السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

شركات التكنولوجيا الصينية تعزز مكانتها في أوروبا باستحواذها على استوديوهات تصميم الألعاب

شركات التكنولوجيا الصينية تعزز مكانتها في أوروبا باستحواذها على استوديوهات تصميم الألعاب

تعزز شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة مكانتها في سوق ألعاب الفيديو في أوروبا، من خلال استحواذ عدد منها كـ«تنسنت» و«نت إيز» على أسهم في استوديوهات لتصميم هذه الألعاب، في ظل فرض سلطات بكين قيوداً صارمة على هذه السوق في الدولة الآسيوية الكبرى.

وسُجّلت صفقتان مُتتاليتان في فرنسا أظهرتا شهية الشركات الصينية لشراء استوديوهات تصميم ألعاب الفيديو، فبعد إعلان «نت إيز» في نهاية أغسطس استحواذها على استوديو «كوانتك دريم» المستقل، وهي الشركة المُطوّرة للعبة المغامرات «ستار وورز إكليبس»، عقدت مواطنتها «تنسنت» في بداية سبتمبر اتفاقاً مع شركة «يوبيسوفت» الفرنسية، يقضي بضخ الشركة الصينية المساهمة أصلاً في الشركة 300 مليون يورو في رأس مالها.

وتسيطر شركة «تنسنت» الأولى عالمياً في هذا القطاع، في الدول الآسيوية التي تشكل أهم سوق في مجال ألعاب الفيديو، فيما بدأت تعزز مكانتها بصورة تدريجية في أوروبا.

واستحوذت عام 2016 مثلاً على استوديو «سوبر سيل» الفنلندي (مطوّر ألعاب «كلاش أوف كلانز»، «كلاش رويل»، «برول ستارز») مقابل 8,6 مليارات دولار.

وبينما كان يُعتبر هذا السعر مبلغاً قياسياً في تلك المرحلة، سُجّلت مذاك عمليات استحواذ بمبالغ أكبر بكثير، إذ دفعت «مايكروسوفت» في بداية عام 2022 مبلغ 68,7 مليار دولار لشراء «أكتيفيجن بليزرد» («كول أوف ديوتي» من أبرز ألعابها)، في مؤشر على أنّ صفقات كبيرة هي في طور التسجيل.

ويقول الخبير في سوق ألعاب الفيديو والمستشار لدى مصرف «ألانترا» الاستثماري سيدريك لاغاريغ في حديث إلى وكالة فرانس برس، «إنّ +تنسنت+ تعقد استثمارات كثيرة، وتستحوذ على أسهم في عدد من الاستوديوهات»، مضيفاً أن الشركة «تعتمد هذه الخطة منذ مدة طويلة، وقد زادت وتيرة اللجوء إليها خلال السنوات الأخيرة».

وتتمثل أحدث عملية استثمار كبيرة لها في استحواذها على استوديو «سايبو غايم» (مطوّر لعبة «سابواي سافرز» الناجحة) الدنماركي في يونيو الفائت، بالإضافة إلى شرائها استوديو «سومو» البريطاني عام 2021 مقابل نحو مليار جنيه استرليني.

وتظهر السلطات الصينية حزماً كبيراً تجاه ألعاب الفيديو؛ سعياً إلى مكافحة إدمان الفئة الشابة عليها، كفرضها قيوداً صارمة تحصر الحق بلعب الفيديو على الإنترنت بثلاث ساعات أسبوعياً لمن هم دون سن 18 عاماً.

وفي يوليو 2021، علّقت الصين مدى تسعة أشهر منح الشركات أي تراخيص جديدة، ما أثر بشكل كبير على نسب الأرباح في القطاع، في إطار إعادة سيطرتها على قطاع التكنولوجيا.

وبينما عاودت بكين إصدار التراخيص بمنحها ترخيصاً جديداً لشركة «نت إيز»، امتنعت عن إعطاء ترخيص مماثل لشركة «تنسنت» المنافسة لـ«نت إيز»، والتي سجلت في أوائل أغسطس أول تراجع فصلي لرقم أعمالها منذ الاكتتاب في البورصة سنة 2004.

وتقول كبيرة المحللين لدى شركة «أمبير أناليسس» البريطانية المتخصصة في بحوث السوق لويز شورتهاوس لوكالة فرانس برس إنّ «الحصول على ترخيص للعبة جديدة يزداد صعوبة، بالإضافة إلى أنّ القيود التي تطال اللاعبين الشباب تجعل عملية النمو صعبة.

وبنتيجة ذلك، تتوجه الشركات الكبرى في المجال من أمثال +تنسنت+ و+نت إيز+ بصورة أكبر إلى بلدان أخرى لتحقيق أرباح».