الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

«العملات المستقرة».. جسر آمن بين الأموال التقليدية والمشفرة

«العملات المستقرة».. جسر آمن بين الأموال التقليدية والمشفرة

تعرضت صناعة العملات الرقمية التي تبلغ قيمتها 1.3 تريليون دولار خلال مايو الماضي لإحدى أصعب تحدياتها عندما فشلت عملة «تيثر» المستقرة -وهي رقم مهم في السوق- في الحفاظ على ارتباطها بالدولار الأمريكي.

وتلعب تيثر، أكبر مشغل في مساحة العملات المستقرة، وتبلغ 180 مليار دولار، دوراً مهماً في تسهيل التداول عبر سوق العملات المشفرة وتوفر أيضا رابطاً مع النظام المالي السائد.

حماية المتداولين والمستثمرين

وتعدّ العملات الرقمية المستقرة جزءاً أساسياً من عالم العملات الرقمية، وتتميز نظرياً بقدرتها على حماية المتداولين والمستثمرين من تقلبات السوق، وتكون لها قيمة مرتبطة بالدولار الأمريكي، أو بأي عملة ورقية أخرى، وهو ما يساعد في تقليل التقلبات وتحويلها إلى أموال رقمية قابلة للتحويل بسهولة من بورصة إلى أخرى، وغالباً ما يتم تسويقها للمستثمرين الذين قد لا يملكون الجرأة على التقلب المرتبط بعملة البيتكوين والإيثريوم وغيرها من العملات المشفرة الشائعة، وفقاً لشبكة «إيه بي سي نيوز»، ولعبت العملات المستقرة، التي من المفترض أن تتعقب عملات العالم الحقيقي، دوراً مركزياً في استقرار سوق العملات المشفرة الأوسع من خلال تزويد المتداولين بمكان آمن لإيقاف أموالهم بين إجراء الرهانات على العملات الرقمية المتقلبة.

وتقدم العملات الرقمية المستقرة العديد من المزايا التي توفرها العملات المشفرة الأخرى، كما أنها توفر جسراً بين العالم الحقيقي للعملات الورقية والعملات المشفرة، فضلاً عن مكان تخزين للمستثمرين والتجار للهروب مؤقتاً من التقلبات الهائلة لأسواق العملات المشفرة، وتختلف العملات المستقرة عن العملات المشفرة الأخرى مثل بيتكوين بأنها مستقرة القيمة أما الثانية فشديدة التقلب، كما أنها تمثل جسراً بين العملات الورقية الحقيقية والعملات المشفرة.

أنواع العملات المستقرة

وحسب تقرير لموقع «مودرن دبلوماسي» فإن هناك نوعين أساسيين من العملات المستقرة هما العملات المستقرة المركزية واللامركزية. العملات المركزية: عادة ما يكون هذا النوع من العملات الرقمية المستقرة مرتبطاً بعملات ورقية مضمونة خارج السلسلة وتكون مرتبطة بطرف ثالث كبنك مثلاً، ومن أفضل الأمثلة على العملات المستقرة المركزية نجد «التيثر» (USDT) و«كوين بيس» (USDC)، فضلاً عن بعض الإضافات الجديدة إلى سوق العملات مثل «تي يو إس دي» (TUSD) و«باكس» (PAX) و«بي يو إس دي» (BUSD) و«جي يو إس دي» (GUSD).

وتعد هذه العملات مركزية لأنه تم إطلاقها أو يتحكم فيها من قبل منظمة مركزية يمكن أن تكون إما شركة أو بنكاً أو حتى حكومة.. وهذا النوع من العملات الرقمية هو في الأساس عبارة عن سندات دين رمزية يتم نشرها وتداولها على نظام «البلوك تشين» مثل «الإيثيريوم»، وتعمل على تحقيق التوازن بين العرض والطلب من خلال آليات السك والاسترداد.

وفي إطار هذا النموذج يمكن للمستخدمين سك العملات المستقرة عن طريق إيداع العملات التقليدية المعادلة لأمين الحفظ أو استرداد أو حرق النسخ الرمزية للحصول على العملات الورقية مرة أخرى.. ومن أعلى 3 عملات مستقرة مركزية: عملة «الثيتر» (USDT) و«ترو يو إس دي» (TrueUSD) التي أطلقت عام 2018 و«دولار الجيميني» (Gemini Dollar GUSD).

مخاطر محتملة

العملات اللامركزية: تعدّ العملات الرقمية المستقرة اللامركزية عملات شفافة بالكامل ولا أحد يستطيع التحكم فيها (عملات رقمية من دون مشغل أو متحكم مركزي خلافاً للعملات المستقر المركزية) كما يكون دعم الضمانات فيها مرئياً للجميع لأن الأموال موجودة على نظام بلوك تشين متحقق منه علنا، ويمكن تقسيم العملات الرقمية المستقرة اللامركزية إلى جزأين: عملات مشفرة مضمونة وأخرى خوارزمية. ومن أعلى 3 عملات رقمية مستقرة غير مركزية: عملة «رمز داي» (DAI Token) التي أُنشئت ودُعم استقرارها من خلال استخدام عملة مستندة إلى «الإيثيريوم» المودع في خزائن «مايكر داو» (MakerDAO)، ثم عملة «إي أو إس دي تي» (EOSDT) وهي عملة مشفرة معروفة تعمل على منصة «إي أو إس» (EOS)، وعملة «ديفي دولار» (DUSD) التي تمنح المستثمرين فرصة لجمع عملات مستقرة مختلفة في رمزها الوحيد وتحمي المستخدمين من أي مخاطر محتملة.