأكد 25% من المشاركين في الاستطلاع رفض السفر في رحلة تتطلب اللجوء إلى خيارات سفر غير مستدامة.

امتيازات أكثر

ويعتزم مسافرو الأعمال طلب المزيد من الامتيازات من أجل قبول تولّي منصب يتطلب كثرة السفر، وذلك بالنظر لديناميكيات القوة في سوق العمل اليوم؛ إذ قال 92% إنهم سيطلبون رواتب أو امتيازات إضافية أو مزيداً من المرونة في السفر، لقبول مثل ذلك المنصب، وبينما يرغب 60% في الحصول على راتب ومكافأة أكبر لشغل منصب يتطلب سفراً أكثر، فإن آخرين تجذبهم الامتيازات لجعل عملهم أكثر متعة، فقد ذكر 39% من مسافري الأعمال أنهم سوف يطلبون إجازة إضافية، فيما قال نحو 37 % إن العمل من المنزل سوف يكون امتيازاً جذاباً، وكشفت الدراسة أن استقطاب المديرين التنفيذيين إلى مناصب تتطلب سفراً إضافياً، أكثر من رواتب ومكافآت الأعلى، حيث إن 51% من مسافري الأعمال من المستوى التنفيذي سوف يقبلون بتولّي منصب يتيح لهم المزيد من السفر بناءً على هذا الحافز.

ضغوط جديدة

وكشف الدراسة أن التحدّيات التي واجهها قطاع السفر في عام 2022 عديدة، شملت مخاوف الصحة والسلامة المرتبطة بالجائحة، وزيادة تكاليف السفر، وانتشار حالات إلغاء السفر وتأخّره، التي كانت من أكثر المخاوف لدى 61% من مسافري الأعمال؛ متخطية مهمة تقديم تقرير نفقات الرحلة والتي أيدها 39%، التي عادةً ما تُعدّ مزعجة.

وفي المقابل، فإن هناك تحولاً ملحوظاً في مستويات التوتر قبل سفر الأعمال، وأثناءه وبعده، إذ قال ما يقرب من اثنين من كل خمسة من مسافري الأعمال في العالم إن أكثر مراحل السفر إرهاقاً مرحلة أثناء الرحلة، بزيادة قدرها 7% مقارنة بـ31% في 2021.

صعوبة الأدوار

ويتوقع جميع مديري السفر الذين شملتهم الدراسة الاستطلاعية صعوبة أدورهم في الأشهر الاثني عشر المقبلة، مقارنة بالعام الماضي.

وقال أكثر من نصف مديري السفر إن وظيفتهم ظلّت عند مستوى الإرهاق نفسه الذي كانت عليه في العام السابق، أو أصبحت أكثر إرهاقاً، حيث يرى الكثيرون أن الإجهاد ناتج عن التدقيق المتزايد من الإدارات العليا التي تحاول إثبات العائد الاستثماري للدور الذي يؤدّونه.

وقالت الدراسة إن 49% من مديري السفر يتوقعون مواجهة تحدّيات تتعلّق بالتكيف مع التغييرات المتكررة في التوظيف، فيما يتوقع 47% مواجهة التحدّي المتمثل في استيعاب المزيد من المسافرين في الأسواق الثانوية والمدن الأصغر.

وقال 50% من المشاركين إن تزايد تقارير النفقات سيضيف تحدّيات لوظائفهم في العام المقبل، فيما ذكر 40% الشيء نفسه عن زيادة حجم السفر، وتوقّع 39% من مديري السفر مواجهة تحدّيات ناجمة عن انخفاض مخصصات السفر في الموازنات، فيما توقع 36% التكيف مع تغيّرات التوظيف في إداراتهم.