الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

إيلون ماسك.. أهلاً بك في «جحيم تويتر»

إيلون ماسك.. أهلاً بك في «جحيم تويتر»

نشر موقع The Verge الأمريكي المتخصص بشؤون التكنولوجيا، مقالا بعنوان «أيلون ماسك.. في جحيم تويتر»، وذلك بعد اكتمال صفقة استحواذ إيلون ماسك على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الذي يبلغ موظفيه 7500، في صفقة بلغت قيمتها 44 مليار دولار.

واعتبر المقال الذي كتبته الكاتبة نيللي باتل، أحد المؤسسين للموقع، أنه بعد امتلاك ماسك لموقع تويتر، فلا توجد طريقة أمامه لزيادة أعداد المستخدمين للموقع، وكذلك زيادة عائداته، سوى الإقدام على بعض التنازلات، والتي ربما تعود عليه بآثار سلبية مدمرة، وعلى شركاته الأخرى، مثل شركة تسلا للسيارات.

وأوضحت قائلة: «المشكلات التي يواجهها موقع تويتر ليست مشكلات هندسية وإنما مشكلات سياسية، ويأتي على رأس أولويات الموقع الاهتمام بكل الأشخاص الذين يستخدمونه، مما جعلهم بمثابة الأصول المهمة لموقع تويتر، ومن هؤلاء العديد من السياسيين الذين أصبحوا مدمنين على استخدامه، بالإضافة إلى النجوم والصحفيين، وغيرهم من الأشخاص، والذين يجب أن يتم الحفاظ على استمرارهم في نشر التغريدات، بل إن إيلون ماسك هو أحد هؤلاء الذين أدمنوا استخدام تويتر، مما يعني أن ماسك باعتباره أحد المستخدمين، قد دفع 44 مليار دولار من أجل شراء نفسه».

وتابعت قائلة: «عندما يكون الناس بمثابة الأصول لأي شركة، فإن الأمر يكون معقداً، كما أن محاولة تنظيم الناس لم تفلح أبداً على مدار التاريخ، خاصة عندما تكون السلطة في يد فرد واحد، خاصة أن ماسك قد أصبح الآن بمثابة ملك متوج على عرش تويتر، ويظن الناس أن ماسك هو المسؤول المباشر الآن عن أي شيء يحدث على موقع تويتر».

واستطردت قائلة موجهة حديثها إلى ماسك: «لا يجب عليك أن تحظر العنصرية والتمييز على أساس الجنس، أو غيرهما من الكتابات التي لا توجد عليها أي مساءلات قانونية في الولايات المتحدة الأمريكية، وبإمكانك أن تتحدث كما شئت عن توفير حرية التعبير التي تريدها، لكن الحقيقة المجردة هي أنه سيكون لزاماً عليك حظر بعض العبارات، وفقاً للقانون، إذا كنت تريد أن تكسب المال، وعندما تفعل ذلك، فإنك ستكون عرضة للانتقاد من الأجيال الشابة اليمينية».

ومضت تقول لماسك: «إذا كنت تريد تحقيق المزيد من الأرباح، من خلال تويتر، فعليك أن تجعل المزيد من الأشخاص ينضمون إليه، وينشرون تغريداتهم من خلاله، وأن تجعل تجربتهم في استخدامه أكثر متعة، وهو الأمر الذي يعني أنه سيكون لزاماً عليك أن تكون معتدلاً بشكل أكبر».

وحول حرية التعبير قالت: «كل من يبكي على حرية التعبير يتجاهل أن أكبر تهديد عليها، هو الإدارات الأمريكية، والتي عبرت عن استيائها من التعديل الأول على الدستور الأمريكي (وهو الذي يمنع وضع أي قوانين تحظر حرية ممارسة الدين، أو تحد من حرية التعبير، أو التعدي على حرية الصحافة، أو التدخل في حق التجمع السلمي)، بل إن كلاً من الرئيس الحالي جو بايدن، والسابق دونالد ترامب، لديهما مواقف ضد القانون الذي يحمي الشبكات الاجتماعية».

ومضت تقول: «بعض حكومات الولايات في أمريكا، مثل تكساس وفلوريدا، أقرت بعض القوانين لتحديد الاعتدال في شبكات التواصل الاجتماعي، في اعتداء صريح على التعديل الأول على الدستور الأمريكي، وتلك القوانين غير دستورية، مما يجعل المشكلة تنتقل إلى المحاكم، سواء في الولايات أو على مستوى المحكمة العليا.. وعليك في تلك المشكلة أن تعلن موقفك، وتدافع عن التعديل الأول للدستور، ضد تلك القوانين في تكساس وفلوريدا، بينما أن موقفك الشخصي هو الإعجاب بضرائبها وحكامها، فهل أنت مستعد لذلك؟ وهل أنت مستعد للجلوس أمام الكونغرس الأمريكي ورفض المشاركة في جلسات الحديث عن المحتوى؟».

وتطرقت الكاتبة إلى الأوضاع خارج الولايات المتحدة الأمريكية قائلة: «يزداد الأمر سوءاً عند الحديث عن الأوضاع خارج الولايات المتحدة، فعلى سبيل المثال، ألمانيا تعد سوقاً كبيرة لسيارات شركة تسلا التي يمتلكها ماسك، فهل يمكن أن ينتهك القوانين حول الحديث في ألمانيا؟ لا أعتقد ذلك.. والأمر نفسه موجود في الهند، وكذلك في العديد من الدول الأخرى، بشأن المحتوى الذي يتم نشره عبر شبكات التواصل الاجتماعي».

واختتمت مقالها قائلة: «إيلون ماسك.. أهلاً بك في جحيم تويتر».