أكد كبار المصرفيين في البلاد أنّ الصناعة الألمانية تتكيف مع التحديات طويلة الأجل التي تلوح في الأفق حتى في خضم أزمتي الطاقة والتضخم الحاليتين. قال توماس غروس، الرئيس التنفيذي للمقرض هيلابا، في جلسة في فرانكفورت يوم الاثنين: «لا أعتقد أننا سنشهد أزمة هيكلية متوسطة وطويلة الأجل، على الرغم من أن البلاد ربما تتجه إلى الركود».
وأضاف غروس: «بدلاً من الاستماع إلى «التوقعات المتشائمة»، يمكننا الاعتماد على قدرة الصناعة الألمانية على الابتكار والتكيف، سيما المنصة المتوسطة». والواقع أن أضخم اقتصاد في أوروبا كان يواجه تحولات جوهرية حتى قبل أن تسبب حرب روسيا في أوكرانيا الفوضى عبر سلسلة إمداداتها من الطاقة، وتعمل خطط أوروبا للتخلص من انبعاثات الكربون على زيادة الضغط على الصناعة الثقيلة الألمانية، في حين تكافح صناعة السيارات المحورية من أجل التحول إلى التنقل الكهربائي.
وقالت بيتينا أورلوب، كبيرة الإداريين الماليين في كوميرزبنك إيه جي، في الجلسة: «الوضع أفضل من الحالة المزاجية العامة»، فالشركات لا تقول «يا إلهي، ها قد جاءت الأزمة ولسنا مستعدين»، بل يستعدون كل يوم رغم بعض المشاكل، مثل تقنين الغاز المحتمل، فمن كان يظن أننا سننظر جميعاً باستمرار في توقعات الطقس لنرى كيف ستبدو، ولن تكون بالسوء الذي يتوقعه البعض».
نما الإنتاج الألماني بشكل غير متوقع في الربع الثالث، ما أدى إلى تأخير الركود الذي توقعه العديد من المحللين على خلفية ارتفاع التضخم وأزمة الطاقة الناجمة عن الحرب. وقال لوتز ديديريكس، الذي يدير وحدة بي إن بي باريباس الألمانية، إن البنوك لم ترَ حتى الآن تأثيراً على دفاتر قروض الشركات والمستهلكين.
كما أشار غروس إلى أن الدعم الحكومي للاقتصاد عامل يساعد في التوقعات الحالية، ورغم ذلك فإن المصرفيين كثيراً ما يعتبرون هذا الدعم أمراً مفروغاً منه، وفقاً لأهم مراقب مالي في البنك المركزي الأوروبي، أندريا إنريا.
وأضاف إنريا، المسؤول الأعلى عن الرقابة المصرفية في منطقة اليورو، إنه يرى «أجواء إيجابية للغاية» في الصناعة حيث إن الزيادة في أسعار الفائدة هذا العام «تترك سحرها» على ربحية البنوك، وقال إن هذا الشعور بالتفاؤل لم يهدأ حتى في مواجهة التوقعات بأن المنطقة تواجه تباطؤاً اقتصادياً أو ركوداً ضحلاً.
وقال كورنيليوس رييس، الرئيس التنفيذي المشارك للمقرض التعاوني DZ Bank AG، إن البنوك لم ترَ بعد كيف ستسير الأزمات المختلفة التي تواجه الاقتصاد، وربما لم تكن التوقعات على هذا النحو من عدم اليقين، ومع ذلك، سيثبت أن المتشككين في ألمانيا على خطأ.